مما قرأت في كتب كتاب ولخصت وأنا في معتقل النقب الصحراوي في الفترة من 9/10/2007-10/2/2008
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي: مالك بن نبي ،((1970)).
من التقويم:
…. والصراع الفكري يجد إطاره الأوسع في البلاد المحكومة بشبكة من الإيحاءات تدلي بها مراصد الاستعمار ،لتضع متقلب الأحداث وسوء منقلبها حيال كل نهضة فاعلة في عالمنا الإسلامي .
فالمشكلة مشكلة أفكار في النهاية ،بها ننظم خطابنا في ثبات الأديم(أديم الأرض) ،وندفع طاقاتنا في مضاء العزيمة ،ونحشد وسائلنا في وثيق الانجاز.
والحضارة إذا كانت في عناصرها الأساسية:الإنسان،التراب،الزمن كما يشرح بن نبي في مؤلفاته،والثقافة إذا كانت في مهمتها أسلوب حضارة تحرك الإنسان ووسائله عبر القنوات الأربع :المبدأ الأخلاقي ،الذوق الجمالي ،المنطق العلمي،التقنية،فان مسيرة الحضارة هذه تسير بالمجتمع قوة وضعفا ،دفعا وهونا ،صعودا وهبوطا،تبعا لدرجة تمحوره حول الأفكار أو حول الأشياء المحيطة به.
إن لكل حضارة نمطها وأسلوبها وخيارها، وخيار العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح بصره إلى ما حوله مما يحيط به:نحو الأشياء.
بينما الحضارة الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل قبلها، سبح خيارها نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة:نحو الأفكار.
وتستوي الحضارة على ظهر التاريخ كلما كانت في توازن فعال يدلي بنتائجه في أفكار موضوعه تستلهم أصوله ونماذجه.أي أفكاره المطبوعة الأصيلة.فإذا ما فقدت الأفكار المطبوعة في نماذجها الأساسية إلهامها، وافتقدت الأفكار الموضوعة استلهامها لتلك النماذج
، أصاب الخلل المسيرة وجمع بها ظهر التاريخ فأصبحت شرودا تعالي في الانحراف.
فالفكر الغربي يجنح على ما يبدو أساساً إلى الدوران حول مفهوم الوزن والكم، وهو عندما ينحرف نحو المغالاة يصل حتماً إلى المادية في شكليها:
1-الشكل البرجوازي للمجتمع الاستهلاكي 2-والشكل الجديد للمجتمع السوفييتي.
وحينما يكون الفكر الإسلامي في أفوله كما هو في شأنه اليوم، فإن المغالاة تدفعه إلى التصوف والمبهم والغامض وعدم الدقة والتقليد الأعمى والافتتان الغرب.
*الإجابتان عن الفراغ الكوني
_موقف الإنسان في عزلته :مادي(الثقافة الغربية) يمثلها ر.كروزا
:أو فكري (الثقافة الإسلامية)
_المسلم مكلف بحمل فكرة واحدة :حب الخير وكره الشر ممثلا بابن يقظان.
*الطفل والأفكار
_الطفل يتدرج نحو عوالم ثلاثة:الأشياء-الأشخاص-الأفكار.
_الأفكار وسيلة اندماج الفرد في المجتمع وتتقايس فيه العوالم الثلاثة جنبا إلى جنب وتتفوق إحداها على الأخرى وفق نمط الثقافة.
_الشيخوخة انحدار من عالم الأفكار إلى عالم الأشخاص إلى الأشياء(ثم جعل من بعد قوة ضعفاً).
_الفرد يدفع ضريبة اندماجه الاجتماعي وكلما كان المجتمع ممثلاً في شخوص ارتفعت قيمة الضريبة.
…..فالعمل لا يمكن إذن أن يتحدد خارج خطة تحتوي إضافة إلى عناصره الظاهرة، عنصراً فكريا ًممثلاً لمسوغاته، ولأنماطه التنفيذية التي تلخص كل تقدم اجتماعي وتقني، لمجتمع ما، بما يميزه عن غيره.
*وباعتباره عامل تمييز في المستوى البشري،فان عنصر الفكرة ألهم (ماركس)هذا التأمل الرائع:
(إن ما يميز من الوهلة الأولى أسوأ مهندس معمار عن أمهر نحلة هو أن المهندس يبني الخلية في رأسه فبل أن يبنيها في القفر، وأن العمل ينتهي إلى نتيجة موجودة مسبقا ًفكرياً في خيال العامل).
المجتمع والأفكار
-المجتمع عبر العوالم الثلاثة:الشيء-الشخص-الفكرة ،رجحان أحد هذه العوالم هو الذي يميز كل مجتمع عن سواه 0
-المجتمع التاريخي يسجل مراحل ثلاثة:
مرحلة ما قبل التحضر، ومرحلة التحضر والدورة الحضارية، ومرحلة ما بعد التحضر.
-مجتمع ما قبل التحضر وما بعد التحضر لا يفتقران للوسائل وإنما للأفكار.
-المجتمع الإسلامي مر بهذه المراحل الثلاث من العصر الأول وحتى سقوط دولة الموحدين وهو يعيش عصر ما بعد الحضارة.
الحضارة والأفكار
-الحضارة نتاج فكرة جوهرية تدفع بها في التاريخ.
-أطوار الحضارة:مرحلة الروح ،مرحلة العقل ،مرحلة الغريزة .
ويمكن تعريف الحضارة في الواقع بأنها جملة العوامل المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل عضو فيه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتطوره .فالفرد يحقق ذاته بفضل إرادة وقدرة ليستا نابعتين منه بل ولا تستطيعان ذلك، لنما تنبعان من المجتمع الذي هو جزء منه.
…والتوتر هنا فكرة دافعة، لا يمكن بثها عبر نظرية، أو بأي إرشاد تعليمي.أما ظرفها المفضل للظهور فقد فسره مؤرخ ك(توينبي)بذلك الظرف الذي تضطر فيه جماعة بشرية للرد على تحدي بعمل منظم.
-التغيير والتحول يطرأ على عالم الأشخاص لا على عالم الأشياء .
…..انه المبالغة في التهويل أو التهوين بأن يقال “كل الدنيا تعلم ذلك لتأييد الرأي، أو “لا أحد يصدق ذلك” للانتقاص من قيمة الرأي.
الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة
-عالم الأفكار في مجتمع ما اسطوانة ذات طابع خاص.
-عالم الأفكار موسيقى فريدة لها أنغام أساسية(الأفكار المطبوعة وتوافقات خاصة (الأفكار الموضوعة).
العلاقة بين الأفكار المطبوعة والأفكار المطبوعة :مثال المجتمع الإسلامي .
…في حين أن مجتمعات أخرى:كاليابان والصين بدأت من النقطة نفسها ،لكنها نزعت عن نفسها ثوب الجمود وهي تفرض على نفسها ظروفاً ديناميكية جديدة ونظرية جدلية تاريخية جديدة .
فالمجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية، فالأفكار- حتى تلك التي نستوردها-ترتد على من يخونها وتنتقم منه.
إنها اللحظة المؤلمة حيث المسلم منشطر إلى شخصيين : المسلم الذي يتم واجباته الدينية ويصلي في المسجد ،ثم المسلم العملي الذي يخرج من المسجد ليغرق في عالم آخر .
يواجه العالم الإسلامي تداخل طغيان كل من الأشياء والأشخاص على الصعيد النفسي والأخلاقي، وعلى الصعيد الاجتماعي، وعلى الصعيد الفكري، وعلى الصعيد السياسي.
-إن تناقض الفكرة والوثن قد ضمن بصفة عامة للاستعمار نجاحه الباهر في الإجهاض السياسي في بلادنا مستخدماً غالبا مثقفينا أنفسهم.
…إن أقل الناس اقتناعاً بالقيمة الاجتماعية للأفكار:هو في الغالب المثقف المسلم، وهذا يفسر لماذا فضل عدد لا بأس به من المثقفين في الجزائر منذ ثلاثين عاما(أي منذ 1940م) الدوران في تلك الأوثان، بدلاً من أن يكرسوا أنفسهم لخدمة بعض الأفكار.
….أما طغيان الأفكار فيمكن تمثيله عبر الموقف التالي –في إحدى المحاضرات عن تركيب الأدوية أجهد الأستاذ نفسه في وصف إحدى النباتات .وبدلاً من أن يمد يده ويقطفها من فناء الكلية ليقدمها إلى طلابه،كان يبحث عن شكلها في الكتاب أثناء محاضرته،بينما هي تحت نافذة قاعة التدريس.
صراع الفكرة-الوثن
-العلاقة بين الفكرة والشخص ” الفرد يضع شيء من شخصيته حينما يطرح الفكرة”.
-*الفكرة-الشخص قد تصبح فكرة-وثن.
*الجاهلية والوثنية متلازمتان في الوجود والعدم .
-جهل الشعب النظيف وجهل المثقف الأخرق –مراء-أصم-مغرور.
-يقول Burke : الدولة التي لا تملك الوسيلة التي تحقق التغييرات لا تكون لديها وسائل استمرارها الذاتي .
…لقد غاب عن الأذهان أن الحق ملازم للواجب،وأن الشعب هو الذي يخلق ميثاقه ونظامه الاجتماعي والسياسي الجديد عندما يغير ما في نفسه.
أصالة الأفكار وفعاليتها
*الفكرة الأصلية تحتفظ بأصالتها أبد الدهر وهي ذات طابع قدسي،وهي حقيقة ذاتية مستقلة عن التاريخ .
-أفكار أوروبا:العلم، والتقدم، والحضارة سمحت لها بالسيطرة على العالم بفعاليتها لا بفكرتها الأصلية.
-أصالة الفكرة الإسلامية دخلت دورة الفعالية مع الفتوحات الإسلامية وبسط سلطان الدولة الإسلامية .
-أوروبا ترجح الفعالية على الأصالة في أسلوبها الاستعماري.
-النخبة الإسلامية “في البلاد الإسلامية” تقلد الحضارة الأوروبية ولا تدرك أصالتها، لأن الاحتكاك العنيف/الضعيف مع الحضارة الأوروبية والضمير الإسلامي قد بدأ في أسوة شروطه.
أن تكون الفكرة أصيلة لا يعني فعاليتها الدائمة ، وفكرة فعالة ليست بالضرورة صحيحة ،والخلط بين هذين الوجهين يؤدي إلى أحكام خاطئة ،وتلحق أشد الضرر في تاريخ الأمم حينما يصبح هذا الخلط في أيد المتخصصين في الصراع الفكري وسيلة لاغتصاب الضمائر.
نيكولاس مكيافيللي (ايطالي 1649-1716) كان يوصي بإخفاء الدنيوي والنافع في ثوب المقدس ،ذلك لأن الفكرة إذا كانت فعالة في بعض الظروف فلأنها استطاعت أن تتمتع بخاصية القداسة عند أهل العصر .
…ولا يكفي أن نعلن عن قدسية القيم الإسلامية ،بل علينا أن نزودها بما يجعلها قادرة على مواجهة روح العصر،وليس المقصود أن نقدم تنازلات إلى الدنيوي على حساب المقدس،ولكن أن نحرر هذا الأخير من بعض الغرور الاكتفائي والذي قد يقضي عليه.
بكلمة واحدة، ينبغي العودة ببساطة إلى روح الإسلام، ولم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم فرصة واحدة تمر دون أن يحذرنا من هذا التمسك والاكتفاء الذي نعرف آثاره المعوقة للنمو الاقتصادي في المجتمع الإسلامي الحالي…حيث نراه يعزو الفضل في الانتصار إلى الذين أفطروا في ذلك اليوم (ذهب المفطرون بالأجر) في غزوة تبوك .
الأفكار والاطراد الثوري
*الثورة مفجر ولكن تحرك القوى بعد إطلاقها ليس كل شيء.
*الثورة والزعيم في العالم الإسلامي/نظام الحماية مع سعد زغلول خير من الاستقلال مع أحمد عرابي.
*لا مجال للنقد في الحياة السياسية في العالم الإسلامي “على الرغم من قدم الحسبة ومحكمة المظالم “
*النزعة الذرية –تعني القفز من تفصيل إلى تفصيل بحيث لا تسمح برؤية مجموعة التفاصيل .
*أن أساتذة الصراع الفكري يعرفون أن التعامل مع وثن:هو أسهل من التعامل مع فكرة.
الأفكار والسياسة
*الحرب والسياسة:قوة الجيش تتمثل بالثقة في القاعدة السياسية.
*كنفوشيوس(صيني:555-479 ق.م ) على السياسة أن تؤمن أشياء ثلاثة :
1-لقمة العيش الكافية لكل فرد.
2-القدر الكافي من التجهيزات العسكرية.
3-القدر الكافي من ثقة الناس بحكامهم .
وإذا كان لا بد من الاستغناء عن أحد هذه الأشياء الثلاثة فنضحي أولا بالقدر الكافي من التجهيزات العسكرية،ثم ثانيا إذا كان لا بد-وفي هذه الحالة نستغني عن القوت، لأن الموت كان دائماً هو مصير الناس ولكنهم إذا فقدوا الثقة لم يبق أي أساس للدولة .
الأفكار وازدواجية اللغة
*المؤثرات الغربية في البلاد الإسلامية :
-مستوى اللغة.
-الانشقاق عن الأصل .
-ازدواجية اللغة وانقسام المجتمع .
…فأقل ما يمكن قوله في هذا المقام:هو أن ازدواج اللغة يمكن أن يتولد عنه نتائج تتعارض كلياً مع الثقافة الوطنية.
الأفكار الميتة والأفكار المميتة
*الأفكار الميتة نتاج ارثنا الاجتماعي تولد قابلية للاستعمار.
*الأفكار المميتة مستعارة من الغرب تولد الاستعمار .
*النخبة المسلمة “في البلاد الإسلامية” تختار الأفكار المميتة في الثقافة الغربية .
*مقارنة بين المجتمع الإسلامي المعاصر واليابان.
-أعتقد أن القصة هي ذاتها قصة التطعيم الزراعي.لا يجمل الطعم (إذا حمل) ثمار الأرومة “الشجرة” التي وضع فيها بل ثمار أرومته الأم.
-أن المؤسسات التي لا تجد سندها في الأفكار تبدو محكوماً عليها بالفناء.
…عقيل بن أبي طالب فسر سلوكه الغريب بطريقة أغرب حينما قال :
أن صلاتي خلف علي لأفضل(أقوم)، وطعامي عند معاوية (أدسم) أكثر لذة.
لخصها خضر مبارك الخالدي
سجن النقب الصحراوي في الفترة 9/10/07-12/2/08
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي: مالك بن نبي ،((1970)).
من التقويم:
…. والصراع الفكري يجد إطاره الأوسع في البلاد المحكومة بشبكة من الإيحاءات تدلي بها مراصد الاستعمار ،لتضع متقلب الأحداث وسوء منقلبها حيال كل نهضة فاعلة في عالمنا الإسلامي .
فالمشكلة مشكلة أفكار في النهاية ،بها ننظم خطابنا في ثبات الأديم(أديم الأرض) ،وندفع طاقاتنا في مضاء العزيمة ،ونحشد وسائلنا في وثيق الانجاز.
والحضارة إذا كانت في عناصرها الأساسية:الإنسان،التراب،الزمن كما يشرح بن نبي في مؤلفاته،والثقافة إذا كانت في مهمتها أسلوب حضارة تحرك الإنسان ووسائله عبر القنوات الأربع :المبدأ الأخلاقي ،الذوق الجمالي ،المنطق العلمي،التقنية،فان مسيرة الحضارة هذه تسير بالمجتمع قوة وضعفا ،دفعا وهونا ،صعودا وهبوطا،تبعا لدرجة تمحوره حول الأفكار أو حول الأشياء المحيطة به.
إن لكل حضارة نمطها وأسلوبها وخيارها، وخيار العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح بصره إلى ما حوله مما يحيط به:نحو الأشياء.
بينما الحضارة الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل قبلها، سبح خيارها نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة:نحو الأفكار.
وتستوي الحضارة على ظهر التاريخ كلما كانت في توازن فعال يدلي بنتائجه في أفكار موضوعه تستلهم أصوله ونماذجه.أي أفكاره المطبوعة الأصيلة.فإذا ما فقدت الأفكار المطبوعة في نماذجها الأساسية إلهامها، وافتقدت الأفكار الموضوعة استلهامها لتلك النماذج
، أصاب الخلل المسيرة وجمع بها ظهر التاريخ فأصبحت شرودا تعالي في الانحراف.
فالفكر الغربي يجنح على ما يبدو أساساً إلى الدوران حول مفهوم الوزن والكم، وهو عندما ينحرف نحو المغالاة يصل حتماً إلى المادية في شكليها:
1-الشكل البرجوازي للمجتمع الاستهلاكي 2-والشكل الجديد للمجتمع السوفييتي.
وحينما يكون الفكر الإسلامي في أفوله كما هو في شأنه اليوم، فإن المغالاة تدفعه إلى التصوف والمبهم والغامض وعدم الدقة والتقليد الأعمى والافتتان الغرب.
*الإجابتان عن الفراغ الكوني
_موقف الإنسان في عزلته :مادي(الثقافة الغربية) يمثلها ر.كروزا
:أو فكري (الثقافة الإسلامية)
_المسلم مكلف بحمل فكرة واحدة :حب الخير وكره الشر ممثلا بابن يقظان.
*الطفل والأفكار
_الطفل يتدرج نحو عوالم ثلاثة:الأشياء-الأشخاص-الأفكار.
_الأفكار وسيلة اندماج الفرد في المجتمع وتتقايس فيه العوالم الثلاثة جنبا إلى جنب وتتفوق إحداها على الأخرى وفق نمط الثقافة.
_الشيخوخة انحدار من عالم الأفكار إلى عالم الأشخاص إلى الأشياء(ثم جعل من بعد قوة ضعفاً).
_الفرد يدفع ضريبة اندماجه الاجتماعي وكلما كان المجتمع ممثلاً في شخوص ارتفعت قيمة الضريبة.
…..فالعمل لا يمكن إذن أن يتحدد خارج خطة تحتوي إضافة إلى عناصره الظاهرة، عنصراً فكريا ًممثلاً لمسوغاته، ولأنماطه التنفيذية التي تلخص كل تقدم اجتماعي وتقني، لمجتمع ما، بما يميزه عن غيره.
*وباعتباره عامل تمييز في المستوى البشري،فان عنصر الفكرة ألهم (ماركس)هذا التأمل الرائع:
(إن ما يميز من الوهلة الأولى أسوأ مهندس معمار عن أمهر نحلة هو أن المهندس يبني الخلية في رأسه فبل أن يبنيها في القفر، وأن العمل ينتهي إلى نتيجة موجودة مسبقا ًفكرياً في خيال العامل).
المجتمع والأفكار
-المجتمع عبر العوالم الثلاثة:الشيء-الشخص-الفكرة ،رجحان أحد هذه العوالم هو الذي يميز كل مجتمع عن سواه 0
-المجتمع التاريخي يسجل مراحل ثلاثة:
مرحلة ما قبل التحضر، ومرحلة التحضر والدورة الحضارية، ومرحلة ما بعد التحضر.
-مجتمع ما قبل التحضر وما بعد التحضر لا يفتقران للوسائل وإنما للأفكار.
-المجتمع الإسلامي مر بهذه المراحل الثلاث من العصر الأول وحتى سقوط دولة الموحدين وهو يعيش عصر ما بعد الحضارة.
الحضارة والأفكار
-الحضارة نتاج فكرة جوهرية تدفع بها في التاريخ.
-أطوار الحضارة:مرحلة الروح ،مرحلة العقل ،مرحلة الغريزة .
ويمكن تعريف الحضارة في الواقع بأنها جملة العوامل المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل عضو فيه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتطوره .فالفرد يحقق ذاته بفضل إرادة وقدرة ليستا نابعتين منه بل ولا تستطيعان ذلك، لنما تنبعان من المجتمع الذي هو جزء منه.
…والتوتر هنا فكرة دافعة، لا يمكن بثها عبر نظرية، أو بأي إرشاد تعليمي.أما ظرفها المفضل للظهور فقد فسره مؤرخ ك(توينبي)بذلك الظرف الذي تضطر فيه جماعة بشرية للرد على تحدي بعمل منظم.
-التغيير والتحول يطرأ على عالم الأشخاص لا على عالم الأشياء .
…..انه المبالغة في التهويل أو التهوين بأن يقال “كل الدنيا تعلم ذلك لتأييد الرأي، أو “لا أحد يصدق ذلك” للانتقاص من قيمة الرأي.
الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة
-عالم الأفكار في مجتمع ما اسطوانة ذات طابع خاص.
-عالم الأفكار موسيقى فريدة لها أنغام أساسية(الأفكار المطبوعة وتوافقات خاصة (الأفكار الموضوعة).
العلاقة بين الأفكار المطبوعة والأفكار المطبوعة :مثال المجتمع الإسلامي .
…في حين أن مجتمعات أخرى:كاليابان والصين بدأت من النقطة نفسها ،لكنها نزعت عن نفسها ثوب الجمود وهي تفرض على نفسها ظروفاً ديناميكية جديدة ونظرية جدلية تاريخية جديدة .
فالمجتمع الإسلامي يدفع اليوم ضريبة خيانته لنماذجه الأساسية، فالأفكار- حتى تلك التي نستوردها-ترتد على من يخونها وتنتقم منه.
إنها اللحظة المؤلمة حيث المسلم منشطر إلى شخصيين : المسلم الذي يتم واجباته الدينية ويصلي في المسجد ،ثم المسلم العملي الذي يخرج من المسجد ليغرق في عالم آخر .
يواجه العالم الإسلامي تداخل طغيان كل من الأشياء والأشخاص على الصعيد النفسي والأخلاقي، وعلى الصعيد الاجتماعي، وعلى الصعيد الفكري، وعلى الصعيد السياسي.
-إن تناقض الفكرة والوثن قد ضمن بصفة عامة للاستعمار نجاحه الباهر في الإجهاض السياسي في بلادنا مستخدماً غالبا مثقفينا أنفسهم.
…إن أقل الناس اقتناعاً بالقيمة الاجتماعية للأفكار:هو في الغالب المثقف المسلم، وهذا يفسر لماذا فضل عدد لا بأس به من المثقفين في الجزائر منذ ثلاثين عاما(أي منذ 1940م) الدوران في تلك الأوثان، بدلاً من أن يكرسوا أنفسهم لخدمة بعض الأفكار.
….أما طغيان الأفكار فيمكن تمثيله عبر الموقف التالي –في إحدى المحاضرات عن تركيب الأدوية أجهد الأستاذ نفسه في وصف إحدى النباتات .وبدلاً من أن يمد يده ويقطفها من فناء الكلية ليقدمها إلى طلابه،كان يبحث عن شكلها في الكتاب أثناء محاضرته،بينما هي تحت نافذة قاعة التدريس.
صراع الفكرة-الوثن
-العلاقة بين الفكرة والشخص ” الفرد يضع شيء من شخصيته حينما يطرح الفكرة”.
-*الفكرة-الشخص قد تصبح فكرة-وثن.
*الجاهلية والوثنية متلازمتان في الوجود والعدم .
-جهل الشعب النظيف وجهل المثقف الأخرق –مراء-أصم-مغرور.
-يقول Burke : الدولة التي لا تملك الوسيلة التي تحقق التغييرات لا تكون لديها وسائل استمرارها الذاتي .
…لقد غاب عن الأذهان أن الحق ملازم للواجب،وأن الشعب هو الذي يخلق ميثاقه ونظامه الاجتماعي والسياسي الجديد عندما يغير ما في نفسه.
أصالة الأفكار وفعاليتها
*الفكرة الأصلية تحتفظ بأصالتها أبد الدهر وهي ذات طابع قدسي،وهي حقيقة ذاتية مستقلة عن التاريخ .
-أفكار أوروبا:العلم، والتقدم، والحضارة سمحت لها بالسيطرة على العالم بفعاليتها لا بفكرتها الأصلية.
-أصالة الفكرة الإسلامية دخلت دورة الفعالية مع الفتوحات الإسلامية وبسط سلطان الدولة الإسلامية .
-أوروبا ترجح الفعالية على الأصالة في أسلوبها الاستعماري.
-النخبة الإسلامية “في البلاد الإسلامية” تقلد الحضارة الأوروبية ولا تدرك أصالتها، لأن الاحتكاك العنيف/الضعيف مع الحضارة الأوروبية والضمير الإسلامي قد بدأ في أسوة شروطه.
أن تكون الفكرة أصيلة لا يعني فعاليتها الدائمة ، وفكرة فعالة ليست بالضرورة صحيحة ،والخلط بين هذين الوجهين يؤدي إلى أحكام خاطئة ،وتلحق أشد الضرر في تاريخ الأمم حينما يصبح هذا الخلط في أيد المتخصصين في الصراع الفكري وسيلة لاغتصاب الضمائر.
نيكولاس مكيافيللي (ايطالي 1649-1716) كان يوصي بإخفاء الدنيوي والنافع في ثوب المقدس ،ذلك لأن الفكرة إذا كانت فعالة في بعض الظروف فلأنها استطاعت أن تتمتع بخاصية القداسة عند أهل العصر .
…ولا يكفي أن نعلن عن قدسية القيم الإسلامية ،بل علينا أن نزودها بما يجعلها قادرة على مواجهة روح العصر،وليس المقصود أن نقدم تنازلات إلى الدنيوي على حساب المقدس،ولكن أن نحرر هذا الأخير من بعض الغرور الاكتفائي والذي قد يقضي عليه.
بكلمة واحدة، ينبغي العودة ببساطة إلى روح الإسلام، ولم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم فرصة واحدة تمر دون أن يحذرنا من هذا التمسك والاكتفاء الذي نعرف آثاره المعوقة للنمو الاقتصادي في المجتمع الإسلامي الحالي…حيث نراه يعزو الفضل في الانتصار إلى الذين أفطروا في ذلك اليوم (ذهب المفطرون بالأجر) في غزوة تبوك .
الأفكار والاطراد الثوري
*الثورة مفجر ولكن تحرك القوى بعد إطلاقها ليس كل شيء.
*الثورة والزعيم في العالم الإسلامي/نظام الحماية مع سعد زغلول خير من الاستقلال مع أحمد عرابي.
*لا مجال للنقد في الحياة السياسية في العالم الإسلامي “على الرغم من قدم الحسبة ومحكمة المظالم “
*النزعة الذرية –تعني القفز من تفصيل إلى تفصيل بحيث لا تسمح برؤية مجموعة التفاصيل .
*أن أساتذة الصراع الفكري يعرفون أن التعامل مع وثن:هو أسهل من التعامل مع فكرة.
الأفكار والسياسة
*الحرب والسياسة:قوة الجيش تتمثل بالثقة في القاعدة السياسية.
*كنفوشيوس(صيني:555-479 ق.م ) على السياسة أن تؤمن أشياء ثلاثة :
1-لقمة العيش الكافية لكل فرد.
2-القدر الكافي من التجهيزات العسكرية.
3-القدر الكافي من ثقة الناس بحكامهم .
وإذا كان لا بد من الاستغناء عن أحد هذه الأشياء الثلاثة فنضحي أولا بالقدر الكافي من التجهيزات العسكرية،ثم ثانيا إذا كان لا بد-وفي هذه الحالة نستغني عن القوت، لأن الموت كان دائماً هو مصير الناس ولكنهم إذا فقدوا الثقة لم يبق أي أساس للدولة .
الأفكار وازدواجية اللغة
*المؤثرات الغربية في البلاد الإسلامية :
-مستوى اللغة.
-الانشقاق عن الأصل .
-ازدواجية اللغة وانقسام المجتمع .
…فأقل ما يمكن قوله في هذا المقام:هو أن ازدواج اللغة يمكن أن يتولد عنه نتائج تتعارض كلياً مع الثقافة الوطنية.
الأفكار الميتة والأفكار المميتة
*الأفكار الميتة نتاج ارثنا الاجتماعي تولد قابلية للاستعمار.
*الأفكار المميتة مستعارة من الغرب تولد الاستعمار .
*النخبة المسلمة “في البلاد الإسلامية” تختار الأفكار المميتة في الثقافة الغربية .
*مقارنة بين المجتمع الإسلامي المعاصر واليابان.
-أعتقد أن القصة هي ذاتها قصة التطعيم الزراعي.لا يجمل الطعم (إذا حمل) ثمار الأرومة “الشجرة” التي وضع فيها بل ثمار أرومته الأم.
-أن المؤسسات التي لا تجد سندها في الأفكار تبدو محكوماً عليها بالفناء.
…عقيل بن أبي طالب فسر سلوكه الغريب بطريقة أغرب حينما قال :
أن صلاتي خلف علي لأفضل(أقوم)، وطعامي عند معاوية (أدسم) أكثر لذة.
لخصها خضر مبارك الخالدي
سجن النقب الصحراوي في الفترة 9/10/07-12/2/08
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق