الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

خضر مبارك-الجذور1

    بين الفترة والأخرى كانت يستوقفني شيئيين إحداهما اعتزاز الأهل التي كنت أصفه في داخلي بالمبالغ فيه بأنفسهم وبالعائلة والثاني اشتراك كثير من أفراد العائلة في سمات مشتركة على الرغم من تباعد أمكنة سكناهم بعد نكبة سنة1948م فعلى سبيل المثال نأنف من التبعية لأحد وان نتلقى الأوامر ونأنف من كيل المديح بمناسبة وبغير مناسبة ، ونخاصم أو بالأحرى نبتعد عن الأقارب والأصدقاء لشيء قد يفسر بأنه بهدف الإساءة إلينا أوالانتقاص من قدرنا ،كما نبرر لأنفسنا أن نقطع أو نفتر علاقتنا بفلان لأنه لم يزرنا أو لم يبادر إلى العلاقة بنا ،أو لظننا غير المستند إلى أساس انه لا يريد العلاقة معنا  وهذا نعممه على القريب وربما وجدنا عذرا للغريب فيذكر في أيام كان الأهل في كرتيا وهي بلدة تقع إلى الشمال الغربي من بلدة الفالوجي قضاء المجدل عسقلان لواء غزة في منطقة السهل الداخلي الذي يقع في المسافة بين غزة والخليل واللد والرملة من الغرب زارنا رجلان من دار الخالدي من واد موسى إذ تحمل عائلتهما نفس الاسم الذي تحمله عائلتنا الكبيرة وكان الجميع يتسابق لإكرامهما بالضيافة ويقال أن عمي علي محمد حسن مبارك الخالدي والذي كان يسعى بإلحاح إلى أن يكون مختارا لعائلة الخالدي اقترب منهما وسألهما كيف انتم لعائلتكم وكيف انتم للغريب فأجابا إننا سيئين لبعضنا وجيدين للغريب عندها قال أشهد أنكما أبناء عمومتنا.
كما يذكرون أن احد رجالات عائلة العزة وهي من العائلات التي كانت لها سطوة في كل من بيت جبرين وتل الصافي أراد خطبة إحدى بنات العائلة فرفضت العائلة تزويجها له ولا ادري لماذا، فقال أنا العزه فرد عليه احد أفراد العائلة أنت عزه في بلادك وأنا عزة في بلادي .

كما يذكرون أن حسن مبارك وهو جد أبي  رأى احد فقراء البلد ولا ادري إن كان من الأقارب أم لا قد ألبس أبنائه جوخاً فطلب منه حسن مبارك  أن لا يلبس أبناءه الجوخ قائلا له إذا أنت بدك تلبس ولأدك جوخ أنا شو بدي ألبس ولادي . ومن الروايات الحديثة نسبيا قبل حوالي العشرين سنة اشترينا في حلحول -حيث أقيم  -صوبة(مدفأة) حطب وكانت ماسورة الحديد التي تصل بين المدفأة والسطح بحاجة إلى إصلاح فذهبت بها إلى محددة الأستاذ شريف ملجم  وكان على علاقة طيبة بجيراننا من عائلة العناتي فكان يقول بين الفينة والأخرى وأمي موجودة في المحددة :أنت جارة العناتي والله ميت (مئة) أهلا وسهلا، كررها أكثر من مرة مما دفع أمي للقول كل واحد مقداره من داره .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق