الخميس، 19 سبتمبر 2013

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾

ومن عظيم إكرام الله عز وجل أنه جعل التقوى مخرجاً للإنسان من كل ضيق، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾
فحينما تضيق الأمور، وتستحكم الحلقات، وتُسد المنافذ، وتنتصب العقبات، ويقنط الإنسان تأتي التقوى، فيتسعُ بها الضيق، وتُحل بها العقد، وتُفتح بها المسالك، وتذلل بها العقبات.
فمن يتق الله عند نزول المصيبة، فيوحّده، ويصبر لحكمه ويرضى بقضائه، ويثبت على مبدئه واستقامته، يجعل الله له مخرجاً منها، ويبدل ضيقه فرجاً، وخوفه أمناً، وعسره يسراً.
ومن يتق الله فلا يسمح للأفكار الزائفة، أن تأخذ طريقها إلى عقله، يجعل الله له مخرجاً من الضياع والحيرة والضلال وخيبة الأمل.
ومن يتق الله فيبرأ من حوله وقوته وعلمه، يجعل الله له مخرجاً مما كلفه به بالمعونة عليه.
ومن يتق الله فيقف عند حدود الله فلا يقربها، ولا يتعداها يجعل الله له مخرجاً من الحرام إلى الحلال، ومن الضيق إلى السعة، ومن النار إلى الجنة.
ومن يتق الله في كسب الرزق، فيتحرى الحلال الذي يُرضي الله عز وجل يجعل الله له مخرجاً من تقتير الرزق بالكفاية، ومن إتلاف المال بحفظه ونمائه.
ومن يتق الله في اتّباع السنة، يجعل الله له مخرجاً من ضلال أهل البدع ونتائج ابتداعهم.
ومن يتق الله في اختيار زوجته، وفي التعامل معها، يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي.
ومن يتق الله في تربية أولاده، يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم، ومن شقائه بشقائهم.
ومن يتق الله في اختيار عمله، وحسن أدائه، يجعل الله له مخرجاً من إخفاقه فيه.

د.محمد راتب النابلسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق