اسم القيوم ورد في آية الكرسي : ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .....)
القيوم ، هو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره ، فما من البشر واحد قائم بذاته ، بل لا يدري المرء ماذا يحدث بعد دقيقة ، ولا بعد ثانية ، لكن الله سبحانه وتعالى قائم بذاته ووجودنا مفتقر إلى إمداد الله ، إلى أن يسمح لنا أن نعيش ساعة أخرى ، يوماً آخر ، أسبوعاً آخر .
والقيوم يقوم به كل موجود ، فكل موجود في الكون قائم بالله ، فإن رأيت الشمس بازغة فالله سمح لها بذلك ، وهي باقية بأمر الله.
والقيوم يحتاجه كل شيء في كل شيء
والقيوم هو القائم بتدبير أمر خلقه ، فهو القائم برزق العباد ، الأمطار تهطل ، الرشيم يتحرك ، المعادن تنحل والجذر ينمو ، والقلنسوة تحفر الصخر ، والماء أُذيبت به المعادن ، صعد إلى عروق الشجر ، انعقد الزهر ، نمت الأوراق ، انعقد الثمر وأصبح يانعاً.
والقيوم لا يقع شيء في الكون إلا بأمره ، ومشيئته ، وإرادته وحكمته وقدرته ، وعلمه
والقيوم : القائم على كل نفس بما كسبت ، يحاسب كل إنسان حساباً دقيقاً
أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
ومن أدب المؤمن مع اسم القيوم ، أن يعود قلبه ، الانقطاع عن الخلق ، مادام يعرف أن كل شيء قائم بالله ، فإذا دخلت إلى دائرة ، ووجدت فيها ألف موظف ، ولا يستطيع موظف أن يخدمك بشيء إلا رئيس الدائرة ، فإنك لا تتحدث مع أحد إلا مع رئيس الدائرة
ومن أدب المؤمن مع هذا الاسم ، أن من علم أن الله هو القيوم للأمور استراح من كد التدبير ، وتعب الاشتغال بغيره ، وعاش براحة النفس ، ولم يكن للدنيا عنده قيمة .
ً في صحيح البخاري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بالليل تهجد ودعا ربه فقال :
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّومُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ....
وفي رمضان القرب يتجلى اسم القيوم حين يشعر المؤمن بافتقاره إلى الله تعالى ويعلم يقيناً أن صيامه وقيامه إنما هو بتوفيق الله تعالى وفضله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق