….ما بهمنا اعتباره هنا هو تأثير الانقطاع بين الأفكار والأحداث الاجتماعية على تطور مجتمع ما، وأسباب هذا الانقطاع، هذه هي المشكلة التي طرحها…فقد وضح الفرق بين الذين يبحثون عن فكرة صحيحة (العصر لم يكن يتطلب البحث عن الفكرة الفعالة) وأؤلئك الذين يعمدون إلى المحسنات ،أو يحترفون النوادر التي لا يحتاج إليها فيها الراوي إلى فكرة ،أو إلى حقيقة تتضمنها،أو إلى وسيلة عمل.
…لكن ينبغي أن نضيف بأن مناورات الاستعمار للانتقاص من أفكارنا –أعني افتقادها فعاليتها في البناء الاجتماعي –ي الأكثر خداعاً وأن نعترف في الوقت نفسه بأنه لا يوجد في بلادنا أية وقاية تمنع هذه المناورات من النجاح، بل العكس هو الصحيح.
المذهب الاقتصادي الاجتماعي المنتظر
…إذا لم تعلل فكرة ما وجودها على الصعيد الوطني بالربح الذي تجنيه، فإنها لا يمكن أن تكون معصومة وكأنها آية قرآنية منزلة.
…لكن الحرب لا ينتصر فيها بالأسلحة المادية فقط ،كالبندقية والمدفع أو حتى الطائرة ، وأحياناً حتى يسيء للانتصار العسكري الكبير تقصير(نقص) على الصعيدين الأخلاقي والسياسي .هذا أمر يشهد عليه التاريخ منذ القدم.
التخطيط والتخطيط الدقيق
*…ينبغي على الخطة، أن تتوقع في إطارها ألمفاهيمي كما في إطارها التنفيذي كل الشروط المعنوية والمادية لنجاحها، وهي مجموعة شروط، تحدد تماماً التقنية المعقدة للخطة. ولكن واحداً من هذه الشروط التي تمس مباشرة الجانب التقني للخطة هو وحدة المفهوم.ففي بلد يسير في طور النمو –مثلما كان الاتحاد السوفييتي في سنة 1918م والصين في سنة 1948م-يجب على الخطة أن تكون على الأخص (موجدة) وليست فسيفساء تجمع مشاريع صمم كل منها تصميماً مختلفا عن المشاريع الأخرى ، وهي قد تتلاءم فيما بينها أو لا تتلاءم.
*…إن التخطيط يفقد كل معناه القني ابتداءً من اللحظة التي تكون فيه فكرته الرائدة مستوحاة من الخارج.فهذا لا يكون تخطيطاً ، وإنما مجرد مهارة ، كمهارة البقال الذي يملأ رفوفه بما تمليه متطلبات زبائنه وأهوائهم .وجلي أننا نريد بادئ ذي بدء أن نمنع بلدنا من أن يكون خمارة معطلة، تحولت إلى حانوت لبيع أشياء أخرى، لأنها فقدت زبائنها العاديين.وعلى الخطة أن تواجه الإصلاح الزراعي من زاوية أخرى، أو بالأصح من زاويتين:
أ-يجب أن تخصص الأراضي لمهمة الإنتاج وفقاً لمعطيات اقتصاد القوت من ناحية واقتصاد التمنية من ناحية أخرى.
ب-يجب وضع جهاز فعال يحمي المساحات المنتجة من ظاهرة التصحر التي تهدد الأراضي الصالحة للزراعة وتتوسع على حسابها.
*…الوظيفة هي التي تخلق العضو وهي التي تحد مكانه.
*…من الواضح أن الرأسمال الفكري لبلد ما جوهري بالنسبة له، بقدر (أو بأكثر) مما هو جوهري رأسماله بالدينار أو بالدولار، أو حتى رأسماله البترولي.والأمر بالنسبة لهذا الرأسمال الأخير واضح حيث أن 50 % من ريعه تبقى في الخارج بناء على تقديرات دقيقة.
*…يقول (رومان رولان): “لا يكفي أن تبدع أفكاراً ،بل يجب أن تؤمن لها الحياة” .
مشكلة الثقافة
*يقول (رابليه) الفرنسي: “العلم بدون ضمير مفسدة للروح”.
*الثقافة والعلم ليسا مترادفين، الثقافة تولد العلم دائماً والعلم لا يولد الثقافة دوماً ولا يمكن استبدال أحد المفهومين بالآخر.
*…إن العالم المتقدم لا يكتفي بالاستحواذ على المواد الأولية الثمينة من العالم الثالث بأرخص الأسعار، وإنما كذلك على المادة السنجابية الضعيفة والتي تكلفه غالياً.
لخصها خضر مبارك الخالدي
سجن النقب الصحراوي في الفترة 9/10/07-12/2/08
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق