ﺩ . ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ ... ﻛﺘﺎﺏ ﻟﻐﺰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺗﺼﻮﺭ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻰ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ ﻭ
ﺧﻮﻑ ﻭ ﻏﻀﺐ ﻭ ﺟﻨﺲ ﻭ ﺭﻏﺒﺔ ﻭﺭﻫﺒﺔ ..
ﻭ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻰ ﻳﺘﺼﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﻬﻢ ﻭ ﺗﺤﻠﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻰ .. ﻭ
ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺒﺖ ﺃﻭ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻰ .. ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺗﻴﺎﺭﺍ ﻳﺆﺛﺮ
ﻓﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻭ ﻳﻘﺮﺀﻭﻥ ﻭ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ .
ﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺭﺑﻴﻌﻨﺎﺕ ﺩﺧﻞ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭ ﺻﺪﺭ ﻃﻮﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﻣﺜﻞ : ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ .. ﻭ ﻋﻘﺪﺓ ﺃﻭﺩﻳﺐ .. ﻭ ﻋﻘﺪﺓ ﺍﻟﻜﺘﺮﺍ .. ﻭ ﻣﺮﻛﺐ
ﺍﻟﻨﻘﺺ .. ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﺣﻼﻡ .. ﻭ ﺃﻧﺘﺠﺖ ﺃﻓﻼﻡ ﻓﺮﻭﻳﺪﻳﺔ ﻣﺜﻞ .. ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫ .. ﻭ
ﻇﻬﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺴﺮﺡ ﻓﺮﻭﻳﺪﻳﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺗﻨﻴﺴﻰ ﻭﻳﻠﻴﺎﻣﺰ .. ﺛﻢ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﺪﺃ ﺍﺳﻢ
ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺃﺩﻟﺮ .
ﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ .. ﺛﻢ ﻣﺮﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺪﺃ ﺍﺳﻢ ﺃﺩﻟﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ .. ﻭ ﻇﻬﺮ ﻓﻰ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﺳﻢ ﻳﻮﻧﺞ ﻟﻴﻨﻘﻞ ﻣﺠﺎﻝ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻐﻴﺐ .
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻟﻪ ﻓﻰ ﻧﻔﻮﺱ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻭ
ﻛﺴﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺗﺠﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻤﻘﺎ ﻭ
ﺗﺠﺮﻳﺪﺍ .
ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻰ ﻓﻠﻚ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﻐﺮﻳﺰﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻰ .. ﻭ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻣﺮﻳﺢ ﺟﺪﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﺎﺏ
ﻓﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﻛﻞ ﻫﺮﻣﻮﻧﺎﺗﻪ ﻭ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺩﻓﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻰ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ .
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﻻﺷﻚ ﺳﻮﻑ ﻳﻐﻴﺮ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻰ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻭ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻪ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﺃﻭﺝ ﺭﺟﻮﻟﺘﻪ ﻭ ﺗﺘﺴﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻋﻮﺍﻃﻔﻪ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺧﺎﺭﺝ
ﺇﺳﺎﺭ ﻏﺮﺍﺋﺰﻩ ﻟﺘﺤﻠﻖ ﻓﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﺃﻭﺳﻊ ﻭ ﺃﺭﺣﺐ .
ﻭ ﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺴﺎﻑ ﻭ ﺍﻻﻓﺘﻌﺎﻝ ﻟﻴﺒﻨﻰ ﻣﻦ
ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﺴﻠﺴﻞ
ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻰ .
ﻣﺜﻼ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻳﻤﺘﺺ ﺣﻠﻤﺔ ﺛﺪﻯ ﺃﻣﻪ ﺑﻠﺬﺓ ﺟﻨﺴﻴﺔ .. ﻣﻦ
ﺃﻳﻦ ﻋﺮﻑ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻫﻮ ﻟﺬﺓ ﺟﻨﺴﻴﺔ ..؟ ! ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺑﻠﺬﺓ ﻓﻘﻂ ﺇﺫﺍ
ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻤﻴﺎ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ . ﺃﻣﺎ ﺃﻥ
ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻋﻨﻮﺓ ﻭ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭ ﻟﺬﺓ ﺟﻨﺴﻴﺔ ، ﻓﻬﻮ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻤﻰ ﻭ
ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻖ .
ﻓﺎﻟﻠﺬﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍ .. ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﺴﺎﻑ
ﻋﻨﺪ ﻓﺮﻭﻳﺪ .. ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺑﻔﻜﺮ ﻭ ﻧﻴﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻟﻴﺮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ
ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﺟﻨﺴﻴﺎ .. ﻭ ﻫﺬﺍ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻤﻰ .
ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﻠﻎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺷﺄﻭﺍ ﺑﻌﻴﺪﺍ . ﻳﻜﻔﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﺴﺮ
ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻫﻮﺍﻳﺔ ﺟﻤﻊ ﻃﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﻣﺜﻼ ، ﻓﺘﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﺴﺮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻭ
ﺗﻨﻔﻴﺲ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻃﻔﻠﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ .. ﻫﻰ ﺗﻠﺬﺫ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﺮﺯ ﻭ ﻫﻮﺍﻳﺘﻪ
ﻟﻘﺒﺾ ﺍﻟﺸﺮﺝ ﻭ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻳﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻓﻰ ﺩﺍﺧﻠﻪ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻫﻮﺍﻳﺔ ﺟﻤﻊ ﻃﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ .
ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻳﻌﺘﺴﻒ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺗﺴﺎﻣﻴﺎ ﻟﻠﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،
ﻓﻬﻰ ﻣﻄﺎﺭﺩﺓ ﻟﻸﻧﺜﻰ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﻭ ﺍﻟﺴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ .. ﻭ ﻣﻐﺎﺯﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭ
ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺌﻨﺎ ﻟﻌﻘﺪﺓ ﺃﻭﺩﻳﺐ ، ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﻣﻪ
ﺟﻨﺴﻴﺎ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻠﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻭ ﻻ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ) ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺮﻑ
ﺍﻷﺧﻼﻗﻰ ( ﻭ ﻫﻮ ﻟﻬﺬﺍ ﻳﻐﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻭ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﻨﻔﺮﺩ
ﺑﻤﻌﺸﻮﻗﺘﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺃﻣﻪ . ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻳﺮﻯ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ .. ﻏﻴﺮﺓ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺎﻓﺴﻬﻢ ﻓﻰ ﻋﺸﻖ ﺃﻣﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺂﻣﺮ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻪ .. ﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﻠﺼﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﻢ
ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻬﻢ ﻭ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻭ ﻳﺘﺸﺎﺟﺮﻭﻥ ﻟﻜﺜﺮﺗﻬﻢ .. ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﺪﻡ
ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻷﺏ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ .. ﻓﺒﺪﺀﻭﺍ ﻳﻌﻮﺿﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﺑﺘﻘﺪﻳﺲ ﺫﻛﺮﻯ
ﺍﻷﺏ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ .. ﻓﺒﺪﺀﻭﺍ ﻳﻌﻮﺿﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﺑﺘﻘﺪﻳﺲ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻷﺏ
ﺛﻢ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ .. ﺛﻢ ﺍﺗﺨﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎ ﻗﺪﺳﻮﻩ ﻭ ﻋﺒﺪﻭﻩ ﻭ ﻣﻨﻌﻮﺍ
ﻗﺘﻠﻪ ) ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﺏ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﺏ ( ، ﻭ ﻫﻜﺬﺍ
ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻷﺏ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻮﻃﻤﻰ .. ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻘﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻓﺼﻨﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺻﻨﻤﺎ
ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﻟﻴﻘﺪﻣﻮﺍ ﻟﻪ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭ ﻗﺮﺍﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ .. ﺛﻢ ﺍﺭﺗﻘﻮﺍ ﺃﻛﺜﺮ
ﻓﺘﺼﻮﺭﻭﻩ ﺇﻟﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻯ .. ﻭ ﻣﻊ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺳﻮﻑ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻻﺷﻰﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﻓﻴﺘﺤﺮﺭ
ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ .
ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻹﻟﻪ
ﺍﻷﺏ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻮﻃﻢ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﻢ ﻭ ﻫﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺴﺎﻓﺎﺕ ﻳﺼﻞ ﻓﻰ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ..ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺪﺃ ﻣﺘﺴﻠﺴﻼ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ .. ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﺼﺪ ﻭ ﺍﻟﺤﺠﺎﻣﺔ .. ﻭ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺧﺮﺍﻓﺔ ﻭ ﻛﻼﻡ ﻓﺎﺭﻍ ﻭ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﻄﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺑﻼ
ﻃﺐ .. ﻫﻮ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻣﻘﻠﻮﺏ .. ﻓﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺮﺓ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ
ﻟﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺨﺒﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ ﻻ ﺗﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻰ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﺧﺮﺍﻓﺔ .. ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺢ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ، ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﻮﺭ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻰ ﻋﺒﺪﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﻭ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ .. ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ، ﻓﺎﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﻮﺍﻧﻴﺎ ﻭ ﻛﻮﻛﺒﺎ ﺃﻭ ﺻﻨﻤﺎ .
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ .. ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ .. ﻭ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻋﺘﺴﻒ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻓﻰ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻪ .
ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺽ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻓﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﺣﻼﻡ ، ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻣﺎ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﺬﺍﺟﺔ ﻭ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .. ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻄﻴﻞ ﻓﻰ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻫﻮ ﻓﻰ ﻧﻈﺮ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺍﻟﻌﻀﻮ
ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻰ ﻟﻠﺮﺟﻞ .. ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻭ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺌﺬﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﻭ ﺍﻟﻤﻈﻠﺔ
ﻭ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ، ﻛﻠﻬﺎ ﺭﻣﻮﺯ ﻟﻠﻌﻀﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻰ ﻟﻠﺮﺟﻞ .
ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺃﻭ ﻓﺠﻮﺓ ﻫﻮ ﺭﻣﺰ ﻟﻠﻌﻀﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻰ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ .. ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻭ
ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻭ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ .. ﻛﻠﻬﺎ ﺭﻣﻮﺯ ﻟﻠﻌﻀﻮ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻰ .
ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﺮﻛﺔ ﻫﻮ ﺭﻣﺰ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ .. ﺍﻟﻤﺸﻰ ﻭ ﺍﻟﺠﺮﻯ ﻭ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻖ ﻭ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻭﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺒﺴﻜﻠﻴﺖ ﺃﻭ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ .. ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻭ
ﺍﻟﻘﻔﺰ .. ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ .
ﻭ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﻥ ﻭ ﻫﺴﺘﻴﺮﻳﺎ ﻫﻰ ﻛﺒﺖ ﺃﻭ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻟﺮﻏﺒﺔ
ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﺻﻞ ﺟﻨﺴﻰ .. ﻭ ﻫﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺃﻋﺮﺍﻑ ﻭ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺧﻠﻘﻴﺔ ﺗﺤﺎﺻﺮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﺈﻃﺎﺭ ﻋﻨﻴﻒ ﻣﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ .
ﻭ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ
ﻫﻰ ﻓﻰ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ .. ﻭ ﻓﻰ ﻛﻼ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﺖ ،
ﻓﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻣﺤﻠﻮﻟﺔ .. ﻓﻼ ﺑﻌﺒﻊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ، ﻭ ﻻ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ
ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ، ﻭ ﻻ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻷﺧﻼﻗﻰ ﺍﻟﻤﺘﺰﻣﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻰ ﺃﻯ ﺑﻠﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ .
ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺴﻴﻂ .. ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻋﻤﻖ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﻓﺮﻭﻳﺪ .. ﻭ ﻫﻮ ﺃﺑﺪﺍ
ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺎﻓﺰ ﺟﻨﺴﻰ .
ﻭ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ
ﻋﻴﺎﺩﺗﻪ ﻟﻴﺘﺨﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﻟﻴﻼ ﻳﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻳﻌﻤﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻷﺳﻮﻳﺎﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻫﻮ ﺍﻋﺘﺴﺎﻑ ﺁﺧﺮ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ .
ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺃﺩﻟﺮ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻰ .. ﻭ ﺃﻥ ﺣﺎﻓﺰ ﺍﻷﻧﺎ .. ﻭ
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻓﺰ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻯ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ .. ﻭ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺠﻨﺲ
ﻫﻮ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﺍﺕ ..
ﻭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﺩﻟﺮ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﻣﺮﺿﻰ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﻭﻳﺪﻳﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ
ﻳﻤﻜﻦ ﺷﻔﺎﺅﻫﻢ ﺇﻻ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻔﺮﻭﻳﺪﻳﺔ .. ﺃﻣﻜﻦ ﺷﻔﺎﺅﻫﻢ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻷﺩﻟﺮﻳﺔ .
ﻭ ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻧﺞ ﻟﻴﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻰ ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻰ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺎ
ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭ ﺍﻟﻐﻴﺐ .. ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺸﻔﺎ
ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﺎ ﻟﻠﺰﻣﻦ .. ﻭ ﺃﻥ ﺭﺅﻯ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﺮﺍﻓﺔ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ، ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻰ ﺑﺄﻗﻮﻯ ﻣﻤﺎ ﺗﺸﻔﻰ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺃﺩﻟﺮ ﻭ
ﻓﺮﻭﻳﺪ ، ﻭ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺮﻳﺎﻗﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﻭ
ﺍﻟﻜﺘﺐ .
ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺩﻯ .. ﻭ ﻏﺮﻭﺏ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﻭ
ﺷﺮﻭﻕ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻗﺘﺮﺍﺑﺎ ﻣﻦ ﻟﻐﺰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﻟﻐﺰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ .ﺗﺼﻮﺭ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻫﻰ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ ﻭ ﺧﻮﻑ ﻭ ﻏﻀﺐ ﻭ ﺟﻨﺲ ﻭ ﺭﻏﺒﺔ ﻭﺭﻫﺒﺔ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق