مما قرأت في كتب وكتاب ولخصت وأنا في معتقل النقب الصحراوي في الفترة من 9/10/2007-10/2/2008
ادراج رقم-3-
* يقول فنوني (الحقيقة الفعالة:1948) في كتابه الذي يدرس الاستعمار على طريقة التحليل النفسي مثل تلك الفكرة التي يعطيها فنوني عن التناسب الغريب الموجود بين
((وحدة المكان )) أو الجانب الذاتي الموضوعي و (( وحدة الإنسان )) أو الجانب الذاتي ، فيفسر المؤلف بذلك النزعة العنصرية أي الأشياء الأساسية في نفسية الاستعمار ، على أنها اثر لفاصل نفسي يجزئ الذات أو وحدة ((أنا )) ، عندما يسقط هذا الفاصل الذاتي على سطح الجانب الموضوعي (( وحدة النوع البشري )) فيجزئه إلى جزأين ، احدهما له السلطة والسيادة، والآخر عليه السمع والطاعة كما يعتقد من يدين بالعنصرية .
*…اوعند( المستعمر)عندما يشعر أن المؤلف كشف بعض ملامحه الخفية مثل تلك الوصمة التي يصف بها الأوروبي في المستعمرات ، على انه لا يطلب فقط الفائدة المادية ولكنه يرغب أيضا في بعض الملذات النفسية الخطيرة 0
فكل من عنده فكرة مسبقة عن بعض المذابح التي سجلها التاريخ في رصيد الاستعمار منذ سنة ((1948)) ، ويعرف ما كان فيها من تفنن سادي في الوحشية ، إلى أي نوع من ((الملذات)) يشير المؤلف بهذه الكلمة0
*000كلما وضع الاستعمار الترتيبات اللازمة لإفقار المستعمر ماديا فانه يتبعها بالترتيبات الخاصة بتلويثه الأخلاقي ، ليزيد الإفقار والتلوث معا في اتساع الهوة التي يجعلها أمام((القاصر)) حتى لا يستطيع بلوغ رشده ابدا0
*..كل منتوج نصدره إلى الخارج كما تنتجه الطبيعة، يكون تصديره خسارة بالنسبة إلى الحالة الاجتماعية في بلد معين، خسارة تحدد اقتصاديا ما يسمى ((البلد المختلف))0
*000ان درجة النمو الاقتصادي الموائمة، تكمن في اقتصاد لا يكون موزعا في أيد كثيرة يمنع توزيعه كل التنظيم ,ولا مجمعا في الاحتكار ,يمنع احتكاره عمليات الرقابة ويسلبها قيمتها ((المجموعة من الوسائل))0
000ان هذا النوع من الحشرات (الأرضة المتعلمة أبواق الاستعمار)لا ينقطع ما دامت ثقافتنا تفقد المبدأ الأخلاقي المهيمن على سلوك المثقفين 0
*000ان حقيقة التاريخ شيء آخر ،فهي منوطة بنفسية وإرادة شعب ، لا بمغامرات فرد وشهواته.
-أن الشيء الذي يصنع تاريخ شعب، هو ما نفسه من استعدادات، لا كمية النقود الأجنبية التي تتقاضاها حكومته.
*000ان “الاجتهاد الشخصي ” المتمثل بكبت العناصر النفسية التي لا تتمشى مع الشخصية الجديدة-شخصية المواطنة-وباكتساب عناصر أخرى من شلنها أن تغير ال”أنا” في اتجاه التطور المنشود حسب رغبة المجتمع، وأهدافه،ومصلحته.
ومن الواضح أن هذا (الاجتهاد الشخصي) من أجل التكيف في الوسط الجديد، هو من جانب الفرد “الرد” على أفعال المجتمع، الذي يكون في الواقع العامل الأساسية في تطوير الفرد.
*…إنني أخشى أن يكون “النقد ” لم يدخل بعد في عاداتنا ولم يستقر في جونا العقلي، وان الكلمة ذاتها لم تبرح أجنبية في قاموسنا، أو أنها تعني شيئاً آخر، كأن كلمة “النقد” وكلمة “تشويه” مترادفتان في لغتنا.
*….كما ندرك أن المعركة الحقيقية ليست هي التي تجري على صدور هذه الثورات مع الاستعمار ولكن المعركة في داخل البلاد مع القابلية للاستعمار –تلك القابلية المتمثلة في بعض الشخصيات الإقطاعية وبعض العادات الرجعية.أو في داعية يدعي أنه يمثل المهدي في تلك البلاد نتوقع شره.
*لا ينبغي لمن يكتب أن يكون آلة كاتبة، تنقل لنا “نسخة” دون أن تقدر للكلمات التي كتبها أي نتيجة اجتماعية. إن على من يكتب واجباً إزاء الكلمات التي يكتبها، يجب عليه أن يتبعها خارج مكتبه في معركة الحياة والصراع الفكري، أن يتبعها في عملها في المجتمع…يجب عليه أن لا يغفل تلك الصلة –صلة السبب بنتيجته –التي تنشأ في إطار مشكلة اجتماعية واحدة ، إذ تنشأ بصفة أوتوماتيكية فكرة هي علاقة بين من يكتبها وبين من يصيرها أو يحاول أن يصيرها عملاً.
…ومن هنا ينشأ واجب آخر لمن يكتب ،هو أن تكون له فكرة صحيحة بقدر الإمكان عن شخصية القارئ الذي يقون بدور أساسي في تقرير قيمة الأفكار الاجتماعية لأنه هو العامل المحول الذي يحول الفكرة ويصيرها واقعاً محسوساً في سلوكه أو شيئاً ملموساً في محيطه.
فعندما انتقد نشاطنا الاجتماعي واتهمه بالذرية أي بعدم الاتصال بالجهد والمبادرات، فإنني مع كل أسف لا اتصور وضعاً بل أصفه كما هو ذلك، أنني أرى نشاطاً يبدأ فجأة ويذهب كذلك كأنه وثبة برغوث .
ولنعتبر على سبيل المثال كم، منذ نهاية الحرب، ظهرت مجلة في بلادنا ثم اختفت بالسرعة نفسها.
أن الإنسان الغربي يعتقد على وجه الخصوص أن التاريخ والحضارة يبدآن من أثينا ويمران على روما ثم يختفيان فجأة من الوجود لمدة ألف سنة ثم يظهران من جديد في باريس في حركة النهضة .أما قبل أثينا فليس شيء يذكر في ذهن هذا الفرد المشحون بالكهرباء….الذي لا يرى بين أرسطو وديكارت إلا الفراغ .
لخصها خضر مبارك الخالدي
سجن النقب الصحراوي في الفترة 9/10/07-12/2/08
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق