كتبهاخضر ذيب مبارك الخالدي ، في 29 أيلول 2008 الساعة: 08:11 ص
لا أدعي في هذه المقالة الاحاطة بجميع جوانب العلاقة بين الطالب والمعلم يشكلها الراهن ولا ما يجب ان تكون عليه، ولا ادعي أن العلاقة بين الطالب والمعلم هي من النمط السيء دوماً فلا زال الجيد أكثر من الرديء ولا زلنا نرى نصف الكأس الممتليء ، إلا انني ساتطرق في هذه المقالة الى بعض النقاط التي تلقي بعض الضوء على ما يشوب هذه العلاقة احياناً من شوائب آملا في تعزيز الجوانب الايجابية في العلاقة بين الركنيين الاهم في العملية التعليمية .
تبدأ العلاقة بين الطلاب ويبن المعلم بما يسمى جس النبض او عملية الفحص ، وهي عملية مشتركة ذات اتجاهين او ذات قناتي اتصال وغالباً ما يتقنها الطلاب وخاصة إذا خبروا أكثر من مدرس ، وتحدث عملية الفحص او جس النبض بشكل واضح في المرحلة ما بعد الاساسية الدنيا .
ومن الشائع بين المعلمين والطلاب أيضا أن المعلم يمكنه أن يفرض شخصيته –والمقصود بالشخصية هنا ادارته وضبطه للصف-منذ البداية وإلا فلن تتاح له فرصة لاحقة وان هذه الادارة تحتاج الى شيء من الحزم : هذا الحزم الذي يتكرر مع كل مشكلة بين الطالب والمعلم تصل الى عنق الزجاجة قد يبدر فيها من الطالب إشارات أو ايحاءات او تنفيذ لإعتداء جزئي أو كامل ضد هذا المعلم او ذاك ، وهنا تصل المطالبة بالحزم الى ذروتها ويتم ربطها بعقدة معنوية كبيرة يطلق عليها كرامة المعلم والتي تكفي لوحدها لتأطير الزملاء المعلمين حولها
ولا شك ان المعلم بحاجة الى التقدير، وكيف لا، والتقدير أكثر حاجات النفس البشرية قدماً وأصالة -وهذا أحد الامور الهامة التي نتوقعها من الطالب -فإن لم يجد التقدير في راتبه المتآكل والذي لا يكاد يسد رمقه فلا اقل من اشعاره بالاحترام .
وفي الوقت نفسه يحتاج الأمر من المعلم الى وقفة مع نفسه ليتذكر فيها ايام كان طالباً وماذا كان يريد من المعلم آنذاك ؟ ألم يكن يريد من معلمه الاحترام لشخصيته ككل ؟ أم أن اختلاف المواقع ينسي ؟
إن المطلوب من الطالب والمعلم اليوم هو لعب الأدوار على مستوى التخيل للخروج بصيغة من الاحترام ، ولا بأس بعقد اتفاقيات توضح فيها الحقوق والواجبات التي تقع على عاتق كل طرف بل طرفي العملية التربوية الواحدة والتذكير بهذه الاتفاقيات كلما مضى عليها العهد ، ولقد أثبتت كثير من الاتفاقيات التي أبرمها المرشدون التربويون جدواها، ولنا في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الرجل الصالح العبرة والعظة اذ كلما أخل موسى عليه السلام بالاتفاقية التعليمية كلما ذكره بها الرجل الصالح
خضر مبارك/رئيس قسم الإرشاد والتربية الخاصة بمديرية تربية الخليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق