السبت، 30 مارس 2013

الشيخوخة :الادراج رقم 3

القدرات العقلية في مرحلة الشيخوخة
وهذه يمكن تصنيفها إلى طائفية أولية ، وطائفية مركبة ، وطائفية كبرى ،وقدرة عامة .وهذه تنضوي تحت لواء قدرة عامة نسميها الذكاء ،ولم تسفر الأبحاث الحديثة بعد ،عن منحنيات نمو وإنحدار كل قدرة من هذه القدرات
 1-القدرات العقلية الاولية
يختلف معدل إنحدار القدرة العقلية الاولية تبعاً لإختلاف نوعها و محتواها و طريقة قياسها ، وأكثر القدرات انحداراً من وسط العمر إلى الشيخوخة هي القدرة الإستدلالية ، وقد ترجع إلى اتجاه مقاومة التغيير وتداخل المعلومات القديمة مع ضعف التهيؤ العقلي المناسب للموقف الجديد ، والى الانتقال السالب لأثر التدريب.
2-القدرات العقلية المركبة
تتصل بعض القدرات المركبة بالتحصيل الدراسي مثل القدرة على التحصيل الرياضي ،والقدرة على تحصيل الكيمياء ،وغيرها ..ويتصل النوع الآخر من القدرات بالأعمال المهنية مثل القدرة الميكانيكية ، والقدرة الموسيقية ،وقد دلت نتائج البحث الذي أجراه كلاي سنة 1956 على أن هذه القدرات تتأثر بالعمر الزمني
 3-القدرة العقلية العامة
 وهي إصطلاح أطلقه علماء التحليل العاملي على الذكاء ، وبما أن الذكاء يرتبط إرتباطاً مباشراً بقدرة الفرد على سرعة التكيف للمواقف الجديدة ، وبما أن هذه المواقف تختلف في مكوناتها وشدتها تبعاً لمراحل العمر المختلفة .إذن فالمكونات الرئيسية للذكاء تتغير تبعاً لزيادة العمر الزمني .فمن المتوقع أن يتغير تكوين الذكاء في مرحلتي وسط العمر والشيخوخة تبعاً لتغير الخواص العقلية للفرد فتضعف النواحي التي تتعلق بسرعة الإستجابة وتقوي النواحي التي ترتبط بدقة النتائج .هذا ويبدأ الذكاء في الإنحدار في مرحلة الشيخوخة ، ويختلف معدل الهبوط تبعاً لإختلاف نسب الذكاء ،فمثلاً يهبط الذكاء الممتاز الذي يصل مستواه إلى 130 درجة إلى 114 درجة في الشيخوخة .ويهبط الذكاء العادي الذي يساوي 100 درجة إلى ما يقرب من 65 درجة في الشيخوخة .
الإنتاج العقلي في الرشد والشيخوخة
   يسفر الرشد (من 20 سنة إلى 40 سنة) عن مستويات القوى البشرية التي وصلت إلى إكتمال نضجها وتمام تكوينها ووظيفتها ، وقد تمتد بعض هذه القوى إلى الشيخوخة فيصبح الرشد إرهاصاً لها. ويتاثر الإنتاج العقلي في الشيخوخة بما يصيب كبار السن من جمود في آرائهم وتفكيرهم وما يصاحبه من مقاومة للتغيير ونقصان للمرونة .
 وتختلف القدرة على الزعامة والقيادة إختلافاً كبيرا عن الإنتاج العقلي العلمي في ناحية مداها الزمني ، وذروتها العليا ، فقد دلت أعلب الأبحاث الحديثة على أن الزعامة تصل إلى إكتمال نضجها في المرحلة الزمنية التي تمتد من 50 سنة إلى 70 سنة .
رعاية المظهر العقلي المعرفي
والرعاية هنا ذات أبعاد إرشادية فدراستنا للتغيرات العقلية المعرفية تلقي الضوء للكبار على نقاط القوة في حياتهم .ومواضع الضعف في خصائصهم من أجل أن يصل إلى الحد الأعلى من ا لتكيف مع نفسه ومع بيئته . وتتلخص أهم مظاهر الرعاية العقلية في النواحي التالية :
 1-عندما يقال لك أنك كبرت فعليك أن تتساؤل : كبرت بالنسبة لماذا ؟ أنت قادر على أن تمد يد المساعدة للآخرين ، أنت قادر على أن تعيش مع عمرك وفق أحداث زمنك .أنت قادر على إبتكار أِشياء جميلة .حاول وجرب فليست كل فكرة جديدة بدعة ضارة.
 2-الحياة الطويلة قيمتها في ذاتها .لا تنتظر من الناس احترامك لأنك عشت سنين طويلة .أو لأنك قاسيت كثيراً .فلكل فرد من ماضيه وكفاحه .وماضيك لا يعفيك من أن تثبت وجودك في وقتك الراهن .حياتك الماضية متعة بالنسبة لك .وكذلك حياة كل فرد فلا تثقل على الناس بقصة حياتك .
 3-يؤدي الشيخوخة إلى نقصان في ناحية وزيادة في ناحية أخرى ، وهي بذلك ليست كلها ضعفاً ، وليست كلها قوة ، بل هي حالة من حالات تطور الفرد لها ميزاتها وخواصها .
 4-علينا أن نساعد الشيوخ على أن يتقبلوا حياتهم كما هي ، وذلك لأن الصحة النفسية تعتمد على مدى تقبل الفرد لنفسه كما هي والناس كما هم .
 5-التعلم نوع من الحياة .وعلينا أن تعلم أشياء جديدة .في كل يوم يمر بنا ومن كل خبرة نواجهها .
 6-تضعف ملذاتنا الجسمية الحسية في الشيخوخة ، وتقوى ملذاتنا الفكرية الدينية العميقة .
 7-إننا نتقاعد إلى وليس من ، وإننا دائماً في حاجة إلى الغد ، أهداف نسعى إلى تحقيقها ، ونشاط يقودنا إلى تلك الأهداف ،وفي الحديث الشريف 12512 حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ *(بقي مسند المكثرين من مسند الإمام أحمد )
 8-تذكر دائما أن العمل هو خير أطباء البشرية ، وهو طريق السعادة ، العمل ليس فقط هو كفاح الحياة ، بل هو الحياة نفسها .
 
التغير الإنفعالي في الشيخوخة
    يتصل التغير الإنفعالي من الرشد إلى الشيخوخة بمدى نجاح الفرد أو إخفاقه في عمليات التكيف التي تفرضها عليه بيئتة المتطورة وحياته المتغيرة ، وتميل إنفعالات الشيخوخة إلى تلخيص السلوك الإنفعالي لمراحل الحياة كلها في مرحلة واحدة .وهي في تلخيصها هذا تؤكد مرحلة الطفولة أكثر مما تؤكد المراهقة ، وتؤكد المراهقة اكثر مما تؤكد مرحلتي الرشد ووسط العمر ثم تنتهي من ذلك كله إلى تأكيد نفسها في إنفعالاتها كمرحلة لها خصائصها التي تميزها عن أي مرحلة أخرى سابقة لها .وهذه اهم إنفعالات الطفولة التي تعود مرة أخرى إلى الظهور في مرحلة الشيخوخة في النواحي التالية  :
 1-إنفعالات الشيوخ ذاتية المركز تدور حول أنفسهم أكثر مما تدور حول غيرهم ، وتؤدي هذه الذاتية إلى نمط غريب من أنماط السلوك الاناني الذي قد لا يتفق في مظهره العام مع ما يتوقعه الأحفاد من سلوك الأجداد .
 2-لا يتحكم الشيوخ تحكماً صحيحاً في في إنفعالاتهم المختلفة .
 3-تتميز إنفعالات الشيوخ بالعناد وصلابة الرأي ، وقد يؤدي هذا العناد إلى السلوك المضاد .ولذا تجد الشيوخ يثورون لأوهام لا حقيقة
 4-عندما يغضب الشيوخ فإنهم غالباً ما يثورون كالأطفال .
 5-وبالرغم من غضبهم وعنادهم إلا أنهم أكثر قابلية للإستهواء من غيرهم .
 6-يميل الشيوخ إلى المديح ، والإطراء والتشجيع .
وتتشابه إنفعالات الشيوخ مع إنفعالات المراهقين في النواحي التالية :
  1-التذبذب في الإنفعالات –عدم الإتزان الإنفعالي-.
 2-سخرية الشيوخ من الأجيال الأخرى ، وتمثل هذه السخرية لوناً من ألوان المشاكسة والإغاظة التي كانوا يمارسونها في مراهقتهم .
 3-وكما تتنيز إنفعالات المراهقة بالإندفاع .تتميز أيضاً إنفعالات الشيخوخة في بعض نواحيها بصور مختلفة من ذلك الإندفاع العاطفي .
 4-وكما يحاول المراهق أن يفرض شخصيته ليؤكد ذاته حتى يتخلص من خنوع الطفولة وخضوعها ، يحارا الشيخ أن يفرض شخصيته في سيطرة غريبة حتى لا يظن من حوله أنه بدأ يضعف ويهرم .
ويقرر د.فؤاد البهي السيد أنه لا تكاد تبقى من إنفعالات الرشد ووسط العمر عند الشيوخ إلا مظاهر عابرة يلخصها فيما يلي :
 1-تدور أغلب إنفعالات الراشدين ومن هم في وسط العمر حول القلق ، وقد يؤدي القلق بالشيوخ إلى الكآبة لانهم لا يجدون متنفساً لإنفعالاتهم كما كانوا يفعلون في رشدهم .
 2-كثرة شكوك الشيوخ وريبتهم في الآخرين ، وكأنهم قد ورثوا من شبابهم وكفاحهم عدم الثقة بالآخرين .
وتتمايز مرحلة الشيخوخة في سلوكها الإنفعالي عن بقية المراحل فيما يلي:
 1-يقفون أحياناً موقفاً سلبياً من البيئة المحيطة لا ينفعلون لها أو معها ، وكأنهم يعبرون بهذا عن شعورهم بالهوة السحيقة التي تفصلهم عن الأجيال الأخرى التي تضطرب بها الحياة من حولهم .لذا كثيراً ما تتصف انفعالاتهم بالخمول وبلادة الحس .
 2- عدم الشعور بالمسؤولية تجاه من يحيطون به ، وهذا يفسر الخمول وبلادة الحس لديهم ، وقلة حماسهم لما يحيط بهم من مشكلات انفعالية يضطرب فيها الآخرون .
 3-عندما ينفعلون كثيراً ما يخطئون إدراك الموقف المحيط بهم ، ولذلك تجيء انفعالاتهم شاذة لا تتناسب ومقومات الموقف الذي أثار في نفوسهم كل هذا الانفعال .
 4-يغلب على انفعالهم نوع غريب من التعصب الذي لا يقوم في جوهره على أي أساس .فهم يتعصبون لجيلهم ، ولآرائهم ، ولعواطفهم ولكل ما يمت اليهم بصلة قريبة .
 5-الإحساس بالاضطهاد عندما لا يتقبل الآخرون ذلك التعصب برح المشاركة والولاء .
 6-ويؤدي بهم الشعور بالاضطهاد إلى الشعور العميق بالفشل .
وقد يتخذون موقفاً معادياً فيجابهون الاضطهاد الذي يقع عليهم باضطهاد الآخرين .
 وهكذا نرى أن انفعالات الشيوخ في جوهرها مزيج من انفعالات الحياة كلها ، وقد يحدد نوعها وتواتر ظهور بعضها ، وإختفاء البعض الآخر ، مدى تكيف الفرد لنفسه ، وما يطرأ عليها من تغيرات ، ومدى تكيفه لبيئته وما يعتريها من تطور ، ومدى تقبل الناس للشيوخ ، ومدى إهمالهم لهم .
توصل (منير فوزي وآخرون 1982) إلى أن المسنين يعانون من انخفاض روحهم المعنوية بالمقارنة بالعينة الضابطة وأن الانخفاض في الروح المعنوية يشتد لدى المسنين الذين يرعاهم غير أبنائهم . ووجد (أحمد عكاشة 1982) اقتراناً مرتفعاً بين المرض النفسي وقلة الاتصال بالأسرة .وكشفت نتائج الدراسة التي قام بها (محمد عودة 1986) أن مشكلات المسنين الكويتيين تتركز في المرض والأرق …وانقطاع الصلة بالاقارب ومشاكل متعلقة بوقت الفراغ .
 وتوصلت (سلوى عبد الباقي 1985) إلى أن هناك علاقة موجبة بين الشعور بالعزلة وبين الاكتئاب النفسي ، وعزت الباحثة هذه النتيجة إلى قلة النشاط لدى المسنين وبداية ظهور الأعراض المرضية وبداية ظهور الاكتئاب نتيجة الإحساس بفقدان الامل وانخفاض الروح المعنوية .
وفي دراسة (د.سهير كامل أحمد 1998) أظهرت وجود فرق ذات دلالة جوهرية بين متوسط درجات عينة مسنات دور الرعاية ودرجات عينة المسنات ذوات الأسر الطبيعية على المقاييس الإكلينيكية لاختبار الشخصية متعدد الأوجه لصالح عينة مسنات دور الرعاية وذلك على كل من المقاييس التالية –توهم المرض، الاكتئاب،البرانويا،السيكاثينيا، الفصام، والانطواء الاجتماعي- بينما وجدت فروق جوهرية لصالح عينة المسنات ذوات الأسر الطبيعية على المقاييس التالية –الهستيريا، الذكورة-الانوثة، والهوس الخفيف ) .
دور الإرشاد:
 وبالنظر إلى نتائج الدراسات السابقة يبدو جلياً أثر الحرمان من البيئة الطبيعية على الصحة النفسية للمسنين الذين يعشون في دور الرعاية بعيداً عن أسرهم .وهنا يلعب الارشاد الأسري دوراً مهماً في بناء دينامية العلاقات في العائلة بوجود المسن ، والتقليل من آثار هذا الحرمان في حالة وجود المسن/ة في دور الرعاية .
   وتوصل (منير فوزي وآخرون 1983) في دراسته للاكتئاب عند المسنين إلى شيوع المزاج الإكتئابي ومشاعر الذنب والميول الانتحارية لدى المكتئبين ، وشيوع القلق النفسي والتوهم المرضي بين المرضى العاديين ، وبوجه عام فقد توصل إلى أن سمة القلق والاكتئاب مرتبطة بالتقدم في العمر .
مخاوف الكبار
   على الرغم من أن الشيخ عندما بلغ الرشد قد تغلب على أغلب مخاوفه التي كانت تهدد حياته الانفعالية في طفولته ومراهقته .كالخوف من الظلام والحيوانات والاصوات المفاجئة .إلا أن الخوف يبقى كامناً في اعماقه ، وان اختلف موضوعه وهدفه .وعندما يضعف جسم الفرد في نتصف العمر وبدء الشيخوخة فإنه ينطوي على الوان جديدة من الخوف لم يألفها من قبل .
 يخاف من الشيخوخة نفسها ، وما تحمله من مرارة ، وخوفه من الشيخوخة هو خوفه من اقتراب النهاية .وكثيراً ما يراوده الخوف الشديد من الموت ويتجنب لذلك أي حديث او حوار او تفكير يدور حول هذا الموضوع .
 ويخاف الفرد من المرض لخوفه من الموت ، وهو في مرضه كثير الهواجس والاوهام ، جهم الوجه يستغلق عليه الامر ويقوده الظن إلى ظنون .وهو ينظر حوله فيرى أن رفقاء صباه يذهبون إلى غير رجعة ، فيدرك أن جيله قد بدأ ينقضي بموت أفراده ،ولذا فهو يخاف من الوحدة الرهيبة او العزلة القاسية التي لم يتعودها من قبل التي تزداد كلما أنفض من حوله أولاده واهله الذين شغلتهم عنه مطالب الكفاح المرير لتحقيق مطالب الحياة ، وقد يخامره شعور غريب بأنه إنسان غير مرغوب فيه ،لا في الدار ولا في العمل .
 وينتهي به الأمر إلى الخوف من التقاعد .الذي يؤدي عند عدد من الحالات إلى الانهيار العصبي ، وخاصة في المجتمعات الصناعية ، وقد يؤدي بالبعض إلى الانتحار .
 الجنس في مرحلة الشيخوخة
يرى(spence ,1992)  أنه على الرغم من الزيادة الملحوظة في مدى توقع الحياة عبر القرن الماضي للأفراد فوق سن 65 سنة بحيث أصبحوا يشكلون النسبة العظيمة المتزايدة من السكان في العالم الغربي،(يشير comfort,1976) ) إلى أن الزيادة في عدد الكبار البالغين هو المؤشر الاسرع نمواً من سكان الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن يصل كبار السن مم هم فيفوق سن 65 سنة في العام 2000 إلى 20% من مجموع السكان) فإن اهتماما قليلاً قد تم توجيهه إلى معالجة اختلال الوظائف الجنسية لدى كبار السن حتى الوقت الحاضر.وتؤكد ذلك Mary Tudor  منتجة Suzi,s Loveseat  واحدة منالمصادر المحدودة على شبكة الإنترنت عن السلوك الجنسي في الشيخوخة بأنه لا يوجد كثيراً على صفحات الإنترنت عن الجنس وعلاقته بكبر السن ، وأن نفس الشيء وجدته عندما زارت مخزن الكتب bookstore حيث وجدت القليل فقط عن هذا الموضوع تحت عنوان (الانسجام الشخصي المتبادل 1998). ويؤكد بنيه 1962 خطأ الرأي الشائع عن علاقة النشاط الجنسي بمدى توقع الحياة .
وتحت عنوان (من يقول لك أنك كبير جداً بالنسبة لممارسة الجنس ؟ ) يشير( Deacon, Minichiello , Plummer ,1995 ) إلى أن الاتجاهات الثقافية التي تحترم التجديد يمكن أن تساهم في التوقع بأن كبار السن أو أنه ينبغي عليهم أن يكونوا لا جنسيين.ويقرر (Hall , Selby , Vanclay , 1982) أنه على الرغم من أن الادوار الجنسية قد تغيرت وأنه توجد الآن ومنذ السبعينات حرية اكثر في التعبير الجنسي فإن الصور النمطية كبار السن التي تظهرهم بأنهم غير جذابين جنسياً وغير راغبين في الجنس وغير قادرين على الوصول إلى الإثارة الجنسية ما زالت واسعة .أن وسائل الإعلام وسائل تأثير مهمة على الاتجاهات في هذا العالم الواسع ، والتعريفات الاجتماعية والثقافية للجنس في مرحلة الشيخوخة انعكست في مادة الإعلام وأثرت في كيفية ادراك هؤلاء المسنين لأنفسهم .ويؤكد المختصون(Vasil ,Wass , 1993) أن التربية الجنسية أو التثقيف الجنسي في موضوع السلوك الجنسي في مرحلة الشيخوخة ضروري لأؤلئك المسؤولين عن الصور الفنية للمسنين بكل أشكالها في وسائل الإعلام .ويرى (Deacon ,…,1995) أن التقييدات التي يفرضها المجتمع على الحرية الجنسية لكبار السن واضحة بشكل خاص في المؤسسات التي ترعى المسنين .
   وقد وضع  (Kass ,1981) نظرية اعراض الانحلال الجنسي في مرحلة الشيخوخة ، والذي يحدث في المجتمعات نتيجة لإستدخال كبار السن للإتجاهات السلبية التي يدركونها وتظهرهم بأنهم لا جنسيين .وقال Kass  بأن هذه الأعراض تنتهي في النهاية بواسطة التثقيف لتغيير اتجاهات المجتمع السلبية ، وبتثقيف الكبار خاصة عن موضوع الجنس ومساعدتهن\هم على تطوير طرق وأساليب للتكيف مع الاتجاهات السلبية التي يتلقونها .ويمكن عمل هذا عبر الأفراد والمجموعات الارشادية أو العلاج الذي يحدث في جلسات التثقيف .
واستعمل (Winn and Newton , 1992) “ملفات منطقة العلاقات الإنسانية ” لمقارنة الممارسة الجنسية في مرحلة الشيخوخة في (106) ثقافات ، واستنتجوا بأن استمرار الأداء والممارسة الجنسية عند المسنين في كثير من المجتمعات يشير إلى أن العوامل الثقافية يمكن أن تكون مفتاح التحديدات في سلوك المسنين الجنسي .وأظهرا أن المجتمع الامريكي مقيد لنشاط المسنين الجنسي .
دراسات متعددة للاتجاهات السلبية واتجاهات الوصاية لطوا قم بيوت التمريض خاصة ألقت الضوء على الحاجة للتثقيف لموظفي الرعاية لتطوير التغيير في الاتجاهات .النزلاء المسنين الذين يظهرون أي شكل من أشكال التعبير الجنسي غالباً ما ينظر اليهم من أفراد الطاقم كأناس لديهم مشكلات سلوكية وحتى يمكن أن يعطوا مهدئات .كما أن الطاقم لا يتسامح اتجاه ممارسة العادة السرية أو الممارسة الجنسية بين النزلاء الغير متزوجين .كما أن أبناء المسنين الراشدين يمكن أن يتذمروا من المؤسسات المتسامحة اتجاه سلوك آبائهم الجنسي . ومع أن Kass ,1978 وجد بان الطاقم والنزلاء صرحوا بالتأييد للتعبير الجنسي في بيوت التمريض فإن سلوكهم الفعلي كان أقل قبولاً .إلا أن الاتجاهات المجتمعية اتجاه الأداء الجنسي قد تغيرت تدريجياً .كثير من المسنين الحاليين عاش فترة التحرر الجنسي في الستينات والسبعينات ، وقد حملوا معهم أنماط السلوك التي تعودوا عليها من حيث الاتجاه والاداء الجنسي في سنواتهم الأخيرة (Spence ,92)  .
 وفي دراسة أجريت في العام 1983 لطاقم الممرضين في وحدة العناية الممتدة إلى انزعاج الطاقم الكبير للتعبير الجنسي بين الكبار .والسلوك الجنسي الكبير الذي اعتبر مقبولا كان المعانقة والتقبيل على الخدود .وعلى النقيض فإن طلبة التمريض المتخرجين وطلاب الطب المبتدئين في دراسات حديثة جداً نظروا إلى كبار السن بشكل أكثر ايجابية اذا اعتقدوا بأنهم سيكونون أكثر فعالية جنسية .وعلى الرغم من أن الكثير من المسنين قد تعرض إلى صعوبات جنسية قاموا بعلاجها بشكل تقليدي فإنهم أصبحوا أكثر جاهزية للتعايش مع مشكلاتهم من الراشدين الأصغر سنا .وعبر العقد الماضي كان هناك زيادة في عدد الاشخاص المسنين الذين يبحثون عن علاج لصعوباته الجنسية.
يشير(Kennedy , Haque ..1997)   إن الفكرة العامة التي تقول بأن الجنس عملية تمتد مع امتداد الحياة تتعارض مع تفكير بعض كبار السن وابنائهم ومقدمي الرعاية الصحية لهم .وكنتيجة لهذا التفكير فإن موضوع الجنس في الشيخوخة يجنب التفكير فيه بشكل عام ، وعندما يناقش فإنه يفسد بالانحرافات والمفاهيم الخاطئة .أن الإيمان بهذه الخرافات أو نقص الوعي لها يزيد من صعوبة العلاج او حتى مجرد نقاش مشكلات الجنس في الشيخوخة .
 ولكن هل يتغير الجنس (الأداء الجنسي ) مع العمر ؟ .
 كبار السن الذين تنقصهم المعرفة عن السن الطبيعي المرتبط بالتغير في الوظائف الجنسية والذين يتبنون الاتجاهات المجتمعية السائدة عن النشاط الجنسي في مرحلة الشيخوخة بامكانهم اختبار القلق المتعلق بالتعبير الجنسي .وعلى أية حال فإن تنوع التغير في الاستجابة الجنسية تحدث في سن يجب أن يفهم من قبل المسنين والمهنيين الذين يساعدوهم على قدم المساواة .فعلى سبيل المثال يميل الرجال إلى الاعتقاد بأنه يلزم وقت طويل لإحداث الانتصاب الكامل والى زيادة في الوقت الذي يحافظ فيه على الانتصاب السابق للقذف .أي التناقص في قوة القذف والزيادة في فترة عدم الاستجابة .
وعلى الرغم من تزايد حدوث الانحلال dysfunction الوظيفي الجنسي في الشيخوخة وهذا يرتبط بشكل أساسي بزيادة نسبة المشكلات الصحية … العديد من الأمراض والاضطرابات العضوية والعصبية والعديد من أشكال العلاج والجراحة والجرعات التي تؤثر على الجهاز العصبي الأوتوماتيكي يمكن أن تتداخل(تؤثر ) على الوظيفة الجنسية .ويقرر
 (Deacon, Minichiello,and Plummer 1995) أن كثيراً من العلاجات التي يستخدمها المسنون مثل المهدئات الكبرى والمهدئات العامة ومضادات الاكتئاب يمكن أن تحدث تأثيرات جانبية على عملية الانتصاب وعلى الرغبة(الشهوة) الجنسية
التغيرات التي تحدث في الجسمية الجنسية للمسن الذكر يمكن أن تؤثر على كل من عملية الانتصاب وعملية القذف ، وهذه التغيرات ليس لها أي تأثير وظيفي على الاستمتاع الذاتي للشريك الجنسي .وعلى أية حال فإن المعرفة بأن هذه التغيرات ليست خللاً وظيفياً وتعين على التكيف للممارسة الجنسية يمكن أن تكون حاسمة في الوقاية من الذي يرجع إلى الأداء المتعلق بالقلق .
 وعند المرأة المسنة فإن التأثيرات الجسمية للشيخوخة على الوظيفة الجنسية هي في الأساس تنتج من نقص كمية هرمون الأستروجين بعد سن اليأس كما تتناقص نسبة وكمية افرازات المهبل وظهور ضمور عام في نسيج المهبل الرقيق.وعند كثير من النساء فأن هذه التغيرات مترافقة بمرحلة سن اليأس أكثر من كونها منبثقة من الحرية في الاكتشاف والتمتع بالممارسة الجنسية بدون القلق من أن تصبح حاملاً (Deacon, Minichiello,and Plummer 1995).
ويقرر (Spence,1992) أن التغيرات الجسمية في هذه المرحلة تتضمن صغراً في حجم البظر والفرج والنسيج الرحمي وتضيقاً في حجم العنق والرحم والمبايض وفقدان بعض المرونة والثخانة في جدار المهبل .بعض النساء يمكن أن تجد افرازات غير ملائمة ومن الممكن أن يكون الاتصال الجنسي عندها مؤلماً اذا أصبح الجدار المهبلي عندها ثخين بشكل مفرط .واخيرا فإنه من المهم أن نذكر أن التدهور المعرفي الذي يمكن أن يحدث عند المسنين يمكن أن يؤثر على الأداء الجنسي .أن التدهور العقلي المرتبط باضطرابات العته او الجنون يمكن أن تؤثر على السلوك الجنسي مسببة مشكلات مثل الانحلال او الانفلات   أو صعوبات في العلباقة والتي لها تأثيرات لاحقة على علاقة الزوجين الجنسية .
 لماذا لا أستطيع أن أكون جنسياً ؟
 في بحث على 800 مفحوص قالوا بان المسنين يمارسون نشاطهم الجنسي بشكل أكثر انتشاراً وتنوعاً في الطرق أكثر مما جماعات الناس الأصغر سناً وهذا يقترح بأن التغيرات في التعبير الجنسي والنشاط الجنسي المفضل يمكن أن تكون عمومية او مبتذلة مع التقدم في العمر .
ويطرح (Spence 1992) نقطة متقدمة بحاجة إلى نقاش كعامل يؤثر على الأداء الجنسي عند المسنين يرتبط بالحظ والفرصة ، وهذا يمكن أن يتأثر بصدق الشريك الثاني وظروف المعيشة للفرد أو الزوجين .كما أن اختلاف النوع في مدى توقع الحياة يمكن أن يؤثر على العملية الجنسية لهذه الفئة .والمعلومات السكانية تشير إلى أن النساء أكثر بكثير من الرجال الذين هم فوق أل 65 سنة .واذا كان المركز الزواجي أو المعيشي مع الشريك هو المقياس لبناء الفرص المتزايدة للجنس فإن النساء لديهن فرص أكثر محدودية للتعبير الجنسي .والتناقص في الأداء الجنسي لدى الذكور هو أقل احتمالية لأن يعود إلى إلى عدم وجود الشريك . كما أن نقص السرية في بيوت التمريض (في الغرب) هو العقبة الرئيسية للتعبير الجنسي ، وليس من المذهل أن بعبر المسنون انه بسبب نقص السرية (العزلة ) واتجاهات الطاقم الكابحة ، فانه لا يتوافر لديهم إلا فرص قليلة لإظهار الصداقة الحميمة والمودة (Deacon, Minichiello,and Plummer 1995).
التربية والتثقيف الجنسي
أن التربية والتثقيف الجنسي ليس للشباب فقط فقد أظهرت بحوث الشيخوخة الحاجات والمشاعر الجنسية في أواخر الحياة .واستنتج (Hillman and Stricker 1994) بانه توجد علاقة موجبة بين المعرفة والاتجاهات نحو الجنس في مرحلة الشيخوخة .ولذا نحتاج إلى التربية والتثقيف الجنسي لتبديد الاتجاهات السلبية والانحرافات في الصور النمطية على العموم ولتطوير الإدراك أن التعبير الجنسي الكامل هو جزء من الامتداد الداخلي لمرحلة الرشد ، ويرى هلمان و ستريكربأنه يوجد دليل وافر للاقتراح بأن التثقيف الجنسي للمسنين يؤدي إلى تطوير اتجاهاتهم الإيجابية بشكل أفضل .وعلى اية حال فإن جماعات المسنين الحالية تستمر بالاحتفاظ بفرص قليلة في حرية الوصول إلى التثقيف الجنسي ونادراً ما كان لديهم تربية جنسية كجزء من المنهاج الدراسي مقارنة بنظرائهم الشباب
ووجد (Sarr1985)  أن الجنس لم يناقش أبدا بشكل مفتوح في معظم مراكز المسنين التي زارها في الولايات المتحدة ، وهذا الأمر يدعو إلى الاقتراح بأن المسنين وخاصة نزلاء بيوت رعاية المتقاعدين يحتاجون تثقيفاً أكثر عمقاً عن الجنس والوظائف الجنسية .ووجد (Story 1989) أن لدى نزلاء دور المتقاعدين والطلاب ذو المعرفة الكبيرة المتعلقة بالجنس في مرحلة الشيخوخة اتجاهات أكثر ايجابية عن الجنس ، وهذا يستدعي ضرورة التثقيف الجنسي لكل من الأخصائيين الصحيين الذين هم على صلة بالمسنين سواء في المؤسسات أو في المجتمع الواسع ،   تختلف مستويات النشاط الجنسي ، في قوتها وضعفها ، تبعاً لاختلاف جنس الفرد ذكراً أم انثى ، وتبعاً لتباين مراحل الحياة التي يجتازها الفرد في نموه من الرشد إلى الشيخوخة .فبينما يتأخر ظهور علامات الضعف الجنسي عند الذكور إلى أن يصل عمر الفرد إلى 6.سنة أو إلى 70 سنة ، فإن علامات الضعف الجنسي عند الانثى تبدأ في مراحل مبكرة اكثر ،إذ تقل عندها إفراز الهرمونات الانثوية ويزداد تبعاً لذلك إفراز الهرمونات الذكرية ، ولذلك تميل الانثى في سلوكها إلى مظاهر الرجولة ، وينبت الشعر بغزارة في وجهها وخاصة في الاماكن التي كان ينحسر عنها .ويصاحب الضعف الجنسي عند الذكور بعض الاعراض الانثوية الثانوية مثل نعومة الصوت والانحسار الجزئي للشعر عن الشارب واللحية .وهكذا يتطور النمو بالذكور والإناث إلى مرحلة جديدة قد نستطيع أن نسميها المرحلة الجنسية الثالثة لأنها ليست ذكرية ، ولا أنثوية ، ولكنها حيادية .كما تضعف حدة عاطفة الأبوة والامومة التي تطورت عن الانفعال الجنسي وتتغير بعض مكوناتها عندما ينسلخ الجيل الجديد عن الجيل الذي أنجبه وأنشأه.
ويأتي دور الإرشاد النفسي في تقديم المعرفة عن الجنس في مرحلة الشيخوخة كطريقة جيدة لتطوير اتجاهات ايجابية أكثر عن الموضوع ،اذ أن المعرفة الكبيرة والتقبل للجنس والاداء الجنسي في مرحلة الشيخوخة ضمن اطار العلاقة الشرعية هي اهداف مهمة للمسننين والمسنات و لكل المثقفين الجنسيين والمرشدين والمعالجين الذين يحاولون تلبية حاجات المسنين .
في الادراج القادم سنوافيكم بالعنواوين التالية ان شاء الله
 
السلوك الديني في الشيخوخة
العلاقات الاجتماعية في الشيخوخة
الزعامة من الرشد إلى الشيخوخة
المكانة الاجتماعية من الرشد إلى الشيخوخة
الأسرة من الرشد إلى الشيخوخة
التوافق الإجتماعي للكبار
الاتجاهات النفسية
الميل الإجرامي والتوافق الإجتماعي
الهوايات والتوافق الإجتماعي
التقاعد ومشكلاته الاجتماعية
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق