الاثنين، 4 مارس 2013

رسالة تربوية الى الآباء

أيها الأب الكريم …أيتها الأم الكريمة  حفظكما الله تعالى ورعاكما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
انطلاقا من مبدأ التعاون بين البيت والمدرسة ، والتواصل في سبيل تربية وتعليم الأبناء الذين هم هبة ونعمة من الله سبحانه وتعالى ، يُسر الفؤاد برؤيتهم ، وتقرُّ العين بمشاهدتهم ، وتَسعد الروح بفرحهم والبنون زينة الحياة الدنيا ، ولا يعرف عظم هذه النعمة إلا من حرمها ، فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن علاج لما أصابه ، وكان من دعاء زكريا عليه السلام : ( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) 89 سورة الأنبياء .وقد قُرن ذكر الأولاد بالمال في القرآن في مواضع كثيرة قال تعالى : ( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ) 35 سورة سبأ .وقال تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) 46 سورة الكهف .وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) 9 سورة المنافقون .ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ) . وقال أيضا : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ) . وأنت كأب مسئول عن هذه الأمانة التي حملك الله إياها أمانة تربية أبنائك ، والتي ستسأل عنها يوم القيامة ، أحفظت أم ضيعت ؟ وزينة الذرية لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالدين ، وحسن الخلق ، وإلا كانت وبالا على الوالدين في الدنيا والآخرة .وتأصيل الأدب في النفس يكون مبكرا فمن أدَّب ولده صغيرا سُر به كبيرا ، وأطبع الطين ما كان رطبا ، وأعمر العود ما كان لدنا . قال الشاعر : إذا المرء أعيته المروءة ناشئا فمطلبها كهلا عليه عسير
وقال آخر : إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولا يلين إذا قومته الخشب
فعليك أيها الأب الكريم الاعتناء بهذه البذرة التي بذلت في سبيلها الغالي والنفيس حتى حصلت عليها ، فأنت زرعت ، وعليك التعهد بالسقيا والرعاية والملاحظة المستمرة ، ولا توكل أمرك كله للغير فالثمرة لك ، وأنت الذي ستتذوق حلاوتها فلا تتركها للزمن إما أن يذبلها وييـبسها فجة ، أو تستوي على ساقها وتذبل وتسقط ، وفي الحالين لا يستفاد منها .فأنت المربي الأول لابنك تعرف منشأه ، ومدرج صباه ، وما عليك إلا أن تشعل زناد فكره ، وتوقظ جذوة مشاعره ، وتوقد شرارة عقله ؛ ليكون بارقة أمل يلوح ، ويهطل وبلا من نور العلم على أرض الجهل والضلال فيحيلها أرضا ذات مروج ، وأنهار ، وأشجار وأزهار ، ويبقى ساطعا في سماء التربية والتعليم كالقمر ليلة البدر .
اعرف ابنك واكتشف كنوزه ، واستثمرها : لاشك أن كل أسرة تحب لأبنائها التفوق والتميز لتفخر بهم وبإبداعاتهم ، ولكن المحبة شيء ، والإرادة شيء آخر . فالإرادة تحتاج إلى معرفة كاشفة ، وبصيرة نافذة ، وقدرة واعية لتربية الإبداع والتميز وتعزيز المواهب ، وترشيدها في حدود الإمكانات المتاحة ، وعدم التقاعس بحجة الظروف الاجتماعية ، والحالة الاقتصادية والمالية ونحو ذلك ، فرب كلمة طيبة صادقة تصنع الأعاجيب في أحاسيس الطفل ومشاعره ، وتكون سببا في تفوقه وإبداعه ، وإليك هذه النقاط كمقترحات علمية : الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الإرشاد النفسي http://www.irshady.com/t4787.html#post8885
1-
ضبط اللسان : ولا سيما في ساعات الغضب والانزعاج ، فالأب والمربي قدوة للطفل فيحسن أن يقوده إلى التأسي بأحسن خلق ، وأكرم هدى ، فإن أحسن المربي وتفهم ، وعزز سما ، وتبعه الطفل بالسمو ، وإن أساء ، وأهمل وشتم دنا ، وخسر طفله وضيعه .
2-
الضبط السلوكي : وقوع الخطأ لا يعني أن الخاطئ أحمق ، أو مغفل فكل ابن آدم خطاء ، ولابد أن يقع الطفل في أخطاء كثيرة ؛ لذلك علينا أن نتوجه إلى نقد الفعل الخاطئ والسلوك الشاذ لا نقد الطفل وتحطيم شخصيته ، فلو تصرف الطفل تصرفا سيئا نقول له : هذا الفعل سيئ ، وأنت طفل مهذب ، ولا يجوز أبدا أن نقول له : أنت طفل سيئ غبي أحمق … الخ .
3-
تنظيم المواهب : قد تبدو على الطفل علامات تميز مختلفة ومواهب وسمات فيجدر بالأب ، أو المربي التركيز على الأهم ، وما يميل إليه الطفل أكثر ؛ لتفعيله ، وتنشيطه من غير تقييد .
4-
اللقب الإيجابي : حاول أن تدعم طفلك بلقب يناسب هوايته ويميزه ؛ ليبقى هذا اللقب علامة للطفل ، ووسيلة تذكير له مثل : عبقري ، نبيه ، ماهر ، فهيم ، دكتور …الخ .
5-
التواصل مع المعلم : يحسن بولي الأمر التواصل مع مدرسة طفله إدارة ومعلمين، وتنبيههم على خصائص طفله ؛ ليجري التعاون بين المنزل والمدرسة في رعاية مواهب الطفل والسمو بها .كن إيجابيا وفكر إيجابيا
مما لا يختلف عليه اثنان أن أي سلوك إنساني ينطلق من قاعدة فكرية ، وقناعات ، ومعتقدات . فولي الأمر الذي يلجأ لأساليب سلبية في التعامل مع أبنائه هو في الواقع ينطلق من أفكار سلبية ، ويتحكم في سلوكه تفكير سلبي ، وتغيير الأساليب السـلبية
بحاجة لتغيير نمط التفكير السلبي ، ومن سلبيات التفكير السلبي أنه غالبا غير منطقي ، وينطلق من ردود أفعال ، ويهدم أكثر مما يبني إضافة إلى كونه يفرز شخصية متشائمة لا تبني ولا تَسعد ، ولا تُسعد من حولها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق