المحاضرة الثانية
العلاقة الإرشادية (وهي العلاقة المركزية في الارشاد)
اذا أردنا أن تكون العملية الإرشادية فعالة هناك ثلاث قيم أساسية مطلوبة جدا تقوم عليها هذه العلاقة وهي :
الثبات:
أن يكون المرشد نفسه تاماً ،كاملاً ،وشخصيته متكاملة ، وكل شيء عنه يجب أن يكون له رنة حقيقية .
أنا واحد رغم تنوع الأدوار من أب-مرشد-صديق-أخ-مريض-زبون، الخ
وهناك اختلاف في طريقة سلوكي في كل دور ،عندما العب مع طفل أنا سعيد أن أعبث على الأرضية ، وعندما احضر لقاءً مهنيا للمرشدين ،أفضل ان ارتدي بطريقة رسمية واجلس على الكرسي.
على أية حال لدي خيار، أستطيع ان أبقى على اتصال كامل مع نفسي وان اكون انا دون الحاجة لتغيير نفسي .
أحتاج الى أن أكون أنا ثابتاً في كل مدلولاتي ،اذا حدث هذا عندها ستنجح العلاقة وستكون عملية الإرشاد أكثر فعالية.
في كل مرة ادخل فيها علاقة إرشادية آخذ معي ها الجزء الهام مني ،والجزء الثاني كوني مرشداً نفسياً ،والجزء من كوني طفلاً يحب أن يستمتع ويلقي النكات على الناس .
وكثيراً جداً أكون أنا نفسي وليس فقط جزءاً معيناً مني ،انا في حدودي أنا ،من الطبيعي أنني عندما اعمل مرشداً فاني استفيد من تلك الأجزاء مني المرتبطة بكوني مرشداً،وأجزاء مني قد تبقى خارج المشهد.
أتحدث معه كصديق ولكني لست بصديق
to deal with him friendly but not as a friend
في الحياة العادية تعودنا على ان احتياجاتنا مساوية لاحتياجات الآخرين ، بينما في حالة الإرشاد سيركز المرشد على احتياجات المنتفع أكثر من احتياجاته اخاصة .
التعاطف Empathy
عندما يتحدث المنتفع يتصور انه يمشي في رحلة جبلية …أحياناً يمشي في دائرة ويعود إلى نفس النقطة
كمرشد في أغلب الأحيان -أنا لست تابعاً ولا قائداً –بالرغم من أني أحياناً سأتبع وأحياناً سأقود.
فيما يرى أخصائيين آخرين أنني كمرشد كالعربة يجرها الحصان
وعلى العموم يوجد جدل كبير حول دور المرشد هل هو محايد أم قائد تغيير
أغلب الأحيان ما أحاول فعله هو أن امشي الى جانب المنتفع ، ،أن أذهب الى حيث يختار ان يذهب ،أن استكشف تلك الأشياء التي يختار أن يستكشف ،وأكون دائماً دافئاً منفتحاً ودوداً معيناً مهتماً حقيقياً وثابتاً ،بهذه الطريقة تتطور الثقة بيني وبين المنتفع وانا أمر بتجارب العالم تقريباً بنفس الطريقة التي يمر بها هو .
أحاول أن أفكر وأشعر بالطريقة التي يفكر ويشعر بها هو بهذا أستطيع أن أشاركه ما يكتشفه عن نفسه.
المقصود ب التعاطف Empathy أن تكون عطوفاً يعني أن يكون لديك اجتماع(اتصال) بالمنتفع ، وكنتيجة لذلك يتم خلق بيئة ثقة بطريقة يشعر فيها أنه معتنى به وآمن ، في مثل هذه البيئة يستطيع المنتفع أن يتحدث عن أخفى أسرار حياته وأعظم مشاعره التي تبدوا له مرعبة أو شخصية جداً لا يتجرأ ان يتحدث للآخرين عنها.
* بطريقة أخرى أن تضع نفسك مكان المنتفع مع إدراكك أنه هو هو وأنك أنت أنت ،أو أن تكون قادراً على وضع قدمك في حذائه.
*–قصة الحمار والأولاد والمختار : -حطيت حالي محل الحمار وقلت لحالي لو كنت حمار وين ممكن أروح-
*وكمثال معكوس ما عبرت به تلك الأميرة الفرنسية عندما عرفت أن الجماهير لا تملك الخبز فقالت ليأكلوا بسكويت.
التقبل غير المشروط:
أن أتقبل المنتفع بصرف النظر عن لونه او غناه أو اجتهاده أو منطقة سكنه او عائلته أو مستوى نشاطه وهكذا.
أي أن أتقبله كانسان وتقلبي هذا لا يعني تقبلي لسلوكه غير المرغوب ، مع حرصي على عدم إعطاء حكم أو وصمة على سلوكه.
لا استطيع أن أتفهم قيمي أكثر من التي علي أن استكشفها وأراها وأسأل عنها ،أحتاج ان اتفهم قيماً مختلفة عن قيمي ،وأحتاج أن أتفهم من أين تأتي مشاعري تجاه تلك القيم المختلفة وهذه عملية مستمرة لن تنتهي حتى أموت.
وجدت أني عادة عندما تكون لدي وجهات نظر قصوى مستقطبة ،هذا لأني اخاف أن انظر الى وجهة النظر المعاكسة وأن أفهمها .
من خلال تصنيف نظام القيم لدي أتفهم نفسي أكثر ، ونتيجة لذلك أكون أقل تهديدا من قبل وجهات النظر التي تعارض مع وجهة نظري.
المرشد الفعال يصغي أكثر مما يتكلم ،إذن فهو مصغ جيد ويشكل مركز أمن وأمان للمنتفع وقادر على إثارة تساؤلات وليس وأسئلة .
الإرشاد هو امتداد لما نفعله جميعاً في علاقاتنا مع الآخرين عندما يتعرضون للأذى
كثير من الناس هم مرشدون طبيعيون (تلقائيون) وهدف تدريب الإرشاد هو مساعدتك على تنمية مهارات الإرشاد لديك وبالتالي تكون فعالً أكثر في مساعدة الآخرين في التعامل مع الألم.
وهذا يتم ابتداءً بالتقليد والمحاكاة والتكرار لهذه المهارات ونقلها الى تعاملاتك الحياتية حتى يتم استدخالها عندك وتصبح جزءاً أصيلاً من شخصيتك كمرشد.
الثبات
التعاطف
الرعاية الايجابية غير المشروطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق