الموضوع: مساق التدريب على الإرشاد في المؤسسات التربوية-المدارس-
المحاضرة الاولى:
مقدمة عامة عن الارشاد
تعريف الارشاد بشكل عام والتربوي بشكل خاص: عملية تتم بين طرفين أحدهما مختص والثاني بحاجة الى مساعدة من اجل فهم ذاته والوصول الى قرارت مستنيرة في التعامل مع العالم المحيط(دراسته،تخصصه،توجهه المهني، حياته،...)
واقع الارشاد التربوي في المدارس (تجربة الإرشاد في مدارس وكالة الغوث،تجربة المركز الفلسطيني للإرشاد بالتعاون مع بعضالجمعيات والمؤسسات ،تجربة وزارة التربية والتعليم من العام 1996 وحتى الآن)
العلاقة مع اطراف العملية الارشادية (المدير/ة،المعلمين/ات،الطلاب/ات،اولياء الأمور،المجتمع المحلي)
المهام المطلوبة –مضمنة في الاوراق التي تعطى للطالب المتدرب.
لماذا اريد ان اكون مرشداً ؟
الاحتمالات : 1-تصريح عن احتياجاتي الخاصة :تحقيق المركز-القوة والقناعة-أو ان الارشاد يعطيني القوة والغنى لحياتي.
2-قد أكون قررت أن أكون مرشداً لأرضي احتياجات الاخرين/مهنة الارشاد وسط عالم المهن(التعامل الاساسي هو تعامل مع أشخاص).
وسواء كنت ضمن الاحتمال الاول أو الثاني من المهم الوعي باحتياجاتك الخاصة
لماذا يأتي المنتفع الى الارشاد ؟
ليس من السهل ان تاخذ موعدا وتذهب الى المرشد حيث ان نظام القيم في مجتمعنا يشير الى ان هذه علاقة ضعف ،أو أنك غير قادر على حل مشكلاتك بدون مساعدة الآخرين .
أمثال هؤلاء قد يظنون ان زملائهم قد يظنون انهم غير أكفاء وغير قادرين على تحمل المسؤولية اذا ما اعترفوا بطلبهم المساعدة من الاخصائي النفسي – لذا كثير من الناس لا يأتون على الاغلب الا اذا كانوا في حالة انفعالية مزعجة للغاية ،بحيث تكون قدراتهم على انجاز اعمالهم اليومية قد تأثرت بشكل ملحوظ.
المنتفع يذهب الى المرشد عادة بتوقعات غير عادية ،مثل أن المرشد يملك عصا سرية ،أو أن المرشد يقدم نصائح مباشرة
*أخطاء موروثة في اعطاء النصيحة
-البشر مقاومون بشكل ملحوظ للنصيحة/بعض المرشدين يستفيسودن من ذلك بعمل الضد
-أخصائيون اخرون يعطون نصيحة مباشرة –وقديكون ذلك منتجاً-وقد يكون ضاراً –لان الاصل هو تشجيع المسترشد على أن يصبح معتمدا على نفسه .
الاخصائي النفسي الفعال لديه فكرة واضحة عن اهدافه وهي:
1-مساعدة المسترشدين ليتحسنوا أويشعروا بانهم أفضل ،أو ان يشعروا على الاقل براحة اكبر لمدة طويلة.
2-مساعدة المسترشدين كي يصبح متكيفاً بذاته ومساعدته كيف يتعامل مع مواقف الحياة المستقبلية بطريقة بناءة بدون طلب المساعدة .
من المهم ان يشعر الاخصائي بالرضا عن عمله في ان يتغير المسترشدون وينضجون بطريقة يتعلمون فيها التأقلم بقدر ما هو واقعياً ممكن .
3-احداث التغيير بالسرعة الممكنة في المسترشد-كن واعياً لظر اداث التغير لفترة قصيرة والفشل في جعل المسترشد قادراً على التعامل مع ازمات المستقبل.
-يوجد دمج خاطئ بين توقعات المسترشد واهداف الاخصائي النفسي
هناك عدة طرق للتعامل مع هذا الدمج الخاطئ :
1-اهمال المرشد للعملية الارشادية وترك عملية الارشاد ، وبعض الاخصائيين يفعلون هذا.
2-كمدخل بديل هو مناقشة التوقعات مع المسترشد ووضع صيغة(تعاقد) لعقد جلسة الارشاد (البت في الحالة(الاستقبال)، والعمل على التوقعات)بحيث يكون مقبولاً بشكل متبادل لكليهما.
هناك اساليب مختلفة من الارشاد –هذا الكتاب (الدليل العملي للمرشدين النفسيين والتربويين)يستخدم افكاراً من علاجات(نظريات واتجاهات علاجية) متنوعة مثل العلاج الجشتطالتي، والعاطفي العقلاني،والبرمجة اللغوية العصبية ولكن مع التاكيد على نوع الارشاد الغير موجه(الارشاد المتمركز حول المنتفع) الي يتزعمه كارل روجرز،اذ أن هذا النوع آمن نسبياً.
ان مفتاح مساعدة المنتفع يعمل بفعالية من خلال مشاكله ومعرفة ما يقلقه واسبابه وهذا يقع ضمن علاقة الاخصائي بالمنتفع والتي هي ملائمة لتقديم تغيير علاجي.
المحاضرة الثانية
العلاقة الارشادية (وهي العلاقة المركزية في الارشاد)
اذا اردنا أن تكون العملية الارشادية فعالة هناك ثلاث قيم اساسية مطلوبة جدا تقوم عليها هه العلاقة وهي :
العلاقة الارشادية
|
الرعاية الايجابية غير المشروطة
|
التعاطف
|
الثبات
|
الثبات:
أن يكون المرشد نفسه تاماً ،كاملاً ،وشصيته متكاملة ، وكل شيء عنه يجب ان يكون له رنة حقيقية .
"أنا" واحد رغم تنوع الادوار من أب-مرشد-صديق-أخ-مريض-زبون، الخ
وهناك اختلاف في طريقة سلوكي في كل دور ،عندما العب مع طفل أنا سعيد أن أعبث على الارضية ، وعندما احضر لقاءً مهنيا للمرشدين ،أفضل ان ارتدي بطريقة رسمية واجلس على الكرسي.
على اية حال لدي خيار، أستطيع ان أبقى على اتصال كامل مع نفسي وان اكون انا دون الحاجة لتغيير نفسي .
أحتاج الى ان اكون أنا ثابتاً في كل مدلولاتي ،اذا حدث هذا عندها ستنجح العلاقة وستكون عملية الارشاد أكثر فعالية.
في كل مرة ادخل فيها علاقة ارشدية آخذ معي ها الجزء الهام مني ،والجزء الثاني كوني مرشداً نفسياً ،والجزء من كوني طفلاً يحب ان يستمتع ويلقي النكات على الناس .
وكثيراً جداً أكون أنا نفسي وليس فقط جزءاً معيناً مني ،انا في حدودي انا ،من الطبيعي أنني عندما اعمل مرشداً فاني استفيد من نللك الاجزاء مني المرتبطة بكوني مرشداً،واجزاء مني قد تبقى خارج المشهد.
أتحدث معه كصديق ولكني لست بصديق
to deal with him friendly but not as a friend
في الحياة العادية تعودنا على ان احتياجاتنا مساوية لاحتياجات الآخرين ، بينما في حالة الارشاد سيركز المرشد على احتياجات المنتفع أكثر من احتياجاته اخاصة .
التعاطف Empathy
عندما يتحدث المنتفع يتصور انه يمشي في رحلة جبلية ...أحياناً يمشي في دائرة ويعود الى نفس النقطة
كمرشد في أغلب الاحيان -انا لست تابعاً ولا قائداً –بالرغم من أني أحياناً سأتبع وأحياناً سأقود.
فيما يرى اخصائيين آخرين أنني كمرشد كالعربة يجرها الحصان
وعلى العموم يوجد جدل كبير حول دور المرشد هل هو محايد ام قائد تغيير
أغلب الاحيان ما احاول فعله هو أن امشي الى جانب المنتفع ، ،أن أذهب الى حيث يختار ان يذهب ،أن استكشف تلك الاشياء التي يختار أن يستكشف ،واكون دائماً دافئاً منفتحاً ودوداً معيناً مهتماً حقيقياً وثابتاً ،بهذه الطريقة تتطور الثقة بيني وبين المنتفع وانا أمر بتجارب العالم تقريباً بنفس الطريقة التي يمر بها هو .
أحاول أن أفكر وأشعر بالطريقة التي يفكر ويشعر بها هو بهذا أستطيع أن أشاركه ما يكتشفه عن نفسه.
المقصود ب التعاطف Empathy أن تكون عطوفاً يعني أن يكون لديك اجتماع(اتصال) بالمنتفع ، وكنتيجة لذلك يتم خلق بيئة ثقة بطريقة يشعر فيها أنه معتنى به وآمن ، في مثل هذه البيئة يستطيع المنتفع أن يتحدث عن اخفى أسرار حياته واعظم مشاعره التي تبدوا له مرعبة أو شخصية جداً لا يتجرأ ان يتحدث للآخرين عنها.
بطريقة اخرى أن تضع نفسك مكان المنتفع مع ادراكك أنه هو هو وأنك أنت أنت ،أوأن تكون قادراً على وضع قدمك في حذائه.
–قصة الحمار والاولاد والمختار.
وكمثال معكوس ما عبرت به تللك الاميرة الفرنسية عندما عرفت ان الجماهير لا تملك الخبز فقالت ليأكلوا بسكويت.
التقبل غير المشروط:
أن أتقبل المنتفع بصرف النظر عن لونه او غناه أو اجتهاده أو منطقة سكنه او عائلته أومستوى نشاطه وهكذا.
أي ان أتقبله كانسان وتقلبي هذا لا يعني تقبلي لسلوكه غير المرغوب ، مع حرصي على عدم اعطاء حكم أو وصمة على سلوكه.
لا استطيع أن اتفهم قيمي أكثر من التي علي أن استكشفها وأراها وأسأل عنها ،أحتاج ان اتفهم قيماً مختلفة عن قيمي ،وأحتاج ان اتفهم من أين تأتي مشاعري تجاه تلك القيم المختلفة وهذه عملية مستمرة لن تنتهي حتى أموت.
وجدت اني عادة عندما تكون لدي وجهات نظر قصوى مستقطبة ،هذا لأني اخاف أن انظر الى وجهة النظر المعاكسة وأن أفهمها .
من خلال تصنيف نظام القيم لدي أتفهم نفسي أكثر ، ونتيجة لذلك أكون أقل تهديدا من قبل وجهات النظر التي تعارض مع وجهة نظري.
المرشد الفعال يصغي اكثر مما يتكلم ،اذن فهو مصغ جيد ويشكل مركز أمن وأمان للمنتفع وقادر على اثارة تساؤلات وليس وأسئلة .
الارشاد هو امتداد لما نفعله جميعاً في علاقاتنا مع الآخرين عندما يتعرضون للأذى
كثير من الناس هم مرشدون طبيعيون (تلقائيون) وهدف تدريب الارشاد هو مساعدتك على تنمية مهارات الارشاد لديك وبالتالي تكون فعالً أكثر في مساعدة الآخرين في التعامل مع الألم.
وهذا يتم ابتداءً بالتقليد والمحاكاة والتكرارلهذه المهارات ونقلها الى تعاملاتك الحياتية حتى يتم استدخالها عندك وتصبح جزءاً أصيلاً من شخصيتك كمرشد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق