السبت، 20 يوليو 2013

تأثير العنف التربوي في دماغ الطفل

 أن الآباء والأمهات عندما يغدقون محبتهم على الطفل، ويأخذونه بين أيديهم ويلعبون معه ويقرؤون له حكاياته المفضلة، ويتواصلون معه بمختلف الصيغ والأشكال التواصلية الإنسانية الخلاقة فإنهم يساهمون في عملية تنمية دماغه وعقله بصورة إيجابية وصحيحة، وعلى خلاف ذلك إذا كانت هذه العلاقة تقوم على التخويف والقمع والإرهاب والإهمال والتبخيس وغير ذلك من أشكال الاتصال السلبية فإن عقل دماغ الطفل يتباطأ في عملية نموه، وبالتالي سيكون في الحدود الدنيا للنمو الحقيقي مما يؤدي إلى عملية تدمير للإمكانات الذهنية والعقلية للطفل في المستقبل.

وتذكر الدراسة التي نشرتها مجلة العربي ـ يناير 2010 ـ أن هؤلاء الذين عاشوا في وسط تربوي لآباء متسلطين، وعاشوا في كنف علاقات تربوية عنيفة، أو هؤلاء الذين تعرضوا لصدمات انفعالية شديدة قد تبلدت مشاعرهم وتصنمت أحاسيسهم بتأثير ما واجهوه من تربية القهر والتسلط.
ويمكن القول إن الأب والأم يشكلان من حيث الجوهر حماة الطفل ومصدر استقراره وأمنه وملاذه الوجودي، وعندما يتعرض الطفل للعدوان والاعتداء والتسلط من جهات خارجية فإن الأثر الممكن قد يكون ضئيلا جدا بالمقارنة مع التسلط الذي قد يتعرض له من قبل أبويه مصدر أمنه.
فعندما يتعرض الطفل للعنف من قبل أبويه أو أحدهما، فهذا يعني أن الطفل قد خسر آخر معاقله الوجودية، وهذا يعني أيضاً أن آثار القمع والتسلط الداخلي الذي يصدر عن الأبوين قد يشكل مقتلا نفسيا للطفل، ويؤدي إلى تدميره أخلاقيا وذهنيا في مراحل لاحقة من حياته.
نقلا عن شادي شلالفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق