الجمعة، 29 مارس 2013

تجديد النية


كنا ومازال البعض منا يسمع أمه أو أباه أو أحد من يرعاه قريباً أو مدرساً يريد منه الاجتهاد في المدرسة من اجل أن يكون طبيباً أو مهندساً ليجمع بذلك الدخل المرتفع والمكانة الاجتماعية ، وما يجري هو حث الواحد منا على قدر النية من اجل تحقيق هاتين الغايتين –الدخل المرتفع والمكانة  الاجتماعية .
 كما ترى من يحيطون بنا من أقارب وأعزاء يضنون بنا عن العلوم التي لا تحقق دخلاً كافيا حتى وان كانت من العلوم التي يصنفها الشارع والعارفون بالله أنها فرض عين وأنها من أشرف العلوم كالعلوم الشرعية على سبيل المثال،  أو العلوم الإنسانية التي تساهم في تشكيل الرأي العام بأبعاده الثلاثة التفكير او الإدراك ، والوجدان او الانفعال ،والنزوع او السلوك وخاصة إذا كان الطالب منا من أصحاب المعدلات المرتفعة.
  أي أن من حولنا يريدون كما نريد أن تكون الدنيا أكبر همنا ويريدون لنا أن نكون طلابا أغبياء لا ندرك المصلحة الحقيقية ولا الاهداف الاستراتيجية بعيدة المدى يلعبون ويحققون النتائج لملعب واحد وينسون أن هناك ملعباً آخر وان الملعب الأول ما هو إلا دار ممر إلى الملعب الثاني وهي دار المقر . وهم يشاطرون القس زويمر الذي رأس مؤتمر التبشير الذي عقد في جبل الزيتون بالقدس عام 1935 بعد مائة سنة تقريبا على جهود التبشير لم تحقق المرجو منها في تنصير ما يكفي من المسلمين  والذي رأى بأن إخراج المسلمين من دينهم وإدخالهم في الدين النصراني هداية لهم وتكريما وأنه ينبغي على أن يعمل المبشرين ومؤسساتهم على أن يخرجوا المسلمين من دينهم ويتركونهم حيارى بان تكون أقصى غايات الفرد منا في هذه الدنيا حيوانية محلها الهندسي لا يزيد عن شبر في شبر محوراه البطن والفرج .
  ولكن ماذا نريد نحن وماذا يريد مجتمعنا والاهم ماذا يريد ربنا ، أننا أمام سؤال مصيري من الأسئلة الأربعة وهي : من أنا ،ومن أين جئت وماذا سأعمل ، والى أين أنا ذاهب .
   يقول عز وجل وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون(      ) إذ الغاية العظمى التي يريدها الله منا هي العبادة ، فغاية غاياتنا وما يجب أن تعقد عليه النية هو تحقيق رضوان الله بأن نكون عبيدا لله وأن نحقق مفهوم العبودية والعبادة –والعبادة المقصودة هنا هي العبادة بمفهومها الشامل من التحلي بالإيمان وإقامة الشعائر وتحصيل الضروري من العلم الشرعي الذي لا يتم الواجب إلا به من اجل التزام كما ينبغي بالطاعات والابتعاد عن المعاصي والمبادرة بالخيرات واختيار العلم النافع الذي يرضاه الله ويحتاجه المجتمع ويعود على صاحبه بالفائدة ،أي أن نقوم بعمارة هذه الأرض عمارةً معنوية ومادية .
  إننا محظوظين أن ديننا هو دين الوسط فهذا رسولنا في دعائه يجمع بين خيري الدنيا والآخرة في قوله " اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " صدق القائل وهو القائل من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله  به طريقا إلى الجنة " .
والقائل " وفي إماطة الأذى عن الطريق صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا يا ر رسول الله أيأتي الرجل منا شهوته ويكون له به أجر .قال رسول الله أرأيت لو وضعها في حرام  ."
        فمعاً لتجديد النية ولتكن لله ابتداءً سواءً أردنا التحصيل الشرعي أو الإنساني أو العلمي ، ولننظر إلى ميولنا والى قدراتنا وإمكانياتنا وإمكانيات البيئة المحيطة والى حاجة مجتمعنا الحقيقية ، واعلم أن رزقك يأتيك من أي طريق سلكت ولأن تكون علماً في تخصص يقال فيه قال فلان ويكون لك به أجر عند الله أيضاَ خير لك من أن تكون عاديا في تخصص مرموقٍ آخر .

والله الموفق

خضر مبارك الخالدي

 

أضف الى مفضلتك
  • del.icio.us
  •  
  • Digg
  •  
  • Facebook
  •  
  • Google
  •  
  • LinkedIn
  •  
  • Live
  •  
  • MySpace
  •  
  • StumbleUpon
  •  
  • Technorati
  •  
  • TwitThis
  •  
  • YahooMyWeb

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : غير مصنف | السمات:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق