1.الاسس التي بنيت عليها النظرية
*الانسان له حاجات(اشواق) مادية وحاجات روحية وذلك بحكم تكوينه اذ ان الله سبحانه وتعالى قد خلقه من جسد وروح –قال تعالى (..اني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له له ساجدين) (الحجر:29)
*مبدأ نزعتي الخير والشر ، (ونفسٍ وما سواها *فألهمها فجورها وتقواها ) ( الشمس :8) أي ان الانسان مولود ولديه الاستعدا د لاشباع حاجاته العضوية او الغريزية عن طريق الخير او الشر. وهذه الفكرة يمكن ان نعبر عنها بمبدأ القطبية او الزوجية وهو مبدأ عام يعم الكون كله مصداقاً لقوله تعالى (ومن كل شيءٍ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) (الذاريات:49) .
*للانسان ثلاث غرائز اساسية هي :
1.غريزة التدين :أي ان من سمات الانسان انه عابد ، بدليل انه لا توجد أي امة من الامم التي وصلتنا آثارها الا وقد عبدت(قدست) شيئاً او موضوعاً ما من مظهر طبيعي او حيوان او صنم بشري ،فمن لم يعبد الله عبد سواه . اذ ان التقديس هو الاحترام الزائد عن الحد .
2.غريزة حب البقاء:ومن مظاهرها حب التملك والعدوان …….ووظيفتها الحفاظ على العضوية من الهلاك .
3.غريزة حب النوع : ومن مظاهرها كل الروابط التي تنشأ عن اجتماع الرجل والمرأة من حب وكره وامومة وابوة واخوة وعمومة وخؤولة ..
هذا اضافةً الى الحاجات الحيوية وهي التي لا تقوم الحياة بدونها من مأكل وملبس ومشرب وتنفس واخراج .
*الانسان وحدة واحدة من عقل وجسم ،نفس وروح، غرائز وحاجات ، تجمعها جميعاً علاقة تكاملية بين مختلف جوانبه وفي هذا يشير الحديث الشريف (…كمثل الجسد الواحد اذا مرض منه عضو تداعى له باقي الاعضاء بالحمى والسهر) او كما قال.
*يولد الانسان ولديه بعض المباديء العقلية الأولية وهي ليست مستمدة من الحواس و يشترك فيها مع باقي البشر (..وعلم آدم الاسماء كلها..) (البقرة :31) مثل مباديء الزمان والمكان والعلية اذ من المستحيل ان نتصور حادثاً ما بدون زمان ومكان ، والى هذه المباديء اشار كارل يونج بما اسماه اللاشعور الجمعي .
*التنشئة الاجتماعية مهمة جدا في تشكيل اتجاهات الفرد وخاصة في المرحلة العمرية الاولى ويشير الرسول عليه السلام الى هذا بقوله (ما من مولود الا ويولد على الفطرة وانما ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ) .
*الانسان مسؤول عن سلوكه (وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً) (مريم:95) بدليل انه قادر على تزكية نفسه (..ونفسٍ وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد افلح من زكاها . وقد خاب من دساها) وقادر على الانحطاط بها الى مستوى الحيوان بل اكثر من ذلك (اؤلئك كالانعام بل هم اضل اؤلئك هم الغافلون ) (الاعراف:179) ، أي ان الانسان له ارادة فاعلة تستطيع توظيف العمليات العقلية المعرفية في تعديل السلوك ، والارادة تقتضي علماً وعملاً ، علماً بفهم السلوك المرغوب في تعديله واهمية وفائدة السلوك الجيد ، وعملاً يتمثل في ضرورة المجاهدة في سبيل تعديل سلوكه .
*السلوك ذو بعدين فردي وجماعي
فكما ان الانسان مسؤول عن سلوكه ولديه ارادة فاعلة (لا يكن أ حدكم إ معة يقول انا مع الناس ان احسنوا احسنت وان اساؤا اسئت ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس احسنوا وان اساءوا فلا تظلموا) الا ان لديه مسؤولية جماعية ايضاً بدليل قول الرسول عليه السلام (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها / كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم اعلاها واصاب بعضهم ادناها ، فكان الذين في ادناها اذا ارادوا الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا لو اننا خرقنا في نصيبنا هذا خرقاً ………فان تركوهم وما ارادوا هلكوا وهلكوا وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا) او كما قال .والانسان مدني بالطبع اذ انه اكثر الكائنات الحية حضانة ورعاية ،وهو محتاج لغيره.ينظم علاقته مع الناس مبدأ الاخذ والعطاء .
*مبدأ العمل للحياة الدنيا والآخرة
ان اسلوب اشباع حاجات الفرد المسلم في الدنيا تتم في ربط مشاعر ورغبات الجسد بغاية نفسية تحقق متاع الحلال الذي امر به الاسلام والذي يعتبر من وسائل الفلاح في الآخرة .
*تهذيب الطباع البشرية من شهوة وغضب وليس قمعها ، تأجيلها وليس كبتها.
*قابلية السلوك للتعديل : والى هذا اشار الحديث الشريف (حسنوا اخلاقكم ) وفي هذا يقول الغزالي وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن ، اذ ينقل البازي من الاستيحاش الى الاستئناس وتنقل الخيل من الجموح الى السلاسة والقود . وعلى هذا الاساس جاءت العقائد والافكار الجديدة .
*الارتباط وثيق بين علل البدن وعلل النفس وفي هذا يقول الرسول عليه السلام (لا تمارضوا فتمرضوا قتموموا ) أي ان التظاهر بالمرض او توهم المرض قد يؤدي الى المرض فعلاً .ويقول ابن تيمية ان العشق مرض نفساني وهو المحبة الزا ئدة عن الحد المحمود فإذا ما قوي اثر العشق في البدن صار مرضاً في البدن (الجسم) ،ويقابل هذا مصطلح الامراض النفسجسمية (السيكوسوماتية ) .كما ان روح القبول او القابلية للتلقي لها اثر عظيم في الشفاء .كما ان في الحديث إ شارة واضحة وقوية الى اثر الادراك في الوجدان والسلوك.
*كما ان هناك امراض للجسم وامراض للعقل وامراض للنفس فان هناك امراض للقلب وهذه تفرد بها المسلمون منها الشرك والرياء والحسد والغضب وايثار الدنيا والكبر واتباع الهوى ……2[1]
*الاعتدال والاتزان في الادراك والمشاعر يشكل اساس الصحة النفسية السليمة ( احبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ما عسى ان يكون حبيبك يوماً ماً ) ، كما ان التطرف في المشاعر والافكار سبباً للانحراف والاضطراب النفسي والى هذا يشير الحديث الشريف (عجباً للمؤمن كل امره له خير ولا يكون ذلك لغير المؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وان اصابته ضراء صبر فكان خيراً له )او كما قال .
*انسجام الادراك والمشاعر والسلوك يقود الى التوازن في الشخصية وبالتالي الى الصحة النفسية .
*اتاحة المحال لحرية التعبير عن المشاعر والافكار : وفي هذا يقول الرسول عليه السلام في موت ابنه ابراهيم " ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفرا قك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي ربنا ". كما يقول عليه السلام " اذا رأيت امتي تهاب ان تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها " ويقول الفاروق عمر في هذا عندما قال له الاعرابي : لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناك بسيوفنا . قال : الحمد الذي اوجد في المسلمين من يقوم اعوجاج عمر بسيفه .وقال حاكم آخر لعيته: لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها .
*سبب الاضطراب يعود الى ارتكاب الذنوب ومن ثم الاحساس بالاثم الذي يتسبب في القلق الذي يعتبر اساس عام للاضطرابات النفسية.
*الاعتدال في الادراك والمشاعر يؤدي الى الاعتدال في السلوك ، والى هذا يشير حديث الرسول عليه السلام عندما اتاه رجل يقول له: يا رسول الله إئذن لي بالزنا ، فقال له رسول الله : اترضاه لامك ، قال: لا ، فقال رسول االله : اترضاه لاختك ، قال :لا …..فلم يزل به حتى قال دخلت عند رسول الله وما من شيءٍ احب الي من الزنا وخرجت منعنده وما من شيءٍ ابغض الي من الزنا .او كما قال.
*ان مفهوم النفس بحاجة الى تحديد من جديد بحيث يكون اكثر وضوحاً
ان مفهوم النفس عند الدارسين لها مفهوم هلامي فكثيراً ما تكون لفظتي النفس والعقل عندهم تدلان على شيءٍ واحد ، فهم يستخدمون مصطلح النفس من حيث هي مدبرة للبدن(الجسم) (فإذا فارقت سموها عقلا لان العقل هو المجرد عن المادة وعن علائق المادة ، واما النفس فهي المتعلقة بالبدن تعلق التدبير والتصريف ).
واميل الى ما ذهب اليه ابن تيمية في تعريف النفس :(بان النفس ليست جسماً وليست من باب الاعراض التي هي صفات قائمة بغيرها ، ان النفس قائمة بنفسها تبقى بعد فراق البد بالموت ) .
ويرى ابن تيمية ان لفظ "الروح" يستخدم ايضاً بمعنى "النفس" وفي هذا يقول ( والروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت وهي الروح المنفوخة فيه .وهي النفس التي تفارقه بالموت ) قال النبي صلى اله عليه وسلم لما نام عن الصلاة (ان الله قبض ارواحنا حيث شاء وردها حيث شاء ) فقال له بلال : يارسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ؟ .وقال تعالى( الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى الى اجلٍ مسمى ) (الزمر:42) ، وفي الحديث الشريف (…ان امسكت نفسي فاغفر لها وارحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) والاحاديث المدللة على ذلك كثيرة .
ويقول عن الروح (فلا اختصاص للروح بشيءٍ من الجسد ، بل هي سارية في الجسد كما تسري الحياة التي هي عرض في جميع الجسد ، فان الحياة مشروطة بالروح ، فاذا كانت الروح في الجسد كان فيه حياة ، واذا فرقته الروح فارقته الحياة .
اما بالنسبة لمسكن الروح او موقع العقل فالعقل قائم بنفس الانسان التي تعقل ، واما البدن فهو متعلق بقلبه كما قال الله تعالى " افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها " وقيل لابن عباس بما نلت العلم ؟ قال: بلسانٍ سؤول وقلبٍ عقول .
ولكن قد يراد بالقلب تلك المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الايسر من البدن : الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت الجسد كله : وقد يراد بالقلب باطن الانسان مطلقاً فان قلب الشيء باطنه.وعلى هذا ان اريد بالقلب هذا ، فالعقل متعلق بدماغه ايضاً.
والتحقيق ان الروح التي هي النفس لها تلق بهذا وهذا ، وما يتصل من العفل به يتصل بهذا وبهذا .لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ ومبدأ الارادة في القلب ، العقل يراد به العلم ويراد به العمل ، فالعلم والعمل اختياري أصله الارادة ، واصل الارادة في القلب ، والمريد لا يكون مريداً الا بعد تصور المراد ، فلا بد ان يكون القلب متصوراً ، فيكون منههذا وهذا ، ويبتديء ذلك من الدماغ ، وآثاره صاعدة الى الدماغ ، عنه واليه الانتهاء وكلا القولين له وجه صحيح .اما ابن القيم الجوزية فيرى ان العقل مبدأه ومنشئه من القلب وفروعه وثمرته في الرأس والقرآ ن قد دل على هذا بقوله تعالى (…أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها ..)(الحج:46)
*النفوس ثلاثة انواع : وهي صفات واحوال لنفسٍ واحدة،والنفس تسمى باسم الصفة الغالبة عليها فتسمى مطمئنة او لوامة او أمارة بالسوء .
*الوقاية خير من العلاج : اذ ان روح هذا الدين تقوم على الوقاية ، وفي هذا اشرات كثيرة منها " مروا ابنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع " ومنها " تخيروا لنطفكم فان العرق دساس " ومنها " لا يبلغ الرجل درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس فيه خسية الوقوع مما فيه بأس " ومنها " من وضع نفسه موضع الشبهة فلا يلومن من اساء الظن به " وغير ذلك.
*العلاج بالعمل مهم جداً ومحوري : وقد في عالم العسكرية والجيوش : ان الجيش الذي لا يعمل يجيد المشاغبات . وفي الاثر عن الرسول عليه السلام " انه امر الجيش بالرحيل في وقتٍ لم يكن يرحل فيه ، وكما يقول ابن هشام في السيرة (ثم مشى رسول الله بالناس يومهم ذاك حتى امسى ، وليلتهم حتى اصبح ، وصدر يومهم ذاك حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل في الناس فلم يلبثوا أن وجدوا مس الارض فوقعوا نياماً انما فعل ذلك رسول الله ليشغل الناس بالحديث الذي كان بالامس )1[2] وذلك على اثر التصريحات التي اطلقها عبد الله ابن ابي واستهدفت وحدة المسلمين . كما ان من شوط التوبة بعد الندم على فعل المعصية والتوقف عن فعلها هو المبادرة بفعل الخيرات
*مبدأ الستر مقابل الإعتراف : وللستر قيمة كبيرة في الاسلام وفي علاج كثير من المشكلات وخاصة تلك ذات الابعاد الاجتماعية ولنا في حادثة ماعز اشارة واضحة الى ذلك ، وفي التضييق في شروط الشهادة في الزنا دلالة أخرى .ولكن الستر يتطلب ايقاف الاعتداء والحماية ووزن الامور والتفتيش عن مصادر القوة في التعامل مع بعض المشكلات الخاصة .
*مبدأ التدرج بدل الفجاءة : وهو مبدأ اعتمده العديد من العلماء المسلمين وقد أخذوه من الآيات التي تدرجت في تحريم الخمر والميسر.وقال الرسول عليه السلام :ان هذا الدين متين فأوغل فيه برفق:.
*جميع الدارسين لعلم النفس قد بحثوا في النفس الانسانية ولا غرابة ان يحصل بينهم اتفاق على ا مور كلية او جزئية وخاصة يما يتعلق بالسلوك الظاهر والبدن المحسوس ، اما فيما يتعلق بالروح التي يدرك اثرها ولا ترى فالامر مختلف (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) (الاسراء:85) .
2.اسباب اختيار هذه النظرية
لقد تلقيت تدريباً على استخدام النظرية التحليلية في العلاج ، كما تعرفت على عدد من النظريات الاخرى مثل نظرية الذات لكارل روجرز ، والنظرية السلوكية الاجرائية والكلاسيكية والمعرفية ، واخص بالذكر اعجابي بنظرية الارشاد العقلي العاطفي لالبرت اليس لاتفاقي معه في ان معتقدات الناس تؤثر في سلوكهم ، والواقعية التي اتفق معها في الجانب القدري الذي يبذل فيه المرء كل جهده المستطاع لدفع الواقع السيء ولكنه يتكيف مع الواقع الجديد بعد ذلك ويستثمر العناصر الايجابية فيه ، ومن باب لو اطلعت على الغيب لاخترت الواقع ، واختلف معه في ان الواقع ليس مصدر حل والهام وانما الواقع محور بحثٍ لتحسينه . وفي حياتي العملية اجمع بين اكثر من نظرية في التعامل مع الحالات .
ولكني رغبت منذ بداية التحاقي بالجامعة في العام الدراسي 83/84 ان تكون لي كمسلم اعتز باسلامي وارى بان الله سبحانه وتعالى اعلم بمن خلق وبما يناسبه (الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) (تبارك :14)، وارى بان الخلق مهما وصل الانسان منهم الى درجة من النبوغ والعبقرية الى انه يبقى معرضاً للخطأ وجزئي في نظرته ومتأثر بجملة الافكار التي يعتنقها وبجملة الظروف الحياتية التي عاشها والبيئة التي نشأ فيها .نظرية وآلية عمل منبثقة منها تلائم الواقع وترتكز الى الخلفية الثقافية لهذه الامة ، وقد كانت لي محاولات في ذلك حتى في المرحلة الجامعية الاولى ، الا ان الفكرة الآن اصبحت اكثر وضوحاً ونضوجاً وان لم تصل بعد الى الوضع المرتجى لها . ولا ادعي باني سآتي بما لم تأتي به الاوائل فاني ارى نفسي امتداداً لهم ان شاء الله وان كنت اطمع بان أزيد شيئاً للدنيا فكما قال الراشد : اذا لم تزد شيئاً للدنيا كنت زائداً على الدنيا ، وان لا زلت اذكر في العام 1993 رغبة النفساني الكندي فريدريك اأودي في التعرف على علم االنفس عند المسلمين ولكن الحضور قد حول مجرى الحديث الى اتجاه آخر .
ان الاطار النظري الذي سأضعه كإطار ارشادية نفسية تربوية اسلامية هو اولاً واخيراً فهمي لجملة المباديء والافكار الاسلامية والتي تأثرت فيها بكل من العلامة المسلم ابي حامد الغزالي وشيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية والعلامة ابن خلدون اضافةً لتجربتي الخاصة ولفهمي الخاص ، فان وفقت فهو بفضل الله وان اخطئت فمن نفسي وهكذا كان فهمي وليس من الاسلام .
دور المرشد التربوي عامة
المرشد التربوي يعمل على الاستراتيجيات الثلاثة للعمل الارشادي وهي المنهج النمائي والمنهج الوقائي والمنهج العلاجي اضافة الى التدخل وقت الازمات والمواقف الطارئة .
كما ان المرشد التربوي يعمل على تحقيق كل من تحقيق الذات وتحقيق التوافق وتحقيق الصحة النفسية وتحسين العملية التعليمية وايجاد المناخ التربوي الملائم ورفع مستوى الوعي الارشادي لدى كل من الطلاب والهيئة التدريسية والمجتمع المحلي .
ويختلف دور المرشد التربوي بإختلاف فلسفة المدرسة وفلسفة الوطن .
المرشد مستمع جيد وقدرته تكمن في اثارة اسئلة تفتح.
دور المرشد التربوي من خلال النظرية التي اخترتها
اضافة لما سبق فإن :
*المرشد مصغ جيد :وله في رسول الله اسوة حسنة حيث كان يستمع الى محدثه الى نهاية حديثه ويتأكد من ذلك كقوله لابن المغيرة : أفرغت يا ابا الوليد .
*المرشد يعمل على اطلاق المشاعر والافكار وبالتالي العمل على تحقيق الصحة النفسية –وفي هذا اشارة الى حديث الرسول عليه السلام الذي سبق ذكره عندما مات ابنه ابراهيم وحديثه عندما استشهد عمه –اما حمزة فلا بوا كي له.
*المرشد واسع الصدر متزن التفكير و العاطفة ويختار والمنتفع اخف الضررين بالنسبة للأخير ، وهو بذلك يتأسى برسول االله عندما منع المسلمين من ضرب الاعرابي الذي بال في المسجد .
*المرشد يحاور المنتفع فكرياً عن طريق لعب الدور ، وفي هذا اشارة الى لحديث الرجل الذي اتى الى الرسول عليه السلام يطلب منه السماح له بالزنى .
*المرشد يقود العملية الارشادية بين الحين والآخر ولكنه يعتمد رغبة المنتفع .
*المرشد يقوم بتعريف اسباب المشكلات وهو بهذا يقوم تارة بجانب وقائي وتارة بجانب علاجي فهو يعتمد توعية الناس وتعريفهم وتعليمهم بحقيقة اسباب المشكلات ويزودهم بالمعرفة التي تساعدهم على التخلص منها او تخفيف حدتها .
*المرشد يعمل مع المنتفع على خلق عادات جديدة تعتمد على مغالبة الهوى والشهوات بطريقة تدريجيةعن طريق المواظبة والاستمرار في تكلف الخلق الحسن حتى يصبح عادة وطبعاًً للفرد وذلك عبر اثارة ارادة الفرد .
*حث المنتفع على معرفة الكثير عن نفسه ويتعرف على ما يقوله عنه جيرانه ومعاملوه واخوانه
*يستعمل المرشد الخيال في تكييف المنتفع للاوضاع المستجدة [3]وفي هذا اشارة لحديث الرسول عليه السلام (تخشنوا وتنعموا فان النعم لا تدوم) (وخذ من عافيتك لسقمك ومن غناك لفقرك و…..) وهكذا.وعن طريق سرد القصص والعبر .
*يساعد المرشد المنتفع على تنمية اتجاهات ايجابية عند المنتفع كالصبر والقناعة والشكر والرضا والحب والعطاء .
*ان يساعد المرشد المنتفع على اعادة ترتيب البيئة المحيطة من امكنة واشخاص عن طريق اثارة الحوار ةالنقاش.وفي هذا اشارة الى حديث الرسول عليه السلام عن الرجل من الامم السابق الذي سأل العالم عن التوبة فطلب منه ان يترك ارضه فانها ارض سوء .وفي الرسول " المرء على دين خليله فالينظر احدكم من يخالل ".
*المرشد لا يجبر المنتفع على خيار لا يريده، وفقاً للآية الكريمة (..لا إكراه في الدين ..) (البقرة:256).
*على المرشد ان يقوم تحليل دقيق للمشكلة وتحديد اسبابها .
*المرشد يرى ان السلوك المشكل متعلم وحل المشكلة يكمن في اعادة التعلم .
4.تشخيص الحالة التي اتعامل معها
شاب في الخامسة والثلاثين من عمره ، متزوج وله (3)من االاناث و(3) .
بدأ يحبذ العزلة ، ولا يميل الى الاختلاط ، لم يعمل منذ اكثر من شهر ،يصيبه ضيق نفس ويحس بوخزات في صدره.
راجع طبيباً نفسياً (عقليا).
توفى اخيه الاكبر منه سناً نتيجة لنزيف على الدماغ نتيجة لزيادة في جرعة المميع الذي أخذها
بدأ وضعه الصحي بالتدهور عندما زار أخيه المتوفي في المستشفى قبل وفاته بساعات
لم يحضر مراسيم العزاء
التحويل : الأخ الأصغر منه سناً.
التشخيص/التقييم : بداية حالة اكتئاب ناتجة عن الفقدان .
5.الخطوات العلاجية
1.اتاحة المجال للحالة لتعبير عن مشاعره اتجاه الاخ المتوفي واتجاه الموت بشكلٍ عام .
2.شرح دينامية الفقدان والمراحل الأربعة التي يمر فيها الفاقد
3.بث الأمل في الحياة –سرد قصة الرسول وموت ابنه ابراهيم عندما توهم الناس ان الشمس والقمر كسفتا لموت ابراهيم فقال" ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت احد .وسرد موقف عمر بن الخطاب عندما توفي الرسول وموقف الإنكار.
4.ضرورة العمل وضرورة إشغال الوقت باستمرار
5.إشراك الأهل في الموضوع .
6.زيارة قبر أخيه بين الفترة والأخرى .
التصور لتقييم الأداء
1.من المتوقع ان تزداد إنتاجية هذه الحالة .
2.أن يقل تردده على الأطباء للعلاج.
3.أن تزداد مستوى علاقاته الاجتماعية .
4.ان تنمى لديه مشاعر الحول(القدرة) والأمل والمساعدة .
5.ان يتحسن وضعه الصحي ودلالته زيادة وزنه.
اسباب اختيار النظرية لهذه الحالة
1.الحالة لديه مشاعر دينية وأخيه المتوفى كذلك .
2.لا زال يحافظ على عباداته.
3.ثم إن المسألة مسألة فقدان بالموت.
خضر مبارك
مساق مبادئ الإرشاد وتطبيقاته
الإرشاد النفسي/جامعة القدس
2000م
[1] 2 لمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة كتاب احياء علوم الدين لابي حامد الغزالي
[3] للتوسع انظر الدراسات النفسانية عند العلماء المسلمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | السمات:نظرية،نفس،اسلام،الوقاية،العلاج،دور،المرشد التربوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق