قيل الكثير في الشيخوخة ، فمما قيل :
وعجوز تذهب إلى العطار ترجو صلاح شيبها وهل يصلح العطار ما قد أفسد الدهر
وهذا يعني أن لكل مرحلة سماتها النفسية والجسمية .وقيل أيضا حكمة الشيوخ : ويعني هذا تزاوج النضج والخبرة .وقيل أيضاً من شاب على شيءٍ شاب عليه :ويراد به صعوبة تغيير الاتجاهات في سن الشيخوخة .وقيل …تلك هي حياتنا ضعف يتسامى إلى قوة ، وقوة تهبط إلى ضعف : ومعنى هذا أن الشيخوخة هي اتجاه نحو الضعف .ولكن ما هو هذا الضعف ؟ وفي أي المناحي هو ؟ وهل هو شامل ؟ .
وقيل الكثير الكثير ، ولكن أين هذا من الحقيقة ؟ وما تقول الدراسات العلمية بهذا الخصوص ؟
ما هي الشيخوخة
الشيخوخة Aging فيعلم الأحياء مزيج من التغيرات في العضوية والتي يبدو للعيان أن أمر حدوثها محتوم ولا بد منه مع مرور الوقت وتنتهي بالموت ، وهي بين البشر تتضمن تناقصاً في مرونة الأنسجة ، وفقدان لبعض الخلايا العصبية ،وتصلب في الشرايين والأوعية الدموية وتناقص تام في ضربات القلب .
أو هي المرحلة العمرية التي تمتد من 60 سنة حتى نهاية العمر ، ويميل المختصون في علم الشيخوخة إلى أنها تبدأ في سن أل 65 سنة. يمكن تسميتها بمرحلة الراحة، العمر الزمني يستخدم كإطار مفيد في بعض الحالات ، وخاصة بالنسبة للمتوسطات العامة لمظاهر الحياة، وهكذا يمكننا تقسيم الشيخوخة إلى أنواع مختلفة مثل:
الشيخوخة الزمنية وذلك عندما نتخذ زيادة العمر حداً فاصلاً لمراحل الحياة والشيخوخة العضوية ، والشيخوخة النفسية .ومن العلماء من يقسم الشيخوخة إلى مرحلتين اثنتين فقط هما:
أ.الشيخوخة المبكرة –وهي تمتد من سن 60 سنة إلى سن 75 سنة.
ب.الهرم-وهو يمتد من سن 75 إلى نهاية العمر .
وهي عند ( فلورنس 1860 ) تنقسم إلى مرحلتين متمايزتين تبدأ الأولى من سن 70 سنة ، وتبدأ الثانية من سن 85 سنة
الاهتمام بهذه الفئة
التأريخ الغربي :سيشرون القرن الأول قبل ميلاد المسيح اهتم بالخصائص السلوكية للكبار والأعمال المناسبة لهم ،وترجمت إلى الإنجليزية سنة 1959م
العرب إلى دراسة الكبار فكتب أبو حاتم السجستاني رسالته عن المعمرين سنة 864م .إلا أن الاهتمام قد بدأ عند العرب المسلمين قبل هذا وسنأتي على هذا فيما بعد .
وقد تطور الاهتمام من الأعمال المناسبة للكبار إلى دراسة العوامل المؤدية لإطالة العمر ، وأذكر على سبيل المثال الدراسة التي قام بها تينون Tenon سنة 1813 والبحث الذي أجراه ليجورنكور Lejoncourt 1842 .
وقد بدأ الاهتمام بمراحل حياة الكبار ، وخاصة الشيوخ منذ 1860 ، وذلك عندما نشر فلورنس كتابه عن الشيخوخة البشرية وتوزيعها السكاني على سطح الكرة الأرضية .
من نافل القول أن أي مجتمع يريد أن يساير ركب التطور لا بد أن يوجه اهتمامه إلى الموارد البشرية إلى جانب بل قبل الموارد المادية ،وهذه الموارد البشرية تتمثل في قدرات وإمكانات وخبرات أفراده ، والتي يمثل الشيوخ جزءأً مهماً منها
إن إهمال هذه الفئة العمرية يمثل فاقداً بشرياً قد يفوق في في خطورته وأبعاده الموارد المالية التي يشكل فقدانها مأساة لكل المجتمعات البشرية إلا أن الفاقد البشري أشد خطورة على تلك المجتمعات .
هذا وقد نشأ حديثاً تخصص علم الشيخوخة (Gerontology) يركز على المجالات السلوكية والاجتماعية لكبار السن وكيف يعامل كبار السن داخل مجتمعاتهم وكيف يتعامل الكبار مع مشكلات الشيخوخة المتعلقة بالصحة والدخل ، كما نشأ طب الشيخوخة Geriatrics وهو فرع من الطب العام يهتم بفحص ومعالجة كبار السن وهو يتضمن الوقاية والعلاج والمجالات الاجتماعية
فمنذ العام 1920م فإن عدد الكبار في السن في الدول الصناعية قد ازداد بشكل كبير ففي العام 1986 بلغ عدد الذين تجاوزوا سن أل 75 سنة في بريطانيا (305) مليون ، ومن المتوقع أن يصلوا في العام 2011 م إلى (4.08) مليون .وفي التسعينيات بلغ سن توقع الحياة (وهو معدل العمر الذي سيصل إليه أفراد المجتمع) 79.5 للإناث ، 72.9 للذكور.والأغلبية العظمى من الشيوخ متزوجين ويعيشون مع أزواجهم في بيوتهم الخاصة ، وبسبب ارتفاع نسبة الموت عند الذكور أكثر من الإناث فإن أغلب الكبيرات في السن هن أرامل وهن قادرات في الغرب على الاحتفاظ بمنزل مستقل ،ويعيش أقل من 20% من كبار السن في بيوت ابنهم الراشد .وحوالي 5% فقط من الكبار يعيشون في مؤسسات مثل المستشفيات ودور الرعاية
ومن المتوقع أن يزداد أيضا سن توقع الحياة في الدول النامية نتيجةً للقضاء على أمراض الطفولة ولاعتماد أساليب أكثر صحية .كما أن كمية الرعاية الصحية تتطلب زيادة طبيعية كلما تقدموا في السن .نصف الناس الذين تجاوزوا سن أل 65 سنة لديهم درجات واضحة من مرض الشريان التاجي الذي يمكن أن يؤدي إلى هجوم الخناق القلبي أو إلى عدم انتظام ضربات القلب ، والمشكلات المعروفة الأخرى والمتضمنة الأمراض التالية :
عدم انتظام ضربات القلب والذي يعالج بزراعة حيوية لمنظم لهذه الضربات .
مشكلات الجهاز العضلي مثل الورم العضلي أو مرض الروماتزم
أمراض الاكتئاب وارتفاع معدلات الانتحار عند كبار السن منها عند الفئات الأصغر سناً .
أكثر الأسباب المعروفة للموت عند الكبار بشكل تنازلي هي: أمراض القلب ، السرطان ،أمراض النخاع الشوكي
ومن المقولات المهمة في طب الشيخوخة هي التفاعل بين الكبر(الهرم) والمرض ،إذ يسبب الهرم نقصاً في القابلية للحركة والكفاءة الجسمية والقدرة العقلية حتى في غياب أي مرض .كما أن وجود التلف الجسمي يرجع إلى الكبر والى التفاعل بين أكثر من مرض في أي فرد غالباً ما تجعل المعالجة الطبية للمرضى الكبار معقدة بشكل أكبر من علاج الأصغر سناً .والتشخيص من الممكن أن يكون أكثر صعوبةً ، وإذا أعطي الدواء لعلاج مرض ما فيمكن أن يتفاعل مع الأمراض الأخرى مما يسبب مضاعفات غير محمودة .ويخفق الفرد أحياناً في إخبار الطبيب عن العرض المهم لأنه أو لأنها تفترض ببساطة أن له علاقة بالكبر أو الشيخوخة .
وقد خصصت الأمم المتحدة عام 1982م عاماً دولياً للمسنين لإثارة اهتمام الدول والرأي العام بهذا الموضوع .وقد زاد الاهتمام أخيرا بالدراسات في هذا المجال وعقد العديد من المؤتمرات والبحوث العلمية التي ركزت على المسنين ، وزادت الخدمات الاجتماعية المقدمة لهم في العالم وفي العالم العربي بشكل عام وعلى الرغم من اعتبار العالم العربي عالم شباب إلا أن نسبة كبار السن في ارتفاع كما بظهر من الجدول التالي:
عدد السكان الذين يبلغون من العمر (60) عاماً فاكثر في
جمهورية مصر العربية –والمملكة العربية السعودية
الدولة
عدد السكان 60 فأكثر
النسبة المئوية للزيادة
المتوقعة
1980
2000
جمهورية مصر العربية
2400000
4635000
94%
المملكة العربية السعودية
384000
754000
96%
وهكذا بدأت تظهر الحاجة الملحة إلى الاهتمام بتلك الفئة العمرية والاهتمام بدراسة سماتها دراسة دقيقة حتى يتسنى فهم طبيعتها وحاجاتها النفسية لتقديم البرامج والخدمات التي تتفق وخصائصها ، وذلك كمطلب أساسي للاستفادة من كافة الموارد البشرية الموجودة في المجتمع .وهذا يتساوق مع النظرة البراغماتية -التي تشيء الأشخاص وتنظر اليهم من خلال كونهم مشروع يحقق منفعة فقط- المسيطرة الآن على العالم احادي القطب .
إلا أن الحال في العالم الإسلامي مختلف فعلى الرغم من تزايد دور المسننين وضعف العلاقات الأسرية إلا أن الأسرة لم تفقد دورها وترابطها بعد ولا زال تأثير القيم الإسلامية على مستوى التفكير والوجدان والسلوك الفردي قائماً وقوياً ، واليك بعض الآيات والأحاديث والآثار الحاثة على احترام الكبار :
قال تعالى:- وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما(الإسراء:23)
وقال تعالى على لسان يحيى عليه السلام “وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا” (مريم:14)
وقال تعالى: “ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون” (العنكبوت:8)
وقال تعالى :”ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير”(لقمان:14)
وقال تعالى : “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين”( الأحقاف:15)
وفي الحديث الشريف :-
جاء في كتاب البر والصلة والآداب في صحيح مسلم
4627 حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ *
وجاء في الحديث الشريف
3652 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى وَلَدِهِمَا قَالَ هُمَا جَنَّتُكَ وَنَارُكَ *
3653 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ *
1842 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ زَرْبِيٍّ قَال سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَأَ الْقَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا
21693 حَدَّثَنَا هَارُونُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ الْخَيْرِ الزِّيَادِيُّ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ قَالَ عَبْد اللَّهِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ.
5369 حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا الْفَرَجُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ قَالَ إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا مِنَ الْجُنُونِ وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَإِذَا بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ حِسَابَهُ وَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ رَزَقَهُ اللَّهُ إِنَابَةً يُحِبُّهُ عَلَيْهَا وَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ حَسَنَاتِهِ وَمَحَا عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَإِذَا بَلَغَ التِّسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ وَشُفِّعَ فِي أَهْلِهِ حَدَّثَنَا هَاشِمٌ حَدَّثَنَا الْفَرَجُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ *
فالإهتمام كما نرى ديني قد أخذ حظه في ضمير الأمة ، وأخذ حظه عل مستوى التشريعات فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لليهودي المسن الذي رآه يستجدي الناس :أكلناك في شبابك ولم نرحمك في كبرك .وعين له راتباً من بيت المال .
كما يتلقى كبار السن الإحترام في كل من الصين واليابان وهم يتحكمون في مصادر القوة والصحة والارض والحياة السياسية والمعلومات ومصير باقي افراد العائلة .
أهمية دراسة الكبار
1.لإزدياد نسبة الكبار سنة بعد الأخرى وهذه الزيادة لها أثرها في اهتمام العلم بدراسة الصفات الرئيسية للكبار ،ويمكن تلخيص أسباب تعداد الكبار في العالم في النواحي التالية :
أ-ارتفاع مستوى الصحة الوقائية .
ب-ارتفاع مستوى الصحة البنائية التي تهدف إلى تحقيق النواحي الغذائية والبيولوجية لبناء مجتمع سليم أفراد أقوياء.
ج-ارتفاع مستوى الصحة العلاجية .
د-ارتفاع مستوى الصحة النفسية التي تهدف إلى تحقيق التكامل الصحيح للشخصية وتيسير اسباب الراحة للوقاية من الإضرابات العصبية .
ه-زيادة النسل عموما نتيجة للعوامل السابقة .
و-انتشار السلام العالمي لما يقرب من ربع قرن (هذا بالنسبة للحروب الكونية)ادت إلى احتفاظ كل دولة بزهرة شبابها والى زيادة نسبة الكبار .
2.أصبحت دراسة الكبار هي دراسة لإمكانيات المجتمع البشرية لان المجتمع الذي نعيش فيه قادته من الكبار .
3.تأتي دراسة الكبار كحلقة مكملة لدراستنا للإنسان في مراحل تطوره المختلفة .
4.الدراسة العلمية لنفسية الكبار تهدف إلى معرفة الإمكانات البشرية والطاقات الكامنة من حيث كونها ثروة بشرية هي أهم أنواع الثروات البشرية لأي إقليم
5.نتيجة لإرتفاع نسبة الأمية في العالم فإن الدراسة العلمية لنفسية الكبار تكشف عن الطرق الصحيحة لتعليم الأميين منهم بعد معرفة خواصه المختلفة وإمكاناته ودوافعه وميوله وأهدافه إستعدادته وقدراته .
شيخوخة المجتمعات
تعرف شيخوخة المجتمع من ناحية إحصائيات السكان بأنها الزيادة المطردة لنسبة الشيوخ في المجتمع القائم [1] .ومن امثلةالمجتمعات التي تسير نحو الشيخوخة، المجتمع الفرنسي .حيث تزداد فيه نسبة الشيوخ سنة بعد أخرى وفق الإحصائيات الرسمية للدولة .وهو يعد بحق أكثر المجتمعات البشرية شيخوخة .ففي العام 1950 وصلت نسبة الشيوخ الذين جاوزوا سن 65 إلى 11.8% وهي اعلى نسبة وصل اليها مجتمع في ذلك الوقت بينما كانت نسبتهم في المجتمع المصري 3.1% وفي الجزائر 2.7% وفي البرازيل 3.45% .وتبلغ نسبة الشيوخ الذين تجاوزوا سن أل 65 في المجتمع الفلسطيني(الضفة الغربية وقطاع غزة واجزاء من القدس) وفقاً لإحصائيات دائرة الإحصاء المركزية للعام 1997م 0.48 % (0.0048) من مجموع السكان البالغ 25976616 ، مما يشير الى ان المجتمع مجتمع شاب.
واتفق مع د. فؤاد السيد في أن متوسط العمر يزداد تبعاً لزيادة التطور الحضاري الذي يتمثل في مدى زيادة العناية الصحية ، ومدى توافر المواد الغذائية، ومدى العناية بوسائل الوقاية من حوادث المهنة والحوادث اليومية .، وبقية الأسباب الأخرى التي سبق أن لخصتها في معالجة الأسباب التي أدت إلى زيادة نسبة الكبار في المجتمعات الحديثة ،إلا أن اتجاه هذه المجتمعات نحو تحديد النسل والإقتصار على عدد محدود من الأبناء هذا إضافةً إلى التفكك الأسري وضياع العائلة وعدم الرغبة بالإرتباط بعلاقة شرعية بين الأزواج والرغبة بعدم تحمل المسؤولية تجاه الاولاد والأسرة ساهم بشكل كبير في اتجاه هذه المجتمعات نحو الشيخوخة .
ولقد تذبذب دور الكبار في المجتمعات ما بين القيادة في المجتمعات البدائية والريفية إلى فقد ذلك الدور في المجتمعات الصناعية .ثم عادت اهمية الشيوخ للظهور مرة أخرى مع إزدياد نسبتهم ونتائج الابحاث الأخيرة التي دلت على أن لهؤلاء الشيوخ من المواهب والمهارات ما لا يستطيعه الشباب ، وان المجتمع المعاصر في حاجة إلى نشاطهم وتوجيههم .
وأصبح لهذا القطاع القديم الجديد حقوقه وواجباته التي فرضتها طبيعة تطور هذه المجتمعات .حقوقه الاجتماعية مثل التأمين الإجتماعي الذي سبق الإسلام فيه العالم في الخلافة الراشدة (حادثة الفاروق عمر واليهودي المسن) ، ورفع سن الإحالة إلى المعاش بالنسبة إلى الاصحاء القادرين منهم ، والعناية بإعادة تعليمهم مهارات وخبرات جديدة تتناسب مع حالتهم العقلية والصحية ، وأصبحت عليهم واجبات ممارسة النواحي السياسية في مجتمع يتطور بسرعة شديدة .
ولهذا أصبحت عملية تعليم الكبار ومن ضمنهم الشيوخ حقاً أساسياً ولم تعد نافلة من نوافل التطور الإجتماعي القائم ، إن الفرد يتعلم من المهد إلى اللحد ، فكل يوم يمر يكسبه خبرات جديدة تحتاج إلى تنظيم وتخطيط .
دور الإرشاد:1. تحديد حاجة المسننين من المهارات الجديدة التي تساعدهم على مسايرة التطور القائم في مجتمعاتهم .
2.توجيه وارشاد المسنين مهنيا إلى المهن التي تتناسب ومهاراتهم والتغيرات الحالية التي يمرون بها.
أهداف دراسة سيكلوجية الكبار
1-معرفة إمكاناتنا الكامنة والإفادة منها لأقصى حد ممكن حتى لا تبقى معطلة نعيش ونموت بها دون أن ترى النور في حياتنا.
2-معرفة الخصائص النفسية لآبائنا ولأمهاتنا حتى نكفل لهم حياة كريمة سعيدة ، والى معرفة شيخوختنا المقبلة حتى لا نتعب أولادنا بشيخوختنا وتعصبنا .
3-زيادة المدى النشيط في حياة الفرد حتى يستمتع بحياته في عمله وراحته ويشعر أنها من بدئها إلى نهايتها تجربة رائعة ومخاطرة جميلة ، وليست مجرد أعباء متراكمة .
4-مساعدة الفرد في أن يتعلم كبف ينظم استعداداته العقلية ، وقدراته المعرفية وفكرته عن نفسه ليواجه التغيرات التي تطرأ على جسمه ونفسه وليواجه الضغوط الخارجية أيضاً .وما سبق هي في جملتها أهداف الحياة نفسها .
يتبع في الادراج القادم ان شاء الله:
المظاهر السلوكية لمرحلة الشيخوخة :
النظريات التي تفسر مظاهر التغير العضوي
مشكلات الشيخوخة
دور الإرشاد :
[1] فؤاد البهي الخولي . الأسس النفسية للنمو من الطفولة الى الشيخوخة .القاهرة :دار الفكر العربي .1418ه/1998م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق