The suicidal client
إن أول تدريب لي كمرشد كان في جمعية الأزمات الهاتفية "acrisis telephone counseling agency " وكمرشد جديد عبر الهاتف فقد كان جل خوفي أن أتلقى هاتفاً من شخص يرغب الانتحار . وعادة يتلقى هاتف الخدمات الإرشادية مكالمات من أناس يفكرون بالانتحار. وأحياناً يكون من بينهم من أخذ جرعة زائدة من الأقراص الدوائية مسبقاً ، وقبل طلب المساعدة . عند التعامل مع أمثالهم فان الأمر يتعلق بمسائل أخلاقية ، وقبل اختيار الاسترتيجية المقبولة بالنسبة لك ، فانك ستحتاج لأن تظهر اهتماماتك مع أسفك الشديد لمن يرغب بالانتحار . وكمرشد فالمرغوب ألا تظهر خداعاً في اهتمامك لعميلك . وأنك منسجم معه ومصدقه ، وأنك ستفعل كل ما هو ضروري لإرضاء ضميرك . إضافة إلى انك ستحتاج لأن تكون ملماً بالالتزامات والضمانات القانونية لتصرفاتك . إذا كنت في صراع داخلي مع نفسك ، وخلال تعاملك مع الراغب في الانتحار فعليك معالجته مصلحة كليكما .
هل لأي شخص الحق في أن يسلب حياته إذا اختار هو عمله ذلك ؟ قد يختلف جوابك على هذا السؤال عن جوابي ، وقد تختلف بالنسبة إلى أجوبة العميل . أنا أقترح عليك مناقشة هذا السؤال مع مجموعتك في التدريب اذا كان لديك مجموعة ، أو مع مشرفك لتحصل على فكرة واضحة لموقفك ، ولمنتحر النادم ، ولتوقعات مشرفك . عندها ستكون معداً للتعامل مع الراغب في الانتحار بشكل أفضل. بعض المرشدين يعتقدوا بأن لهذا الشخص الحق في قتل نفسه ، لو أنه اختار ذلك . آخرون يصرون على العكس من ذلك ، ويعتقدون بأن هذا الشخص يكون متوتر عاطفياُ وانفعالياً وغير قادر على أخذ قرار عقلاني في ذلك الوقت . هذا المعتقد مدعوم بالخبرة مع عملاء رغبوا في الانتحار ، وبعد ذلك قدموا شكرهم لمرشديهم لأنهم اكتشفوا معنى جديداً ومرضياً لحياتهم . وهكذا فان بعض المرشدين يرون الحاجة في تدخل القوة ، وتدخل العلاج الإلزامي والعلاج النفسي ، عند فشل المحاولات الأخرى . مهما تكن نظرتك ، فانه يجب معاملة المرضى الراغبين في الانتحار بجدية . تذكر ان الأشخاص الذين يكررون محاولة الانتحار فإنهم أحياناً ينجحون في آخر الأمر . نداؤهم لمساعدة بحاجة لان يسمع من قبل فوات الأوان .
الأشخاص الانتحاريون يقعون في ثلاث مراحل ، واتي قد تتخطى إلى بعض الامتدادات . تشكل المرحلة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والأشخاص العاجزون ،أو الذين يعانون من فقر شديد في احتمال تغير أوضاعهم . وأمثالهم يصابون بالإحباط ويفكرون جدياً بقتل أنفسهم ، لانهم لا يملكون ما يستح العيش سوى القليل . هذا إن كانوا يعيشون وحدهم ، وليس لديهم وسائل كافية من الدعم الاجتماعي . المرحلة الثانية تضم المتعرضين لشرخ مفاجئ في تجربة حديثة وهم الأكثر خطورة . ويدخل في هذه المرحة الأشخاص الذين يعانون الخسارة ، كما شرح سابقاً في الفصل العشرين . تشك المرحلة الثالثة من يستخدمون عبارات الانتحار ويظهرون رغبتهم في تصرفاتهم وذلك كملاذ أخير في محاولاتهم جعل الآخرين يسمعونهم أو يستجيبوا آلامهم . وهم في الغالب لا يرغبون في الموت حقيقة . بعض الناس في هذه المرحلة يتصرفون ببراءة ، وهم على سبيل المثال يقولون للزوج الذي يتخلى عنهم ." ارجع إلي وإلا قتلت نفسي " ها هو ملخص للأسباب المحتملة التي تجع الشخص يفكر أو يتحدث عن أسباب قتلها (أو قتل ) لنفسها :-
1. لأنها يائسة من وضعها على رؤية خيار لحل مشاكلها .
2. لأنها متوترة عاطفياً وخائفة من أن تقتل لنفسها ، وتريد م يمنعها عن ذلك .
3. لخلق رواية عنها
4. كسبيل لإيذاء الآخرين ، تعبيراً عن الغضب الشديد .
5. كعرض أخير تلفت فيه الانتباه إلى وضعها المستحيل إذا فشلت الطريق الأخرى
6. لتعالج ببراعة شخصاً آخر عن طريق التهديد بالانتحار .
7. لأنها قررت قتل نفسها ، فهي تريد ذلك ، وتريد من الآخرين أن يتفهموا أسباب هذا الفعل .
8. حتى تكون على اتصال مع شخص آخر قبل أو عند الموت.
9. حتى تقول " وداعاً كاستعداد للموت .
ربما تكون أكبر مشكلة للمرشد الجديد خلال التعامل مع العميل الراغب في الانتحار ، هي القلق الذي ينتاب المرشد . أحياناً يحاول المرشد الجديد أن يبعد العملاء عن الحديث عن الانتحار وأن يشجعهم على طرد أفكارهم المهلكة والتعامل معهم بشكل ملائم .
عند تديمك الإرشاد لعمي يائس أو قلق ، ابحث عن أبسط الألغاز التي تقترح بأن العميل يعتزم الانتحار . يكره العملاء أحياناً أن يقولوا : "لو أنني أرغب في قتل نفسي "
وهم بدلاً من ذك يجعلوا الجملة أقل حدودية ، كأن يقولوا : " لم أعد أستمتع بالحياة " أو لقد مللت العيش " في مثل هذه الحالة كن مباشراً أو اسأل عميك " هل تفكر في قتل نفسك ؟" عندها ستنكشف الأفكار الانتحارية ، وتعامل بصورة ملائمة.
ستكون شخصاً غير عادي إذا لم ينتصب شعر رأسك من أو مرة تخبرك فيها العملية بانها تنوي قتل نفسها . اسمح لنفسك بتجربة مشاعرك ، وبعدها قرر ما تفعله حيالها . الشيء الوحيد الذي تستطيع عمله هو أن تدرب نفسك على مثل تلك الرسائل .
مقارنة بين اللاعقلانية والعقلانية للتعبير الذاتي للمرشد الذي يتعامل مع حالات الانتحار
Comparison between irrational and rational self – statements for counselore dealin with suicidal clients
المواقف أو "الجمل" اللاعقلانية
Irrational statements
|
المواقف أو "الجمل" العقلانية
rational statements
|
- أنا مسؤول شخصيا إذا قتلت هذه العملية نفسها .
|
بكل حزن لا أحد يستطيع إيقاف هذه العملية عن قتل نفسها إذا قررت بإصرار عمل ذلك في النهاية سيكون هذا خيارها .
|
يجب أن أبقى مع العملية حتى تبعد أفكار الرغبة في الانتحار عن رأسها .
|
من المستحيل أن أراقب العملية أربعاً وعشرين ساعة في اليوم عليها أن تكون مسؤولة عن نفسها .
|
أنا أملك القدرة على تغيير رأيها ، اذا كنت ماهراً بقدر كاف أو – يجب أن أقنع تلك العملية ألا تقتل نفسها.
|
لا أملك القدرة على تغيير افكار أحد ، كل ما أسنطيعه تقديم عمليتي الى أكثر من هم كفاءة ، فسأفعل ، وفي الوقت نفسه سأبذل ما في وسعي .
|
انا لست بكفاءة مرشدين اخرين .
|
هذا أنا بمهارتي وحدودياتي . اذا استطعت تديم عمليتي الى من هم أكثر كفاءة ، فسأفعل ، وفي الوقت نفسه سأبذل ما في وسعي .
|
اذا لم أكن كفوءاً سألام على موت تلك العملية
|
بالنسبة لي فتغير حقيقي أن أكون مرشداً مثالياً في مثل تلك المواقف المزرية ، أا لست مسؤولاً عن قراراتها ، ولا يمكنني عم سوى ما أستطيع عمله
|
-يجب أن أتعايش مع توقعات عميلتي -لا أستطيع التعامل معه
|
لا أحتاج لأن أتعايش مع توقعات المنتفعة
-يمكنني التعامل بشرط أن أكون قاعدة حقيقة لتوقعاتي
|
تحدي عباراتك غير الواقعية ، وإذا كانت مشاعرك المتوترة غير مستقرة فشارك عميلتك ما تشعر به. فمثلاً يمكنك القول :"أشعر بأنني مقيد لأنني أعلم بأنك تفكرين بالانتحار . أعتقد بان الأمر مخيف بالنسبة لك أيضاً ، بإظهار تلك المشاعر فان الثقة ستتولد ، والآن أصبحت الحقيقة والمشاركة المفتوحة ممكنة ، وبذلك سيتناقص قلق المرشد.
إن المهارات الدقيقة التي درست، والتي متلائم العلاقة الإرشادية هي وسائل أساسية في التعامل مع العميل الراغب في الانتحار. وتركز على بناء الروابط وعنونة السؤال عن المسؤولية . الطريق لعمل ذلك سيعتمد عليك وعلى نظامك الخاص بك .
بالنسبة لي وبعد أن أسست علاقة عملية جيدة مع العميلة ، فسوف أحدثها حول المسؤولية تجاه حياتها ، وفي نهاية الأمر هي حياتها . سوف أوضح لها كم يحززنني معرفة إنها تفكر بقتل نفسها ،وسأوضح لها على المدى البعيد بأنها إذا اعتزمت قتل نفسها ، فسأكون غير قادر على منعها لأنني لا أستطيع البقاء معها أربعاً وعشرين ساعة في اليوم . سأواصل إخبارها بأنني مهتم بها ، وحتى وأنا لا أعرفها جيداً ، وهذا أمر مهم لأفهم كيف ، ولماذا ينتابها هذا الشعور .
اعتقد بان هذا التقرب يجعل عميلتي تدرك بأنها مسئولة عن حياتها ، وأن تشعر بانضمامي إليها وليس بالعكس . بالنسبة لي فأهم شيء نتعلمه في إرشاد العملاء الراغبين في الانتحار ، هو اكتشاف أنني إذا توقفت عن استقبال الرسائل ، فسأكون مسئولا عن قرارهم بدلاً من التركيز على مشكلة العميل :"هل أقتل نفسي أم لا " بذلك ترتفع فرص الاحتمالات في تغيير أفكار العملية . معظم وان لم يكن جميع الراغبين في الانتحار لديهم درجة من الازدواجية اتجاه الموت . بعد كل ذلك لو كانت العملية مقتنعة برغبتها في قتل نفسها بدرجة واحد بالمآئة فلن ترغب في التحدث إلى المرشد بل إنها ستقتل نفسها بلا تردد .
كما هو موضح في الفصل الحادي عشر، عندما يخير الإنسان بين خيارين فستختار هي أحد الأمرين، وقد تدفع اختيارها للرمز الثاني.باختيارها الانتحار، فإنها ستخسر حياتها وتخسر ارتباطها بالآخرين. وبالإضافة فإنها ستفقد الأمل إن كان لديها أمل في مستقبل أفضل، إن تكلفة الموت تتضمن الخوف من المجهول، ولبعض الناس يخافون قتل أنفسهم.وبالمناقشة الصريحة مع العملية، فإنها ستعبر بصراحة بقولها:- "أريد أن أموت ".فيما بعد سوف نشاهد معاً الجزء المعاكس منها والذي يرغب في الحياة أو على الأقل لا يرغب بالموت.
سأساعد عميلتي على رؤية العواقب والتكاليف والخسارة للموت وللحياة، حاول - إذا استطعت - تجنب الضغط المباشر على العملية للبقاء على قيد الحياة، وبدلاً من ذلك ساعدها على التخاطب بقدر المستطاع .بهذه الطريقة ستكون قادرة على تخطي الألم وستشعر بقيمة قرارها .
إن الاختيار الأقرب لهذه الحالة الموصوفة هو محاولة إقناع العملية بان العيش هو أفضل اختيار . هذا التقرب ليس بتقديري الشخصي ، لان هذا سيخلق صراعاً ما بين العميل الذي يقول :- "أريد أن أموت " وبين المرشد الذي يقول :-"أريد أن تعيش ". بعدها سيكون صعباً على المرشد أن يقنع عميله بحقوق العيش، خاصة وإنهما في وضع متعاكس، ومع ذلك فان هذا الطريق قد ينجح مع بعض العملاء ، وليس هناك (الطريق صحيح )شامل للذهاب إليه . كل عميل فريد من نوعه وكذلك بالنسبة لكل مرشد .
وإذا ما ركزت على التأسيس والمحافظة على علاقات طيبة فانك تعطي علاقاتك الشخصية فرصة تفاؤلية بالنجاح.
إن المنتفعين الانتحاريين يكونون في حالة كآبة عميقة ، والكآبة كما تم توضيح ذلك في الجزء الثامن عشر تكون نتيجة للغضب المكبوت ، وكثيرا جداً ما يحول عملاء الانتحار الغضب الذي يكون عادة موجهاً للآخرين ،إلى أنفسهم داخلياً . وأنه ليكون من المفيد أن نسأل السؤال التالي :"ممن أنت غاضب …؟ "وإذا ما أجابت العملية "نفسي" فانك تستطيع أن توافق على أن ذلك واضح يتماشى مع القيام بعملية الانتحار ،أي "قتل النفس " وأيضاً فانك تستطيع أن تقول لها :" انك غاضبة من نفسك جداً لدرجة انك تريدين ان تعاقبيها بقتلها ". ان إعادة تأطير الانتحار على انه معاقبة للنفس أكثر مما أن يكون هروباً.
يكون مفيداً في بعض الأحيان لإحداث التغيير المطلوب وتستطيع أن تسأل " بعد نفسك من الذي أنت غاضب منه جداً ؟" فانك تساعد العملية لان تعبر عن غضبها، وأن توجهه بعيداً عن نفسها لشخص ، أو عدة أشخاص آخرين وبذلك فان أفكارها الكئيبة تتعدل.
وأيضاً هناك طريقة أخرى للدخول إلى عالم المنتفعة ، وهي بالوصول إلى ما ينبه أو يثير الأفكار الانتحارية اليوم . وكثيراً ما يكون حدث بالوصول إلى ما ينبه أو يثير الأفكار الانتحارية اليوم. وكثيراً ما يكون حدث وحيد هو المنبه وهذا المثال فان نوايا من ستقوم بالانتحار ستكون ولو بشكل بأن تعاقب أحداً ما ، وهو الذي تسبب بغبضها أو إيذائها وإذا كان كذلك فانه قد يكون هنالك طرق أخرى أفضل لتحقيق ذلك ، ولا ننسى بأنه لن يكون من غير المنطقي أو من سوء الحظ أن نتوقع بان المنتفعة ستقرر وبشكل ضروري أن تبقى على قيد الحياة ، وبالرغم من أنك قد تكون غير قادراً إذا ما اتبعت الإجراءات قصيرة الأجل ، والتي تتكفل لإبقائها على قيد الحياة ، وفي النهاية إتباع الإجراءات طويلة الأمد والتي ستبقيها على قيد الحياة إذا ما كانت قد قررت قتل نفسها وأنها - أي " العملية" - ستنجح في تحقيق ذلك ؟ ومع ذلك وبمرور الوقت فانك بحاجة لان تقرر وباستشارة المشرف عليك بان تحول عمل منع الانتحار مرفوض وضروري . إن هذا القرار خطير ، وإنه من المعلوم أن يتأثر هذا القرار بالقيم الشخصية الخاصة بك ، وتلك التي تحققها الجمعية أو "المؤسسة " التي تعمل لديها ، وهناك بعض الحالات التي يكون فيها القرار للتدخل واضحاً عليها ، وعلى سبيل المثال فانه سيكون من غير المعقول أن تسمع لواحدة ما ، وهي منزعجة نفسياً بسبب بعض الأوضاع النفسية ،أو بعض الضربات الخاطفة بأن تقتل نفسها بدون أن يكون هناك تصرف محدد بشكل ايجابي لمنعها من فعل ذلك …
إن عملية الانتحار ستكون بحاجة لأن تتلقى العلاج نفسياً من قبل اختصاصي ماهر وذلك كن مستعداً لان تحول الحالة في الوقت المناسب ، ان الرفاهية النهائية للعملية تعتمد على كونها قادرة على أن تغير تفكيرها وطريق حياتها . وهذا ما يصعب تحقيقه في جلسة واحدة .
تحضير خضر مبارك الخالدي
ر.ق الإرشاد والتربية الخاصة-الخليل-فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق