بسم الله الرحمن الرحيم
خطة مساق علم نفس الشواذ
جامعة الخليل قسم علم النفس الفصل الصيفي 2009-2010م
يهدف المساق الى إكساب الطلبة معارف ومهارات واتجاهات حول التطور التاريخي للتعامل مع السلوك الشاذ في المجتمعات والعصور المختلفة ،ومفهوم السلوك الشاذ ،والمحاولات التي بذلت لتصنيفه والمعايير التي تم الاستناد اليها ،ومجالات علم نفس الشواذ كالفصام وأمراض الطفولة الذهانية والانشغال بالذات ،والصرع وذهان الشيخوخة ،والاضطرابات الوجدانية كالاكتئاب واضطرابات الشخصية مثل المخاوف المرضية والوسواس القهري ،وردود فعل الأفراد اتجاه ضغوط الحياة.
الآليات -وذلك من خلال :
1-المحاضرة وإثارة النقاش .
2-مشاركات وعروض الطلاب للاهتمامات الحديثة لعلم نفس الشواذ من خلال الدوريات العلمية المحلية والأجنبية .
3-بحث في واقع عم نفس الشواذ في التاريخ العربي والإسلامي .
4-بحث عن واقع الخدمات المقدمة في مجال علم نفس الشواذ في مناطق لضفة الغربية وغزة .
الأسبوع الأول:
- نظرة تاريخية للسلوك الشاذ في المجتمعات القديمة والإغريق حتى فرويد ، ونظريات وأصول علم نفس الشواذ.
-السلوك الشاذ والمجتمع ،تصنيف انماط السلوك الشاذ، الدليل التشخيصي الاحصائي(DSM) .
الأسبوع الثاني :
-ماهية الفصام، انواع الفصام، أمراض الطفولة الذهانية ، الصرع وذهان الشيخوخة
الأسبوع الثالث:
-الاضطرابات الوجدانية :التصنيف والنظريات والتشخيص والعلاج والارشاد
-اضطرابات الفلق
الأسبوع الرابع:
-الاضطراب الوسواسي القهري
-الاضطرابات الاخلاقية والسلوكية والإجرامية
الأسبوع الخامس والسادس:
-ردود الفعل اتجاه ضغوطات الحياة
-الاضطرابات السيكوسوماتية
توزيع العلامات:
الامتحان الاول :25 عامة
الامتحان الثاني : 25 علامة
بحث ومشاركة : 10 علامات
الامتحان النهائي : 40 علامة
المراجع :
1-حنفي امام،نور الرمادي(2001):"علم نفس الشواذ"القاهرة :مكتبة الانجلو المصرية ط1.
2-عبد الرحمن العيسوي(1999): "علم نفس الشواذ والصحة النفسية " بيروت :دار الراتب الجامعية،ط1.
3-شيلدون كاشدان(1984) : "علم نفس الشواذ " ترجمة د.احمد عبد العزيز سلامة :بيروت :دار الشروق ،ط2.
WHO>199:5-ICD\10
(المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض:تصنيف الاضرابات النفسية والسلوكية:الاوصاف السريرية والدلائل الارشادية التشخيصية:منظمة الصحة العالمية 1999
محاضر المساق:أ.خضر مبارك
Journal of Abnormal Psychology®
Editor: David Watson
ISSN: 0021-843X
eISSN: 1939-1846
Published: quarterly, beginning in February
ISI Impact Factor: 4.446
Psychology - Clinical: 5 of 88
Description
The Journal of Abnormal Psychology® publishes articles on basic research and theory in the broad field of abnormal behavior, its determinants, and its correlates. The following general topics fall within its area of major focus:
- psychopathology—its etiology, development, symptomatology, and course;
- normal processes in abnormal individuals;
- pathological or atypical features of the behavior of normal persons;
- experimental studies, with human or animal subjects, relating to disordered emotional behavior or pathology;
- sociocultural effects on pathological processes, including the influence of gender and ethnicity; and
- tests of hypotheses from psychological theories that relate to abnormal behavior.
Thus, studies of patient populations, analyses of abnormal behavior and motivation in terms of modern behavior theories, case histories, and theoretical papers of scholarly substance on deviant personality and emotional abnormality would all fall within the boundaries of the journal’s interests.
Each article should represent an addition to knowledge and understanding of abnormal behavior in its etiology, description, or change.
In order to improve the use of journal resources, it has been agreed that the Journal of Abnormal Psychology will not consider articles dealing with the diagnosis or treatment of abnormal behavior, and the Journal of Consulting and Clinical Psychology will not consider articles dealing with the etiology or descriptive pathology of abnormal behavior.
Therefore, a study that focuses primarily on treatment efficacy should be submitted to the Journal of Consulting and Clinical Psychology. However, a longitudinal study focusing on developmental influences or origins of abnormal behavior should be submitted to the Journal of Abnormal Psychology.
المحاضرة الاولى : نظرة تاريخية للسلوك الشاذ
-المجتمعات القديمة :الانحراف والقوى الخارقة
-ان معرفتنا بمعالجة السلوك المنحرف في المجتمعات .ق ضئيلة جدا وان ما نعرفه عن اجدادنا الاوائل كانوا ينظرون الى السلوك المنحرف –مثل معظم الامور التي لم يفهموها –على انه لقوى بعيدة او تفوق الطبيعة –حركات النجوم –انتقام الله –عمل الارواح الشريرة –كما تفيد السجلات القديمة للصينيين والمصريين والاغريق والعبرانيين.
-كان العلاج المقبول للمس الشيطاني هو ملاطفة او اجبار الارواح الشريرة على الخروج من ضحيتها عن طريق ممارسة الرقية أو التعويذه تتضمن اساليب متنوع من اللطف الى الوحشية (الارسال للمنزل لبعض الراحة ،الذكر الخاص في صلوات الجماعة ،احداث ضجة ،شرب جرعات من ادوية خاصة، التغطيس بالماء أو الجلد بالسوط أو التجويع أو الجراحة ) وذلك لجعل الجسم مسكنا غير مريح للشيطان والسماح له بالهروب وهذا كان يؤدي الى موت بعض الناس.
هل لا زالت هذه الممارسات قائمة ؟–نعم لا زال في المجتمعات الصغيرة التقليدية
الاغريق وتقدم العلم :
الى ان جاء ابو قراط 460-360 ق.م) حيث اعترض على النظريات المؤمنة بالقوى الخارقة للطبيعية
وبدأ يثبت أن كل الامراض بما فيها المرض العقلي –هي نتيجة لأسباب طبيعية
في بحثه عن مرض الصرع(المرض المقدس) قدم الملاحظة المقتضبة التالية :" اذا فتحت الرأس ،ستجد المخ رطبا ومليئا بالعرق وتخرج منه رائحة رديئة ، وبهذه الطريقة قد تجد ان الذي اصاب الرأس ليس الها ولكنه المرض (زيلبورج وهنري،1941 في امام والرمادي)
وقد كان انجاز ابو قراط ثلاثيا:
اولا:حدد لنفسه المهمة الجديدة المتمثلة في الملاحظة الفعلية لحالات الاضطراب العقلي وتسجيل ملاحظاته بطريقة موضوعية بقدر الامكان –نجد في كتاباته اوصاف تجريبية لاضطرابات عقلية مثل الفوبيا والصرع وذهان ما قبل الولادة.
-ثانيا:طور ابو قراط واحدة من اولى نظرياته العضوية للسلوك الشاذ ، ورغم اعترافه ان الضغط الخارجي يمكن أن يكون له تأثير نفسي ضار ، الا انه كان يعتقد ان العمليات الداخلية هي المسؤولة اساسا عن الاضطراب العقلي.
ثالثا:كان –على ما يبدو-اول عالم غربي يحاول عم تصنيف موحد للحالات العقلية الشاذة . فقد صنف الامراض العقلية الى فئات ثلاث هي:
الهوس أو الجنون (الاثارة الشاذة) : Mania
الكآبة : Melancholia
الدماغ (حمى المخ) التهاب :Phrenitis
ان اسهاماته العظيمة لكانت في مجال النظرية ومناهج البحث ، ولم يحرز أي تقدمات هامة في علاج الاضطرابات العقلية
الا ان طرق علاجه كانت اكثر انسانية بكثير من الطرق السابقة بالرقية أو التعويذة –وكان هذا في حد ذاته تقدما كبيرا
ففي علاجه للكآبة –كان يتضمن الراحة ،والتدريبات ،والغذاء الخفيف ،والامتناع عن الجنس وشرب الكحوليات
امكانية المتابعة تحت الاشراف –كان ينقل المرضى حتى يتمكن من ملاحظتهم
افلاطون :
ساند ابو قراط نحو علاج أكثر لطفا وكرامة ، الا انه كان لا يزال يتمسك بنظرية شبه خارقة للطبيعة للاضطراب العقلي
كان يصر على ان رعاية المضربين عقليا ينبغي ان تكون مسؤولية الاسرة ، وينبغي ان لا نعتبرهم مسؤولين والا يعاقبوا على تصرفاتهم غير العقلانية.—ادى هذا التفكير الى استخدام المعابد كملاجيء يمكن للمرضى العقليين ان يشفوا عن طريق تقديم المساعدة والمعونة لهم وتوفير سبل الراحة والتدريبات والموسيقى وغيرها من الاجراءات والطرق العلاجية
العصور الوسطى وعصر النهضة:
ق1 ق.م: الطبيب الاغريقي في روما Asclepiades
اول من ميز بين المرض العقلي المزمن والحاد ،وصنف الخصائص التي تميز الهلوسة والتوهم والخداع ،وشرح كيف يمكن استخدام هذه الخصائص كعلامات تشخيصية .
129-199م)جالين:طبيب يوناني في روما )
صنف النظريات العضوية لأسلافه وأحرز تقدمات كبيرة في البحوث التشريحية:Galen
جالين اول من بين ان الشرايين تحتوي على دم وليس هواء
بعد جالين تم إحراز تقدم ضئيل
سقطت روما في القرن الخامس بيد القبائل الغازية من شمال اوروبا واهملت دراسة المرض العقلي وايضا معطم فروع العلوم الأخرى .
نظريات وعلاج العصور الوسطى:
العلاج مثل أي شيء كان في سياق الكنيسة المسيحية التي كانت تنظر للجسد على انه حاوية فانية للروح الخالدة –ليس غريبا ان اصبح السلوك الشاذ يفسر في ضوء القوى الفوق بشرية –أي الشيطان في الغالب
ومرة اخرى تراوح علاج المس من اللطافة والرقة الى الشراسة التي كان لها قبول لدى معظم الناس
-في الوقت نفسه كان يتم دراسة حالات كثيرة للمرض العقلي كظواهر طبيعية ناتجة عن الحوادث السيئة الجسمية والانفعالية
اوضح بحث مدون في السجلات القانونية الانجليزية انه عندما كان موظفوا العصور الوسطى يفحصون الاشخاص الذين يزعم انهم مخبولون لتقرير وتحديد كيف ينبغي اعالتهم ،كان الموظفون في الغالب يسجلون تفسيرات طبيعية وعادية للخبل ،فقد قيل ان رجلا فحص في العام 1291م انحدر تدريجيا الى الجنون بعد ضربة تلقاها على الرأس.
وقرر ان العنف الجامح لدى رجل آخر فحص في الاعام 1366م سببه الخوف من ابيه(نيوجباور 1978) وهي نفس الاسباب التي يستشهد بها اليوم
كما ان مصادر كنائس العصور الوسطى تبين القديسين وهم يشفون المجانين جنبا الى جنب مع العرج والعمى والبرص
مطاردات الساحرات
عصر النهضة ق15-ق17 على الرغم من انه يعتبر فصلا مجيدا في تاريخ الثقافة الغربية الا اننا نجد فيه واحدة من افظع الحوادث في التاريخ الأوروبي الا وهي مطاردة الساحرات وتعذيبهن حيث حظيت بموافقة كاملة من الكنيسة
سنة 1484 البابا انوسنت الثامن أمرا بابويا يعلن عزم الكنيسة عل استئصال جذور الاثميين والمذنبين –تعيين محققين أومفتشين –نحو 100000 شخص تم اعدامهن كساحرات
في اسكتلندا وحدها تم اعدام ما يقرب من عشرين الف ساحرة
نظريات وعلاج عصر النهضة :
سبانوس 1978: ان مطاردات الساحرات ربما كانت ذات ارتباط ضئيل بتاريخ المرض العقلي(المدن الكبيرة كانت علاقة مطاردة السحرة بالسلوك الشاذ أي ان المحاكمات كانت تستخدم للتخلص من الخصوم السياسيين ومصادرة الممتلكات وقمع البدع ) بينما في المجتمعات الصغيرة كانوا في الغالب نساء فقيرات ومسنات وعلى الهامش من الناحية الاجتماعية ،أو كانوا فقط أنماطا سيئة السمعة اجتماعيا –أي فاسدات وملحدات وأشخاص سيئي الطبع
وبلا شك كانت بعض المريضات يندرجن تحت هذه الفئة
جوهان فيار (1515-1588) اول ممارس طبي يبدى اهتماما خاصا بالمرض العقلي
ينشر دراسة في العام 1563م يعلن فيها ان اللواتي تم احراقهن أو تعذيبهن كساحرات كن في الحقيقة غير متزنات عقليا وغير مسئولات عن افعالهن
في الوقت نفسه –تدل الادلة على ان معظم المخبلات كن ذات اهمية ضئيلة بالنسبة لمطاردي الساحرات
وبدلا من ذلك كان ينظر اليهن –كما هو الحال في العصور الوسطى على انهن مريضات ينبغي تفسير مشكلاتهن تفسيرا طبيعيا ، وينبغي على المجتمع ان يهتم بعلاجهن –وكان يتم ابقاء البعض في مؤسسات الفقراء-المستشفيات العامة مثل مستشفى بيت لحم بلندن والذي اسس سنة 1247م خصص كلية للمجانين بحلول القرن الخامس عشر
وفي انجلترا نرى اول جهود رئيسية لتشريع ممارسة رعاية المجتمع (الدريدج،1979) أي الاشراف على المرضى العقليين داخل المجتمع ولكن خارج اسوار المستشفيات
قوانين اعالة الفقر ق 17 في انجلترا:طالبت بأن تقوم الحكومة المحلية أو الأبرشية بإعالة المجانين التابعين لها جنبا الى جنب مع المسنين والعمى وغيرهم من المنكوبين الا ان الرعاية لم تكن دائما مثالية
تفوق العلم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر:
انتشرت سياسة ايداع المضطربين نفسيا في مؤسسات ،كما وفرت المستشفيات العامة عنابر للمرضى العقليين في القرن الثامن عشر ،
اسبانيا المسلمة افتتحت اول مستشفى مخصص للمجانين فقط في اوائل القرن الخامس عشر وتبعتها دول اخرى فقد تم انشاء مستشفيات عقلية في لندن وباريس وفيينا وموسكو وفيلادلفيا وغيرها من المدن الرئيسة حيث تم افتتاح معظمها بأفضل الطرق وقدم بعضها فعلا رعاية رقيقة ولطيفة
فينسينزوا شياروجي 1789م:مدير مستشفى سبيدال بفلورنسا بأول المحاولات الجادة لتحسين العلاج في المستشفيات الكبيرة بنشر القوانين التي تؤكد على الحاجة الى المعاملة الانسانية ، مطالبا بضرورة تزويد المرضى بالعمل والترويح ومحرما استخدام القيد الا اذا لزم الأمر .
اشهر مثال للاصلاح حدث في مستشفى باريس على يد مدير معبر الامراض المستعصية بوسين من (1784-1802م)
حيث وضع قوانين وقواعد جديد منع فيها العاملين بالمستشفى من ضرب المرضى ، كما قرر فك قيود مجموعة من المرضى الذين وضعوا في الاغلال لسنوات بحجة انهم هائجون
توسع فيليب بنيل رئيس اطباء جناح المرض بنفس المستشفى في الاصلاحات –فكان يرى أن المرضى العقليين هم مجرد بشر عاديين حرموا من العقل بسبب مشاكل شخصية حادة وان علاجهم كحيوانات لم يكن فقط غير انساني وانما معوق للشفاء
استبدل الزنازين بغرف مهواة ومشمسة –قضى على العلاجات العنيفة مثل الجرح والتطهير باللسع بالاكواب الساخنة
وكان يقضي ساعات طويلة يتحدث الى المرضى ويستمع الى مشكلاتهم
ادخل تقليد حفظ السجلات-اذ انه سمح للممارسين بعمل ريسم تخطيطي للأنماط المميزة التي تظهر وتبرز أثناء الاضطرابات المختلفة—أصبحت هذه المعرفة أساس تصنيف الاضطرابات وبحث أسبابها وعلاجها .
وليام تيوك في شمال انجلترا : وبسبب اقناعه ان افضل بيئة علاجية للمرضى العقليين هي البيئة الدينية الهادئة والمساندة ، قام تيوك بنقل مجموعة من المرضى العقليين الى طبيعة ريفية اطلق عليها معتزل او مأوى يورك وهناك كانوا يفصحون عن مشاكلهم ويعملون ويصلون ويرتاحون ويتمشون في كل انحاء الريف وعرف هذا الاسلوب فيما بعد بالعلاج الاخلاقي وكان معدل الشفاء عاليا
على الرغم من هذا الاسلوب واجه مقاومة الا انه في النهاية اصبح واسع الانتشار تحت مسمى العلاج الاخلاقي
:Moral therapy
حيث يستند الى فكرة ان المرضى العقليين هم مجرد بشر عاديين لديهم مشاكل غير عادية ،ويهدف العلاج الاخلاقي الى
اعادة روحهم المعنوية عن طريق توفير بيئة سارة ومريحة يمكنهم فيها ان يناقشوا مشاكلهم ويعيشوا بسلام ويشتركوا في بعض الأعمال المفيدة وكان هذا الاسلوب ناجحا للغاية وتبين السجلات المعاصرة انه خلال النصف الاول من ق19 عندما كان العلاج الوحيد الذي تقدمة مستشفيات اوروبا وامريكا تحسن 70% على الال من اؤلئك المودعين بالمستشفيات او تم شفائهم فعلا (بوكوفين 1963).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | السمات:علم نفس،شواذ،كلية التربية،خطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق