السبت، 30 مارس 2013

الشيخوخة:ادراج رقم 2

المظاهر السلوكية لمرحلة الشيخوخة :
1-يجد الفرد صعوبة كبيرة في المحافظة على مكانته في المجتمع المتطور الذي يتحرك من حوله بسرعة تفوق سرعة تكيفه للتغيرات التي تحيط به .
2-يزيد معدل الفقدان –بشكل واضح –على معدل الزيادة في جميع مظاهر وطاقات الفرد .
3-الشعور الشديد بالنهاية ، لذا يميل أغلب الأفراد في هذه المرحلة إلى التصوف.(..وَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ إِنَابَةً يُحِبُّهُ عَلَيْهَا).
4-يصبح الفرد ذاتي المركز يهتم بنفسه أكثر من اللازم ، ويميل سلوك أغلب الأفراد في هذه المرحلة إلى نوع من أنواع النرجسية وعشق الذات ويبدو أثر ذلك واضحاً في ظاهرة التعصب .
5-يجد الفرد صعوبة كبيرة في حل مشكلاته عن طريق التعويض .
 
التغير الجسمي الحركي الحسي
يتغير الجسم البشري وتتغير أجهزته المختلفة تبعاً لزيادة عمر الفرد وتطوره في حياته من مرحلة إلى أخرى ، وبما أن الوظائف العضوية تعتمد على على تكوين الاجهزة الخاصة بها فإن الوظائف العضوية تختلف من عمر إلى عمر ومن مرحلة إلى مرحلة تعقبها ، وهذا يصدق على الإحساس كونه وظيفة الحواس وعلى الحركة كونها وظيفة الجهاز العضلى.وما يطرأ على القوة العضلية من تغير من قوة إلى ضعف في هذه المرحلة ، وقد فطن العرب قديماً لبعض مظاهر الضعف التي تصاحب المراحل الاخيرة من حياة الفرد ، فقيل لأحد المعمرين العرب : ما بقي منك ؟ قال: أذكر القديم وأنسى الحديث ، وآرق بالليل ، وأنام وسط القوم .
 اهم العوامل التي تؤثر على التغير العضوي
1.الوراثة :
   يتأثر مدى الحياة نفسه طال ام قصر بعامل الوراثة ذلك لأن متوسط العمر يختلف من عائلة لأخرى ومن سلالة لأخرى ، كما أن القابلية للإصابة بأمراض معينة مثل السكر ، والصلع وعمى الألوان تتأثر بالوراثة وكذلك تحدد الوراثة أيضا خواص الفرد الرئيسية التي يحملها الإنسان إلى نهاية العمر مثل الطول ، وشكل الشعر ولون العينين.
2.المهنة :
  لكل مهنة آثارها على المشتغلين بها ، وهذا يفسر لنا كثرة أمراض القلب وإلتهاب الحنجرة بين المشتغلين بمهنة التعليم ، ألانه نسبة أمراض الروماتزم بين الفلاحين ، ألانه نسبة السل بين المشتغلين بصناعة النسيج .
3.الغذاء :
   دلت الابحاث التي اجريت على القئران أن نقص الغذاء عن الحد الضروري لإتزان الحياة يبكر بالشيخوخة ، وان زيادة الغذاء عن ذلك الحد تؤدي أيضا إلى نفس النتيجة التي ادى اليها النقصان الشديد .هذا ولنوع الغذاء أثره على حياة الكبار ، فمثلا تؤدي زيادة نسبة المواد الدهنية في غذاء الكبار إلى زيادة ترسيب الكوليسترول في الأوعية الدموية ، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وأمراض القلب .
4.تنشيط الأجهزة العضوية المختلفة :
   أشارت نتائج دراسات مختلفة في هذا الميدان على أن كثرة إستخدام أي عضو من أعضاء الجسم البشري يؤخر شيخوخته / فلكل جهاز عضوي مرحلة يصل فيها إلى إلى ذروة قوته ثم ينحدر بعدها إلى الشيخوخة شانه في ذلك شأن الجسم البشري كوحدة أو ككل ، وهكذا نرى أن للقلب وللرئتين وللعضلات وللقشرة المخية ، منحنيات تحدد اتجاه نموها ، وطريق إنحدارها وضعفها .هذا وقد نجد أنفسنا في المستقبل القريب أمام مفهوم جديد يقرر أن الوظيفة تؤخر الشيخوخة .
5.البيئة :
   تئثر البيئة بنوعيها ،إجتماعية كانت أم طبيعية ، على معدل التغيير العضوي في الكائن الحي ، وخاصة في طفولته وشيخوخته ، لذا يختلف مدى سرعة أو بطء ظهور مظاهر الشيخوخة من مجتمع إلى آخر ، ومن بيئة لأخرى ، كما أن للبيئة الطبيعية الجغرافية أثرها على تحديد مدى المرحلة المنتجة في حياة الفرد ، إضافةً إلى أن لكل بيئة أمراضها العضوية .
النظريات التي تفسر مظاهر التغير العضوي
 تميل بعض النظريات المعاصرة إلى تفسير ظاهرة التغير العضوي تبعاً لزيادة العمر الزمني على أساس التغيرات البيولوجية الداخلية التي تحدث في جسم الكائن الحي ، وما يصاحبها من تغيرات كيميائية .ومن الأمثلة على ذلك الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء أثر هذه الهرمونات على معدل نمو او ضعف الفرد حيث أن لبعض هذه الغدد توقيتاً غريباً يساير دورة الحياة في ضعفها وقوتها ، ثم في ضعفها الأخير وهي تنحدر نحو الشيخوخة .
 ويميل البعض الآخر إلى تفسير التغير الذي يصاحب النشاط البدني على أساس مفهوم التعويض (Binet,1962) ، فما كان يؤخذ بالقوة في شباب الفرد واكتمال حيوته أصبح يؤخذ بالحيلة في شيخوخته وضعفه .وللتعويض مستويات متدرجة من التعويض الفاشل إلى التعويض الجزئي إلى التعويض الكامل ، وما فوق التعويض .
 هذ وتعتمد فكرة التعويض على الزيادة المطردة في الخبرة بالرغم من التناقص التوالي للطاقة العضوية في جسم الإنسان ، انظر شكل رقم (1)
مشكلات الشيخوخة
وأبرزها تلك المتعلقة بالصحة والدخل والمكانة الاجتماعية
1-المشكلات الصحية:
 وتتضمن المشكلات الصحية النقصان الطبيعي في السمع والإبصار والذاكرة وزيادة إحتمال الإصابة بالأمراض المزمنة هذا النقصان هو تدريجي ويحدث بمعدلات مختلفة لكل فرد .وكشفت دراسة (محمد عودة 1986) أن مشكلات المسنين الكويتيين تتركز في المرض والأرق وضعف البصر والسمع والحساسية ، والتعب وضعف القدرة العقلية والإضطراب الإنفعالي والقلق والإحساس بالوحدة،….وعلى الرغم من ذلك إلا أن كثيراً من الناس لا يختبرون هذا التراجع(التناقص) حتى عندما يتجاوزون الثمانين(80) سنة .والغالبية العظمى من كبار السن تتعلم كيف تتكيف مع التحديدات التي تفرضها المشكلات الصحية .وبشكل عام فإن صحة كبار السن اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه في الأجيال الماضية بفضل العناية الصحية التي تلقوها عبر مراحل حياتهم السابقة وخدمات التأمين الصحي الوطني في الدول الغنية.
2-مشكلات الدخل
 وهي تعتبر المشكلة الرئيسية الثانية وذلك لأن أغلب كبار السن لا يعمرون فترة طويلة كجزء من القوة العاملة ، وبعضهم تشكل المحافظة على الدخل عملية ضرورية جداً له .لذا تقوم الدول الصناعية بسن نظم من المنح الحكومية أو التقاعد وخدمات التأمين الإجتماعي لهذا الغرض ، وعلى الرغم من هذه الحقيقة فإن كثيراً من كبار السن يعيش تحت أو أعلى بقليل من خط الفقر وخاصة فئات النساء وأعضاء الأقليات العرقية وباقي اعضاء جماعة الأغلبية الذين يتزعزع امنهم الإقتصادي بإستمرار . 
التغيرات البيولوجية الفسيولوجية
 1.تغير معدل الأيض
     تدل عملية الأيض على عمليتي البناء الحيوي والهدم الحيوي ولهذا الأيض علاقة مباشرة بمدى قدرة الجسم على تجديد نفسه ، وتقاس هذه العملية بالسعر في الساعة بالنسبة لوحدة المساحة الجسمية ، انظر الشكل رقم (2)
   2.تغير معدل نشاط الغدد الصماء
 يصل إفراز الغدد الصماء ذروته في سن العشرين …..هذا ويبط إقراز هذه الغدد بسرعة منتظمة حتى سن 70 سنة ، ثم تتغير سرعة هبوطها حتى نهاية الحياة انظر الشكل رقم (3).
   3.تغير قوة دفع الدم
 وهذه تبدأ مرتفعة عند 20 سنة وتظل في تناقصها حتى سن 90 سنة انظر الشكل رقم (4).
   4.تغير السعة الهوائية للرئتين
 بعد سن 20 سنة تظل قدرة الإنسان على التنفس في إنحدارها حتى يصل الفرد إلى شيخوخته فتنقص هذه القوة 25% مما كانت عليه في الرشد. انظر الشكل رقم (5)
    5.التغيرات العصبية
 تصبح سرعة الإنحدار في الجهاز العصبي ملحوظة في الشيخوخة ، ويظهر البطء في الإستجابات التي تتخذ شكل ردود الفعل ويطء النواحي الحركية وكثرة التردد وقد يرجع ذلك إلى التغيرات في القوس العصبي الخاص ، وقد ترجع إلى ضعف نسبة الاوكسجين التي يحملها الدم إلى المخ نتيجة لشيخوخة الفرد ، ونتيجة لضعف السعة الهوائية للرئتين ، أكثر مما ترجع إلى شيخوخة الخلايا العصبية نفسها .
 ولذا قد يصاب بعض الأفراد ببعض الأمراض العصبية في المراحل المتأخرة من العمر مثل ذهان الشيخوخة والكآبة ، وغيرها من الأمراض المختلفة ويسمى هذا النوع من الذهان بالذهان العضوي
    6.الكفاية البدنية ومستوى التكيف
تصل الكفاية البدنية العليا في سن أل 25 سنة ثم تبدأ في الإنحدار …و يزداد معدل الإنحدار زيادة ملحوظة بعد سن الخامسة والأربعين .
7-تغير القوة العضلية
 تضمر العضلات تبعاً لزيادة العمر وخاصة بعد مرحلة الرشد وإكتمال النضج ، وتقل مرونتها وتتأثر النواحي الحركية تبعا لهذا الضمور ،ولهذا أثره على الجهد البدني والعمل اليدوي وبذلك على إنتاج أصحاب المهن والعمال في المصانع المختلفة الذي يبدأ بالتناقص بعد سن 30 سنة . وتؤثر ضمور العضلات حتى على عملية المشي نفسها ، فتتغير مشية الفرد لزيادة عمره الزمني . انظر الشكل رقم (6)
دور الإرشاد :
1. معلوماتي-إذ يمكن التغلب–الى حد ما-على ضمور العضلات وذلك عن طريق زيادة المواد البروتينية في الطعام مثل اللحوم بأنواعها والمنتجات الحيوية مثل الجبن واللبن والبيض ، شرط أن لا يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة البولين في الدم .
2.مساعدة العمال وأصحاب المهن في إكتشاف طرق جديدة للقيام بعملهم تتناسب ومستوى قوتهم العضلية المتناقصة وخبرتهم الطويلة الخصبة .
التغير الحسي
   الحواس هي أبواب العقل ومنافذه إلى العالم الخارجي ، ويعتمد إدراك الفرد لهذا العالم على وظيفة تلك الحواس ، ولكل حاسة تكوين عضوي ووظيفة سلوكية ، وتعتمد الوظيفة على مدى النضج التكويني للحواس ويتأثر ذلك بالزمن ،…،وتضعف في الشيخوخة وتضعف بذلك وظيفتها .وتدل نتائج أغلب البحوث العلمية على تأكيد أن الضعف الأخير الذي ينتاب أغلب الحواس يبدو واضحاً جلياً بعد سن الخمسين .وهذه مظاهر تغير الحواس :
 1.تغير البصر تبعاً لزيادة العمر انظر الجدول رقم (2)
 2.تغير السمع تبعاً لزيادة العمر :إذ تبدأ البذور الأولى لضعف السمع في المراهقة ويستمر حتى يبلغ الفرد سن أل 50 سنة.ومن مظاهره صعوبة إدراك الأصوات الحادة .
   3.تغير الصوت تبعاً لزيادة العمر ،وخاصة في الشيخوخة وذلك لعلاقة مخارج الحروف ودرجة نضج الصوت ، وكثرة تساقط الأسنان،مما يؤثر على مخارج الحروف وعلى نطق بعض الأحرف وخاصة الفاء والسين إذا كانت في وسط الكلمة
   4. تغير حاسة الذوق تبعاً لزيادة العمر ، إذ تضعف براعم الذوق ويقل إحساس الكبار بالمواد السكرية وميلهم لها ، وتتأثر بالتوابل الحريفة وبالتدخين التي تصبح من عادات الكبار .
   5.التغير الحسي البشري تبعاً لزيادة العمر ، إذ تضعف النواحي الحسية للجلد البشري وخاصة فيما بين 50 سنة و 65 سنة ،وبذلك يصبح تكيف الجسم لدرجات الحرارة الباردة والساخنة بطيءاً ضعيفاً
دور الإرشاد في رعاية التغير العضوي : تتلخص أهم نواحي هذ الرعاية والعناية في:
1.      توفير النواحي الوقائية والعلاجية لأمراض الشيخوخة مثل الروماتزم وأمراض القلب وامراض الجهاز التنفسي والهضمي وضعف البصر والسمع
2.      توفير الغذاء المناسب للشيوخ حيث يتم التقليل من المواد الدهنية الحيوانية وان يعوضوا ذلك بالزيوت النباتية ، ويجب أن لا تقل نسبة المواد البروتينية في اليوم عن جرام لكل كيلو من وزن الجسم .وتؤكد بعض الأبحاث الحديثة أهمية الغذاء الذي يعتمد على الأنواع المختلفة للأحياء البحرية في إنقاص نسبة الكوليسترول في الدم .
3.      إشباع الحاجات المادية للشيخوخة ، وهو حق أساسي للمواطن المسن ، وتختلف نسب هذه الحاجات تبعاً لإختلاف نوعها وأهميتها في حياة الشيوخ .ووفقاً للتقرير الذي قدمه بيفردج سنة سنة 1942م للحكومة البريطانية عن العلاقة القائمة بين النسب المختلفة لحاجات الراشدين وحاجات الشيوخ فإن :
   1-الحاجات الغذائية للشيوخ تعادل 87% من الحاجات الغذائية للشباب .
   2-الكساء يعادل 67% من الكساء المناسب للشباب .
   3-المسكن والتدفئة ، والإضاءة تعادل 125% من القدر المناسب للشباب .
4.توفير الأعمال البدنية واليدوية المناسبة للشيوخ ، وتوفير التدريب على تقبل نمط التغير ، وعلى التكيف السريع له .وقد حددت بعض الدراسات اهم خصائص الكبار المرتبطة بالعمل :
   1.الدقة والعناية بما يعملون .                                              2.الثبات والإستقرار.
   3.الإنتظام والضبط.                                                       4.الصبر والمثابرة .
   5.صعوبة التكيف للأساليب الجديدة.                                     6.ضعف القوة الجسمية .
   7.الكبار أبطأ من الشبان في استجاباتهم وأداء اعمالهم .                   8.الكبار أقل تعرضاً لحوادث العمل من زملائهم الشبان.
   9.الكبار أصلح لمهام القيادة والإشراف من الشبان.                        10.الكبار أكثر ولاءً للعمل والمصنع من زملائهم الشبان.
التغير العقلي والمعرفي
 يتغير الزمن ، ونحن نتغير مع الزمن ، فنزداد تعصباً لآرائنا كلما تقدم بنا السن ، ونفقد جزءاً من مرونتتنا العقلية فنجمد ونخن أحوج ما نكون إلى التكيف لظروف البيئة المتغيرة .ونقاوم كل ما هو جديد لفرط ثقتنا بالماضي ، ولخوفنا من المستقبل ، والى هذا أشار رسولنا الكريم بقوله 19286 حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ وَاسْتَحْيُوا شَرْخَهُمْ قَالَ عَبْد اللَّهِ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ يَقُولُ الشَّيْخُ لَا يَكَادُ أَنْ يُسْلِمَ وَالشَّابُّ أَيْ يُسْلِمُ كَأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الْإِسْلَامِ مِنَ الشَّيْخِ قَالَ الشَّرْخُ الشَّبَابُ *(مسند البصريين بمسند الإمام أحمد) .وقال جوته الفيلسوف الالماني كلمته المشهورة حينما أحس بوطأة السن على نفسه :{الماضي} الماضي وحده ، هم الذي أومن به ويمضي الزمن بالفرد فإذا هو سادر يحسب غيه رشدا . وهذه بعض الإشارات بإتجاه التغير العقلي والمعرفي :-
          تغير عملية التعليم تبعاً لزيادة العمر
    التعلم في الرشد والشيخوخة : التعلم في جوهره تغير في الأداء نتيجة الممارسة ، ويستمر هذا التحسن في الزيادة حتى يصل الأداء إلى المرحلة التي يثبت فيها على مستوى معين لا يزيد فيها مع إستمرار الممارسة .ويصل التعلم ذروته القصوى في مرحلة الرشد (ثورندايك و بلبن) ، وتدل ابحاث كوبو على أن الإنحدار الذي يعقب الذروة يبدأ هادئاً حتى يصل الفرد إلى حوالي 70 سنة ،فيتغير معدل الإنحدار من التدرج البطيء إلى الهبوط السريع ، وتتأثر سرعة الإنحدار بإختلاف نسبة الذكاء وطبيعة المادة التي يتعلمها الفرد وقوة أو ضعف الدافع للتعلم .
 1.العوامل التي تؤثر على أداء الكبار
    تدل الابحاث العلمية على أن التغير الذي يحدث في مستوى الأداء تبعاً لزيادة السن وخاصةً عند الشيوخ يرتبط إرتباطاً مباشراً بالمستوى العقلي والتعليمي للفرد ، كما يتأثر بمستوى سهولة او صعوبة المشكلة التي يواجهونها أو المهارة التي يمارسونها ‍، هذا وعندما يعتمد هذا الاداء على خبرات الفرد ونشاطه اللاعضوي  فإن منحنيات الصعوبة والسهولة تتقارب في الشيخوخة .
 2.أثر العمر على زمن وأخطاء الكتابة
برهن براون (Brown 1957) على أن اخطاء الكتابة تتناقص تبعاً لزيادة العمر من الرشد إلى الشيخوخة .وإن زمن الكتابة يزداد تبعاً لزيادة السن .
 3.أثر العمر على مستوى الدقة :يزداد مستوى الدقة تبعاً لزيادة العمر .
دوافع التعلم عند الكبار
 تؤمن قبائل البالينيز Balinese البدائية بان الفرد يتجسد مرة اخرى بعد وفاته ، وان الحياة الأخرى تعتمد على المهارات والقدرات التي مارسها الفرد في حياته الدنيوية .ولذا فإن الكبار يعكفون على تجويد ما تعلموه من قبل ، وعلى تعلم مهارات ومعارف جديدة حتى يستفيدوا منها في حياتهم المقبلة عند البعث .
وقد دلت الدراسات التي قامت بها ميد Maed سنة 1949 على أن الشيوخ الذين تصل أعمارهم إلى حوالي 70 سنة لا يقلون في مهارتهم اليدوية ، وقدراتهم العقلية عن الشبان إن لم يكونوا يفضلونهم في بعض النواحي . وهكذا نرى أثر الدافع والتدريب الجاد على رفع مستوى الطاقة العقلية إلى المستوى الرفيع الذي يحقق للفرد إيمانه بأهدافه وغايته .إلا أن الدافع يجب أن يكون في مستوى الطاقة.قال تعالى : لا يكلف الله انفساً إلا وسعها …ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به (البقرة :286).
 ويجب أن نفرق بين القدرة على التعلم ، وبين معدل او سرعة التعلم ، فالقدرة لا تتأثر كثيراً بزيادة العمر من الرشد إلى الشيخوخة بينما المعدل ينحدر . وفي الشيخوخة ينتهي الطور الذي يمثل اللمحة السانحة ، والنظرة العاجلة ، ولا ضير إلى الفرد من أن يسلك سبيله في شيء كثير من الأناة والهدوء ، وهو عندما يدرك أن القوم يتناءون عنه ، تدفعه رغبته الملحة في تأكيد ذاته إلى أن يتعلم ،فهو إذن يتعلم ليؤكد ذاته ، وليشعر بالطمأنينة .
التفسير النفسي لإنحدار معدل التعلم
   بفسر بعض العلماء هذا التغير على أساس ضعف المرونة للتكيف نتيجة لزيادة السن ، ويؤكد هذه الفكرة زيادة زمن الرجع من الرشد إلى الشيخوخة .وفسره آخرون على أساس ضعف القدرة على تسجيل المعلومات الجديدة ، ويؤيد هذه الفكرة تناقص القدرة على التذكر المباشر تناقصاً ملحوظاً في الشيخوخة .ويميل د.فؤاد السيد 1998 إلى تفسير التغير على أساس فكرة التداخل التي تقرر أن كثرة الخبرات القديمة لدى الشيوخ تحول بينهم وبين وضوح الرؤية ، وذلك لان الخبرة الجديدة قد تختلط أحياناً في بعض نواحيها مع خبرات أخرى قديمة .
تعليم الكبار
   تهدف حركة تعليم الكبار إلى تنمية شخصية الفرد لتتفاعل تفاعلاً إيجابياً مثمراً مع مطالب الحياة الحديثة ، والى تنمية الثروة البشرية لخير الجماعة ، والوطن والإنسانية ، وهذه اهم الخصائص الفارقة لتعليم الكبار :
 1-يجب أن نفرق بين القدرة على التعلم وبين سرعة التعلم ، ولا تتاثر القدرة على التعلم تأثراً واضحاً بزيدة العمر الزمني كما تتاثر سرعة التعلم ، ولذا يبدو التعلم بطيئاً عند الكبار وخاصة في مراحله الاولى ، ثم يمضي سريعاً بعد ذلك.
 2-تواجه عملية التعلم عند الكبار عوائق شتى تحد من سرعتها وقوتها المشكلات العائلية التي تشتت إنتباه الكبار وضيق الوقت المخصص للتعلم لإنشغال الكبار بكسب الرزق أو كثرة المسؤوليات في حياتهم اليومية .
 3-هناك اشياء لا يستطيع الصغير تعلمها وإستيعابها ولا يتعلمها إلا وهو كبير .
 4-الكبار أكثر إتصالا بمشكلات الحياة اليومية من الصغار ،لذا يجب أن ترتبط عملية التعلم إرتباطاً مباشراَ بالنواحي الواقعية العملية.
 5-منطق الكبار أوضح من منطق الصغار وذلك لفهم وتحليلهم للأمور المختلفة ولذا يجب أن تكون طريقة تعليم الكبار طريقة منطقية واضحة .
 6-يدرك الكبير الاشياء الكلية ثم يحللها مباشرة إلى مكوناتها الرئيسية فهو بذلك أسرع من الصغير في هذه العملية التحليلية .
 7-يجب أن تكون اهداف عملية التعلم أهدافاً مباشرة وأن تحق نجاحاً سريعاً ملموساً .
 8-يجب أن يكون التعلم إيجابياً لا تلقينيا ولذلك يميل الكبار إلى الإشتراك في تخطيط وإختيار المواد التي ستعلمونها .
 9-يميل الكبار إلى التعلم الذاتي ولذا يجب أن نساعدهم على أن يعلموا انفسهم بأنفسهم حتى يصبحوا قادرين على تطوير معلوماتهم إنمائها بأنفسهم ولأنفسهم .
 10-يجب أن تكون للمعلومات التي يتعلمها الكبار فائدة ووظيفة مهمة في حياتهم المادية والاجتماعية .والكبير يقاوم تعلم المعلومات التي لا يدرك فائدتها .
نمو المحصول اللفظي عند الأميين الكبار
 في بحثٍ مقارن أجراه د.فؤاد السيد 1971 على عينة طبقية عشوائية من 486 (254رجل،232إمراة) فرداً من كبار السن إعتمد على نفس إختبار المحصول اللفظي الذي استخدم في بحث اطفال المدرسة الأساسية الدنيا .وهدف إلى إكتشاف المحصول اللفظي لكل سنة دراسية من سنوات محو الامية والى تحديد مستويات السرعة الكتابية والتحليل التفصيلي لمستويات الصعوبة مقارنة أطفال المدرسة الأساسية الدنيا ، وكانت النتائج المقارنة كما يلي:
 1-يحتاج الدارس الكبير إلى 22 شهراً ليصل إلى مستوى المحصول اللفظي لتلميذ السنة الرابعة الإبتدائية .
 2-يحتاج الدارس الكبير إلى 4 شهور دراسية ليصل إلى مستوى المحصول اللفظي لتلميذ السنة الأولى الإبتدائية .
 3-يحتاج الدارس الكبير إلى 10 شهور دراسية ليصل إلى مستوى المحصول اللفظي لتلميذ السنة الثانية الإبتدائية .
 4-يحتاج الدارس الكبير إلى 16 شهراً دراسياً ليصل إلى مستوى المحصول اللفظي لتلميذ السنة الثالثة الإبتدائية .
 5-يحتاج الدارس الكبير إلى 25 شهراً ليصل في سرعته الكتابية إلى مستوى السنة الرابعة الإبتدائية .
 6-يحتاج الدارس الكبير إلى 5 شهور ليصل في سرعته الكتابية إلى مستوى السنة الأولى الإبتدائية .
 7-يحتاج الدارس الكبير إلى 12 شهراً ليصل في سرعته الكتابية إلى مستوى السنة الثانية الإبتدائية .
 8-يحتاج الدارس الكبير إلى 18 شهراً ليصل في سرعته الكتابية إلى مستوى السنة الثالثة الإبتدائية .
 
رعاية المحصول اللفظي للأميين الكبار
 تختلف عملية رعاية المحصول اللفظي للاميين الكبار عن رعاية المحصول اللفظي للأطفال في أن الامي قد يعرف ، وغالباً ما يعرف الكلمة لأنه لا يعرف كيف يكتبها ، وبذلك تتلخص عملية رعاية المحصول اللفظي للأميين الكبار قي تحويل الكلمات التي يعرفون معناها ونطقها إلى كلمة مكتوبة في القاموس الذاتي للفرد. والخبرة الطويلة للكبير تزوده بحصيلة ضخمة من الكلمات .وبذلك يقتصد الأمي في تعلمه اللغوي للألفاظ ثلثي العملية بمعرفته للمعنى والصوت . ويبقى عليه أن يتعلم كتابة ما يعرف معناه وصوته .
 وبذلك تتطلب عملية رعاية المحصول اللفظي من الامي الكبير أن يقول الكلمة التي يعرفها و التي تبدأ بحرف هجائي معين ثم يكتبها ، فإن أخطأ في كتابتها تعلم كيف يكتبها ، ثم يمضي التعلم ليصحح نتائج ذلك الإختبار ، فالعملية في بدئها هي إضافة كلمات جديدة إلى الكلمات قديمة معروفة. لكن هذا لا يمنع أن تتطور العملية بعد ذلك إلى تعلم كلمات جديدة عندما يعتدل القديم ويصبح صحيحاً معنى ونطقاً وكتابة .
          وفي نهاية الحياة قد تتراجع اللغة حتى عند غير الأمي وذلك عندما تقل دائرة اتصالنا وعلاقاتنا الاجتماعية ، وقد تزداد او تحافظ على ثباتها اذا كان هناك مجالات تعويض مستمرة من علاقات وأنشطة اجتماعية ومهنية جديدة .وقد تواترت نتائج الدراسات والابحاث التجريبية2على ان معدل التذكر-وبضمنه تذكر المفردات اللغوية-يهبط لزيادة العمر الزمني وخاصة في مرحلة الشيخوخة ،انظر الشكل رقم (6).كما ان القدرة اللفظية تنخفض بشكل مطرد منذ منتصف الخمسينات الا ان تصل حدا كبيرا (65 على الجدول رقم 7) ، الا انه بالامكان تعويض بتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية والإتصال والمزيد من المطالعة .
في الادراج القادم سيتم طرح العناوين التالية:


القدرات العقلية في مرحلة الشيخوخة
رعاية المظهر العقلي المعرفي
التغير الانفعالي في الشيخوخة
دور الإرشاد:
مخاوف الكبار
الجنس في مرحلة الشيخوخة
التربية والتثقيف الجنسي

2 فؤاد البهي الخولي . الأسس النفسية للنمو من الطفولة الى الشيخوخة .القاهرة :دار الفكر العربي .1418ه/1998م.ص
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق