السبت، 30 مارس 2013

الاسلاموعلم النفس :ادراج رقم 3


الإرشاد الديني الوقائي
الإسلام دين وقاية أكثر منه دين علاج وهو يوجه اهتماماً كبيرا إلى الوقاية الدينية والتحصين النفسي .ولأغراض الوقاية يجب الاهتمام بالبناء ونمو شخصية الفرد المسلم(انظر مصطفى عبد الواحد،1970).وفيما يلي أهم معالم الوقاية:
1.الإيمان :أجمعت الأديان السماوية على أن السعادة النفسية هي ثمرة مؤكدة للأيمان (..الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)18. وفي المسيحية قول عيسى عليه السلام (..إيمانك الذي شفاك).
أكد عدد من الدارسين أن الإيمان يمثل جوهر الصحة النفسية ،فهوعملية نفسية تنفذ إلى أعماق النفس فينبعث فيها يقيناً لا ينزعج     ورضاً صادقاً بقضاء الله وقدره وقناعة غامرة بعطائه ،كما أنها تشيع في النفس تفاؤلا وطمأنينة وتحميها من التشاؤم مما يجعل المؤمن راضيا عن ماضيه وحاضره ومستقبله فلا يتحسر على ما فاته ،ولا يسخط على ما أتاه ،ولا يخاف مما سيأتيه لأن كلاً من عند الله (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) (الحديد22) .وتفاؤل المؤمن يجعله إذا مرض لا ينقطع أمله في العافية ،وإذا أصابه عسر لا ينقطع أمله في اليسر،وإذا حلت به ضائقة لا ينقطع أمله في الفرج،وإذا أخطأ أو أذنب لا ييئس من المغفرة والتوبة فرجائه في الله ليس له حدود وهذا ما يجعله منشرح الصدر طيب النفس سمح الوجه،متوافقا مع ربه ونفسه والناس توافقاً يشعره بالسعادة في الدنيا والآخرة فيصلح أمره وأمر الناس من حوله.وفي أثر الإيمان يقول عالم النفس يونج *إن الإيمان يمكن أن يكون علاجاً أكثر فعالية من كل العقاقير وأنجع من كل أساليب ونظريات العلاج النفسي*(202:3).ويقول موره *إن علة النفس في الحياة المعاصرة تكمن في الفجوة بين الدين والسلوك،وان المحاولات النفسية ذات الأصول الدينية سوف تنقذ النفس البشرية*(125:9) ويتضمن الإيمان :
أ.الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله.
ب.حب الله.ففي القرآن أن الله يحب المتقين ،ويحب التوابين ،ويحب المتطهرين .وفي الحديث الشريف ((ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الايمان منها ان يكون الله ورسوله احب اليه ممن سواهما،…))
ج.تقوى الله :حيث أن من ثمرات التقوى الأمن النفسي قال تعالى(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اؤلئك لهم الأمن..).
د.الشكر لله قال تعالى (وان تعدوا نعمة الله فلن تحصوها) ويقول عليه السلام ((لا تنظر إلى من هو فوقك فتزدري نعمة الله عليك وأنظر إلى من هو حتى تشكر الله على ما أعطاك)) فالشكر يورث القناعة والقناعة كما قالو1 كنز لا يفنى.
2.التدين(السلوك الديني)
حيث أن الإنسان المتدين حقاً هو الذي يترجم الإيمان إلى سلوك ديني ير ضاه الله تعالى ،أما السلوك الذي يخرج عن الدين أو الذي يأخذ شكل العبادة الآلية أو الذي يحاكي السلوك المستورد دون تنقية ،قد يؤدي إلى نكسة سلوكية وسلوك منحرف يؤدي إلى تشويه الشخصية الفردية والاجتماعية(محمد كامل النحاس،1964).ويتضمن السلوك الديني مما يلي:
أ.عبادة الله: وأعني بها مفهوم العبادة الشامل وهو جميع ما يقوم به الإنسان من أعمال ويقصد به وجه الله سبحانه.والى هذا يشير ربعي بن عامر **نحن قوم ابتعثنا الله لإخراج من شاء من العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الأديان الى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا الوقاية سعة الدنيا والآخرة.** وتتضمن العبادة إقامة الشعائر الإسلامية وعلى رأسها الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد(20:7) واثر كل منها يحتاج الى تفصيل طويل.
ب.الإخلاص لله :وهو عكس الشرك والرياء اللذان يعتبران من أمراض القلب الكبرى.
ج.المسؤولية:ونعني بها مسؤولية الإنسان عن سلوكه فالإنسان بنعمة العقل مخير كيف يشبع غرائزه وحاجاته الحيوية،يقول عليه السلام((لا يكون أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس أمراض احسنوا أحسنت وان اساؤو اسئت ولكن وطنوا أنفسكم أن احسن الناس احسنوا وان أساءوا فلا تظلموا).
د. البعد عن الحرام:ويتضمن الالتزام بالسلوك الحلال الذي تطمئن إليه النفس ((..البر ما اطمأنت إليه النفس ،والإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس)) (حديث شريف).
ه.العزة والقوة :حيث لهما اثر كبير في تكوين مفهوم الذات الإيجابي((المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)) (حديث شريف).
و.السلوك الأخلاقي :حيث تشكل القيم الأخلاقية إطاراً مرجعياً لسلوك الفرد واسلوب حياته، وهذا يقابل الضمير عند  فرويد.ويعمل الإسلام على تكوين مركز ضبط داخلي يصل بالإنسان الى اعلى مراتب الحكم الأخلاقي ويكون مسؤولاًعن السلوك بشكل اكبر من مركز الضبط الخارجي المتمثل بالسلطة والى هذا تشير الأحاديث ((..ان تعبد الله كأنك تراه ،فان لم تكن تراه فانه يراك)) و ((استفت قلبك وان افتاك الناس وافتوك))وهذا يقابل الحكم الأخلاقي عند كولدبرغ.
ز.الإستقامة : قال تعالى (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) 18 وا قصد بالإستقامة موائمة السلوك والوجدان للفكر
ح.اصلاح النفس : وهو بعنى تخليص النفس من عيوبها ومن هذه العيوب آفات القلب كالرياء والحسد والكبر وإيثار الدنيا ومن آفاتاللسان كالكذب والغيبة وغيرها وهذا الذي اشار اليه الغزالي في منهجه العلاجي وسماه بالتخلية. (انظر المستخلص في تزكية الانفس،سعيد حوى)
ط.تزكية النفس : (قد افلح من زكاها) أي الطهر من الدنس ،والسمو عن النقائص،وترفع النفس وارتفاع قدرها وتحققها بمقامات سامية وهذا الذي عناه الغزالي بالتحلية.(انظر المستخلص في تزكية الانفس،سعيد حوى) وهي تقابل في بعض جزئياتها مفهوم الإعلاء والتسامي .كما وتقابل اصحاب الإتجاه المعرفي من جانب آخر حيث يرون ان الأفكار تؤثر على تغيير السلوك كما يقول ابن قيم الجوزية **ان النفس تطحن ما تقدمه لها، .واذا شغلتها بصغائر الامور صرفتك عن عظائم الامور.(انظر زاد المعاد،ابن قيم الجوزية،المجلد الرابع)
ي.معارضة هوى النفس : ويقصد بالنفس هنا الأمارة بالسوء (فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى،فان الجنة هي المأوى) ويعبر عنها بالأعراض الغير مهذبة للغرائز الأساسية عند الإنسان سواءً غريزة التدين او غريزة حب البقاء او غريزة حب النوع (انظر:الاسلام وثقافة الانسان، سميح عاطف الزين) .والنفس الأمارة بالسوء تقابل الهو عند فرويد.
ك.الصدق : وهو من مهارات الإتصال الإجتماعي الجيدة ويؤدي الى التكيف الإجتماعي بتنمبتة للثقة والتعاون ،كما انه يهدي للبر والبر ترتاح اليه النفس.((ان الصدق يهدي للبر ..)).
ل.الأمانة والتواضع والكلام الحسن : وهذه ايضاً من مهارات الإتصال الإجتماعي الجيدة.(..وقولوا للناس حسنا).
م.معاشرة الأخيار:(واصبرنفسك مع الذين ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه..) ومثال قصة الرجل الذي قتل (100) مئة نفس واتى الى العالم يسأل عن امكانية التوبة والإستقامة فأرشده العالم الى ضرورة تغيير منطقة سكناه حتى تتحقق توبته وتستقيم.ويقابل هذا عملية فهم الحيز الحيوي في نظرية المجال،وعملية معرفةالظروف القبلية للسلوك عند المدرسة السلوكية.
ن.حسن الظن : وهو افضل من سوء الظن (..يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن ان بعض الظن اثم..)ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((اذا تطايرت فامض واذا شككت فلا تحقق..)) وفي هذا تلتقي المدرسة المعرفية مع الإسلام في جعل السيطرة والتوجيه للجانب الإدراكي الذي يصبغ الوجدان والسلوك بصبغته.
س.الإعتدال : ويتضمن القناعة والحد من الإسراف في الشهوات من طعام وجنس وغير ذلك من متع مادية وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ان الله يحب المسرفين).
ع.ضبط النفس :ويتضمن ذلك الحلم والتحكم في انفعال الغضب وكظم الغيظ قال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس،والله يحب المحسنين) .قال صلى الله عليه وسلم ((ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق